شهد يوم أمس تطورات ملفتة إذ حقق العراق عددا من النجاحات العسكرية على الجبهة القتالية الجنوبية وذلك عندما تمكنت قواته من قتل 25 جنديا أميركيا وبريطانيا وأسر عدد آخر من الجنود في معارك الناصرية في جنوب العراق. كما ادعى اسقاطه طائرة حربية أميركية أو بريطانية وأسر أحد طياريها، ونفى ذلك لاحقا. واعترف الرئيس الأميركي جورج بوش بأن ما حدث حتى الآن هو بداية قتال صعب.
وكتبرير لما حدث، اتهمت وزارة الخارجية الاميركية أمس شركات روسية من دون تسميتها بتقديم تجهيزات للجيش العراقي يمكنها ان تهدد مباشرة القوات المسلحة الاميركية وحلفاءها. وردا على هذه الاتهامات غير المباشرة، نفت الشركات الروسية ان تكون باعت العراق انظمة تشويش الكترونية للاستخدام العسكري.
وقال الرئيس الاميركي أمس ان القوات الاميركية والبريطانية حققت تقدما في الحرب، مؤكدا للصحافيين في البيت الابيض عقب عودته من كامب ديفيد «نحن نسير في سبيلنا ونحقق تقدما جيدا. هذه مجرد بداية قتال صعب».
وكانت محطة تلفزيون الجزيرة نقلت عن المسئولين العراقيين قولهم إن الطائرة البريطانية أسقطت وأنه تم أسر طيار، والبحث جار عن طيار ثان. غير أنه لم ترد أية أدلة تؤكد إسقاط الطائرة أو أسر أحد الطيارين. وفي واشنطن صرح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد بأنه من المحتمل أن تكون القوات العراقية أسرت جنودا. وقال لشبكة تلفزيون (إن.بي.سي) إن هناك جنودا وصحافيين مفقودين في منطقة القتال. وفي واشنطن أيضا، صرح رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال طيار ريتشارد مايرز بأنه ليس هناك ما يشير إلى أن طائرة من طائرات التحالف أسقطت بنيران العدو. وكانت القنوات الفضائية العربية أذاعت لقطات للبحث الجاري في الاعشاب بمحاذاة ضفاف نهر دجلة في وسط بغداد بمشاركة مئات المتطوعين والجنود ورجال الامن. واحتج رامسفيلد أمس على تغطية لقناة الجزيرة الفضائية استهدفت إظهار أسرى حرب أميركيين معتبرا أنها انتهكت اتفاقات جنيف.
وفي المقابل اعلن وزير الدفاع العراقي سلطان هاشم احمد أمس ان العراق سيحترم معاهدة جنيف عن اسرى الحرب في معاملة الاسرى الاميركيين والبريطانيين.
وحين اعلن العراق انه اسقط خمس طائرات وطائرتي هليكوبتر، اكد مسئولون بريطانيون اسقاط طائرة من طراز تورنيدو بصاروخ باتريوت أميركي في اول اعلان عن حادث «نيران صديقة» منذ بداية الحرب.
وليلا هزت انفجارات جديدة العاصمة العراقية بغداد مستهدفة مبنى داخل المجمع الرئاسي كذلك استهدفت مدينة الموصل العراقية. ونقلت وكالة رويترز عن مراسلها في المنطقة الشمالية قوله «يمكنني ان ارى النيران المضادة للطائرات وأيضا يمكنني سماع دوي انفجارات القنابل لكن لا يمكنني ان أرى طائرات او صواريخ».
إلى ذلك نفت شركة «افياكونفيرسييا» مساء أمس ان تكون باعت العراق انظمة تشويش الكترونية للاستخدام العسكري كما اتهمتها وزارة الخارجية الاميركية بشكل غير مباشر. وقال مدير الشركة اوليغ انطونوف «لم نبع العراق شيئا».
وفي واشنطن، اعلن مسئول اميركي كبير أمس ان الولايات المتحدة تعتقد ان فنيين روسا يساعدون العراق على تشويش بث اشارات عبر الاقمار الاصطناعية تعتبر اساسية لتوجيه القنابل والطائرات الاميركية والبريطانية.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ان شركة «افياكونفيرسييا» قد تكون قدمت للعراق اجهزة تشويش الكترونية يمكنها تعطيل نظام التوجيه الذي يستخدمه الطيران وسلاح البر الاميركي. ورد مسئول الشركة «قلت للاميركيين ولرئاستنا ان العراق صنع على الارجح اجهزة التشويش هذه وحده او ايضا بمساعدة يوغوسلافيا».
ودعت روسيا والصين أمس الى الوقف الفوري للحملة العسكرية على العراق التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا خارج اطار مجلس الامن الدولي ولا تستند الى اسس قانونية. جاء ذلك في محادثة هاتفية جرت بين وزيري الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ونظيره الصيني لي زهاوكسينج
العدد 199 - الأحد 23 مارس 2003م الموافق 19 محرم 1424هـ