العدد 138 - الثلثاء 21 يناير 2003م الموافق 18 ذي القعدة 1423هـ

وزير التربية: نسعى لتعزيز دور المدرسة في بناء القيم

خمسة آلاف تربوي يناقشون تنمية القيم السلوكية في الابتدائية

قال وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي إن الوزارة تعمل على أن تلعب المدرسة البحرينية دورا في بناء القيم، وذلك من شأنه أن يحقق التوازن الروحي والجسدي، والتكامل بين دور التعليم والتربية. وذكر أن المؤتمر التربوي الذي تنظمه الوزارة حاليا يعزز الاتجاه في تطوير المناهج وتوسيع مساحة القيم الصالحة فيها، ودعم الإرشاد الاجتماعي. إضافة إلى إسهامه في تفعيل دوره وتدريب العاملين فيه على أداء الأدوار الاجتماعية والنفسية القريبة من واقع الطالب واحتياجاته. وكذلك الاهتمام بالطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة والموهوبين وبالأنشطة الثقافية والتربوية والعلمية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها صباح أمس لدى افتتاحه أعمال المؤتمر التربوي السابع عشر الذي تختتم أعماله اليوم، ويقام تحت عنوان «تنمية القيم السلوكية لطلبة المرحلة الابتدائية»، بمشاركة نحو خمسة آلاف من الهيئات الإدارية والتعليمية والمختصين والخبراء الأكاديميين. وأكد النعيمي أن المدرسة تعد العنصر الأساسي في بناء القيم والاتجاهات والمبادئ السلوكية، إذ أن الطالب يقضي فيها جزءا كبيرا من وقته. ولذلك فإن لها دورا مهما في بناء الاتجاهات وترسيخ القيم الحضارية والروحية ومعاني المواطنة الحقة والالتزام الخلقي. من جانبه قال الوكيل المساعد للمناهج والتدريب عماد تقي إن اختيار موضوع المؤتمر جاء نتيجة استطلاع آراء المربين والقائمين على العملية التعليمية في المرحلة الابتدائية، ومتابعة واقع العمل التربوي في الميدان. وأشار إلى أن مكمن أهميته تتمثل في المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع والتي تؤثر بشكل مباشر على القيم الخلقية وأنماط السلوك. إضافة إلى تسببها في انتشار الكثير من الظواهر الاجتماعية غير المألوفة في المجتمعات الإسلامية. كما ذكر تقي أن اللجنة العامة للمؤتمر عقدت عشرين اجتماعا لوضع خططه وبرامجه. مشيرا إلى أبرز إنجازاتها التي تمثلت في توظيف البث المباشر لوقائع المؤتمر عن طريق شبكة الاتصال المعلوماتية لربط المركز الرئيسي بالمراكز التسعة عشر الأخرى المستقبلة للبث. كما أشار إلى تخصيص خدمة المخاطبة الكتابية المباشرة عبر شبكة الانترنت للمراكز بهدف تفعيل المشاركة من خلال توجيه أسئلة إلى المحاضرين. كما تم أيضا تخصيص صفحة على الانترنت لإتاحة مجال المشاركة من قبل المهتمين بالشأن التربوي من داخل المملكة وخارجها. إضافة إلى إصدار كتاب للمؤتمر يضم الدراسات والبحوث المقدمة تم توزيعه على المشاركين. وفي تصريح خاص لـ «الوسط» قال مدير إدارة التدريب عبدالعزيز السماك إن المؤتمر سيتمخض عنه وضع تصور أولي للأسئلة والملاحظات لمناقشتها فيما بعد كتوصيات توضع ضمن تقرير عام ونهائي يرفع إلى المسئولين في الوزارة. كما ذكر أن الوزارة تسعى للاستفادة من نتائج المؤتمر في تطوير مسيرة العملية التعليمية. وذلك من خلال إداراتها المختلفة كالتدريب والمناهج وغيرها. وأكد السماك أهمية الموازنة بين المؤسسات المختلفة في تحقيق التربية الخلقية السليمة إضافة إلى الجانب البيئي والصحي منها، موضحا بأن كل جهة لا بد وأن تضطلع بدور مهم في التوجيه والإرشاد. ولذلك يجب أن يأخذ كل من أفراد المجتمع والمسئولين فيه زمام المبادرة لتحقيق دورهم في هذا الجانب.

وقدمت في المؤتمر صباح أمس عدة أوراق عمل من بينها ورقة بعنوان «دور المدرسة في تنمية القيم السلوكية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية» لأستاذة علم النفس التربوي المشارك في جامعة البحرين جيهان العمران، وأنابتها في تقديمها رئيسة قسم التقييم والتطوير في إدارة التدريب نورة الغتم. وأشارت الورقة إلى الاهتمام العالمي بتنمية القيم الأخلاقية بسبب ازدياد المشكلات السلوكية وازدياد العنف الطلابي. والتي أرجع علماء التربية أسبابها إلى شيوع القيم غير التقليدية في المدارس، ولذلك اهتم المربون بدمج برامج التربية الخلقية في المناهج الدراسية. كما ذكرت أساليب عدة للتربية الوقائية لتنمية القيم منها المشاركة الديمقراطية للطلبة في اتخاذ القرارات، والشراكة الكاملة بين المدرسة والبيت والمجتمع. إضافة إلى تطرقها لتعريفات مختلفة للقيم السلوكية وتأثيرها على الطلبة، وأساليب تنميتها.

