ما الذي غيرنا
حينَ بكينا البحر
آهات الكآبة...
نحنُ نبكي
ذاك يبكي
أنتَ تبكي
والملايينُ زهور الحزن
أو بعض سحابه...
كنتَ تبكي
قصة الذبحِ
بتاريخِ الولادة...
ومضينا للذي جاء
وما كان الإبادة...
إنها قصةُ ميلادٍ
بتاريخِ الشهادة...
فعلى البحر حكينا قصصا
أطول من قيسٍ وليلى
لا نهايات لعشقٍ
لا نهايات لحبٍ
لا نهايات لموتٍ
لا نهايات لأمرٍ
ذاك أن المرأة المغمى عليها استيقظت ؟
استيقظت من حرف عيسى
تمتمت حتى تموت
موتة تحلو مع الصمتِ
وساعات السكوتْ...
إنها من حرفِ
فاضل!
إنها من حرف
أنور!
إنها من صوتِ
عونٍ وتباشير جهاد
بسمةُ الصمت لبشار ستحلو ومحمد
ولمحمود انبثاقٌ قصصيٌ وصور
تتراءَى في فمِ الصمتِ
ولحظات الشرود
آه ما أحلى السكوت
أعطني العود ولحنا يا جهاد
انشد الأحرف يا فاضل
من شعرٍ لمحمود
قال فاضل فوق صوت العود:
"ها رملٌ وبحر... أشرعة"
هكذا…
خاصمه البحرُ جهاد
إذ تراءت لحظةُ الخوفِ
على نعشِ الظلام
قال أنور:
أتُعيد المشهدَ الليلي
وتأتي للصديق البحر!
- أما يكفي الخصام
هو من خاصم؟
- كلا بل أنا
- أنا من يرجعكم
وتنادون على الموجِ السلام
- يا الذي أرجعنا
ألفُ سلام
أين نمضي بهوى البحر
آه ما أحلى السكوت
إنهُ الحبُ الذي ماتَ يعود
سجل الآن مع الصمتِ وبحات السكوت
ان عشق البحر لا يدمي الفؤاد
هكذا علمنا البحرُ بساعات الغبار
قد تلاشى بعضُ صوت
قد تلاشى بعضُ ود
قد تلاشى بعضُ بعضي
أو مازال بصبرِ الصبرِ صبرُ
وأنا ما كنتُ أنسى قصة الحبِ
التي يكتبها الآن جهاد
بين بحري ثم بينه
والذي قال سأنهيها أنا
عاد أنور
بالنهايات يقول
- يا هوى البحري
يا بعض العناد
إنهُ العُذريُّ
ينعاهُ الفؤاد
آه ما أحلى البُرود...
عند ساحِ البحر
أو عند الشرود...
آه ما أحلى الهواء
والهدوء
ساعة الصمت التي تولدُ من حضنِ السكوت...
آه ما أحلى الممات
فوق أعواد الشهادة...
ألف تحيا
بالمواليدِ الشهيدة
وابتساماتي الوليدة
بالصباحاتِ الجديدة
عادت المرأةُ تحكي
تمتماتِ الصمت في نبضِ السكوت...
قصيدة على بحر مدفون في العام 2000
العدد 1613 - الأحد 04 فبراير 2007م الموافق 16 محرم 1428هـ