من جهة أخرى استعرضت الاختصاصية النفسانية في المستشفى العسكري بنة بوزبون تطبيقات عملية عن العلاج السلوكي لطفل المرحلة الابتدائية. كما أشارت إلى نماذج للمشكلات السلوكية كالعصيان أو عدم الطاعة، موضحة أساليب الوقاية منها كبناء علاقة وثيقة مع الطفل والاستجابة لمتطلباته وعدم الاتجاه إلى التسلط. ونوهت إلى أنه عند الإقرار بوجود المشكلة يجب اتخاذ أسلوب مناسب لملاحظة مظاهرها وأسبابها ومعرفة درجة حدتها وتكرارها لوضع الحلول الملائمة. كما قدم أستاذ علم النفس في جامعة البحرين توفيق عبدالمنعم ورقة عن التجارب الريادية في تنمية القيم والسلوكيات، تحدث فيها عن مفاهيم القيم ودور التنشئة الاجتماعية في تنميتها. كما استعرض برنامجا تربويا لقيم الحياة الذي من خلاله يتم تدريب المدرسين على البرنامج من خلال الورش والحلقات النقاشية، ثم يتم تطبيقها على الطلبة بعد أن تدمج القيم المطلوب نقلها لهم في المناهج الدراسية.

«الوسط» استطلعت آراء بعض المشاركين في المؤتمر عن الأوراق المطروحة فيه من بينهم اختصاصية مصادر التعلم في مدرسة سكينة بنت الحسين الابتدائية للبنات زينب الدرازي. والتي قالت إن موضوع المؤتمر قيم ولكن ما طرح ضعيف جدا، فأوراق العمل لا تطرح سوى كلام معاد أثبت فشله في المراحل التعليمية السابقة. كما أنها لا تطرح حلولا بل مزيدا من الأعباء ومظاهر التقييد، مشيرة إلى أن الآليات المعروضة واهية ومفرغة المضمون. وذكرت أنه لا يجب النظر إلى موضوع القيم بمعزل عن المجتمع بل يجب ربط المدارس بالتغيرات المحلية والدولية، منوهة إلى أن المناهج والسياسات الإدارية في الوزارة والمدارس تعزز ذلك العزل. وذلك على رغم الاطروحات المقدمة لدمقرطة التعليم ومحاولة ربط المدارس بالمجتمع. وأشارت الدرازي إلى أن التغير الاجتماعي وخصوصا في العشر السنوات الأخيرة لم يواكبه أي تغير في المناهج والاستراتيجيات التعليمية التي تدعم القيم وتطورها بحيث تتواكب مع التغير. مؤكدة وجود فجوة بين ما يدرس وكيفية الاتصال بالتلميذ، إذ أن المناهج كما ذكرت خاوية من أي شكل من أشكال القيم. وعلق المشرف الإداري والمدرس في مدرسة الزلاق الابتدائية للبنين عادل الزايد على إحدى الأوراق المطروحة بأنها بعيدة عن الواقع المعاش للمدارس. وتمنى أن يتم استعراض مشكلات واقعية يتم التعرف عليها من خلال اتصال المحاضرين بالميدان بدلا من التكلم عن مشكلات من «كوكب ثان» كما قال. وعن الموضوع المطروح في المؤتمر ذكر أن الوزارة وإدارة المدرسة تقيد المدرس بشكل كبير من ناحية أسلوب التعامل مع التلميذ فلا يستطيع معاقبته أو تأنيبه عند صدور أي خطأ عنه. مضيفا إلى أن ذلك يجعل المدرس شخصا مقطوع الأيدي إلى جانب ما يعانيه من ضغوطات ومشكلات مختلفة. وعلق الزايد على الفوضى الصادرة من المشاركين في المؤتمر أثناء عرض أوراق العمل بأنها ناتجة عن إدراكهم بأن القرارات لن يتم تنفيذها مشيرا إلى أن المؤتمرات السابقة لم تحقق مطالب المعلمين الخاصة بالحد من كثافة المناهج والاهتمام بمشكلات المدرسين. وأضاف بأن موعد المؤتمر يأتي مباشرة بعد اليوم الأخير لتصحيح الامتحانات ما يشكل إرباكا وضغطا على المدرسين. إذ أنه يتسبب في الإسراع في التصحيح ما قد يؤثر على عدالة التصحيح الذي يفترض فيه التأني. وعن رأيها في المناهج الدراسية قالت المشرفة الإدارية في مدرسة أم أيمن الابتدائية للبنات فاطمة السماهيجي إنها خالية من الاتجاهات السلوكية وذلك على عكس المناهج القديمة. وذكرت أن الأعباء المتزايدة على المدرس والمتمثلة في ملء الأوراق والملفات تؤدي إلى إهمال المعلم للطالب بوصفه محورا للعملية التعليمية. وأضافت بأن بعض الطلبة حاليا لهم (لسان طويل) وإدارة المدرسة غالبا ما تكون في صفهم، وذلك على عكس ما كان سابقا من كون المعلم سيد الموقف. أما اليوم فإن ولي الأمر كما قالت والإدارة ضد المدرس الذي لا يحق له معاقبة التلميذ وتوجيهه بالطريقة التي يراها مناسبة. أما مدرسة اللغة العربية في إحدى المدارس الخاصة منال النجيلي فقالت إن الطالب في المدارس الخاصة أكثر انضباطا في الناحية السلوكية من طلبة المدارس الحكومية. وأرجعت ذلك إلى وجود ضوابط وقوانين حازمة تحكم الطالب، ولكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن طلبة المدارس الحكومية أكثر انضباطا من الناحية الأخلاقية من طلبة المدارس الخاصة. ولذلك أكدت أهمية تنمية القيم الأخلاقية من خلال المناهج

العدد 138 - الثلثاء 21 يناير 2003م الموافق 18 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً