«فرارات، نفاخات، أهو بياع فرارات» بالموسيقى والإضاءة التي تتوزع على المسرح دار الأطفال على بائع «البالونات والفرارات» الذي أخذ يوزعها عليهم واحدة تلو الأخرى، وهو يشدو بأغنيته «فرارات نفاخات» فيرد عليه الأطفال «أهو بياع فرارات» وبهذا المشهد الطفولي بدأت مسرحية الأطفال الكوميدية «حسن وفرارة الخير» لمسرح أوال من تأليف الفنان محمد عواد وإخراج الفنان عبدالله سويد، والتي عرضت على مسرح مدرسة الشيخ عبدالعزيز آل خليفة في 21 فبراير/ شباط الجاري.

وبدأ المشهد الأول بدخول طفلة تحمل لعبتها الجميلة وتخبئ وراءها وجها طفوليا، وبينما تسير على المسرح بأمان تحرك مجموعة من الأطفال وكونوا حلقة حولها، وسرقوا لعبتها ليفاجئوها بأنهم يريدون تكسير لعبتها انتقاما لصديق لهم قد كسرت لعبته من أحد الأطفال القريبين من منزل هذه الطفلة، فقررت الطفلة الفرار لكي لا يقوم الأطفال بضربها بعد أن يئست منهم في إرجاع لعبتها.

شجار الفرقان

أما اللعبة التي تمثل عفوية وابتسامة الأطفال تتحول إلى سبب لتقسيم منطقة إلى فريقين فريق اعتدى وفريق معتدى عليه، وتتحول المشكلة من لعبة وشجار بسيط ما بين الأطفال إلى مناوشة ما بين الشباب لتكبر المشكلة لتصل إلى رجال الفريقين، لم يبدأ الشر في تحركه حتى سيطر الخير على المشهد الذي بدا وكأنه شجار دام ما بين الفرقان، تحرك بائع البالونات والفرارات ليهدئهم ويأمرهم بعدم الصدام فيما بينهم لأنهم أهل منطقة واحدة ولا يصح أن يتحول شجار الأطفال إلى صدام ما بين الكبار، وبعد أن يأس منهم أمرهم بالاستماع إلى قصة حسن وفرارة الخير فاستجابوا له، فأحال بائع البالونات المسرح إلى كرسي الحكواتي والتم به الفريقان صفا واحدا.

عالم الحكاية

ودخل المشهد إلى عالم الحكاية مع بدء بائع البالونات في سرد قصة حسن، ليتحول المسرح إلى قصر فيه الملك ووزيره مع حاشيته، والملك الذي يأمر وزيره بالبحث الحثيث عن الدواء لعلاج ابنته المريضة، فيقوم الوزير بالمحادثة مع حكيم المملكة والذي يخبره «ان دوائها في مملكة الخير»، فيقوم الملك ليسأل الحكيم بشدة أي مملكة الخير وأين تقع وكيف الوصول لها، فيما الحكيم العجوز يقع مكانه ميتا من شدة إلحاح الملك عليه بالسؤال، فيأمر الملك وزيره أن أمامه يومان ليجد تفسيرا لسر مملكة الخير لتدخل المسرحية عالما آخر من الدراما التراثية التي يبدأ بها الوزير رحلته الحثيثة للبحث عن مملكة الخير.

هكذا قدم فنانو المسرح البحريني منهم مجموعة من منتسبي مسرح أوال وعدد من الجيل الفني الصاعد مسرحية حسن وفرارة الخير، والفنانون هم عادل شمس وأحمد الصايغ وعبدالله سويد وغادة الفيحاني وهيثم الدرازي وحمد عتيق وخليل المطوع ومحمد سعد ويعقوب القوز وخلود الحبيشي وعبدالله رشدان وشيخة زويد ومحمود إسماعيل ونجم سهيل وفهد زينل وأحمد عاشور وخالد القصاب وخالد جمال وعلي عبدالخالق وباسل زينل ومروان زينل وحمد عادل فقيهي وأحمد عقيل.

حسن بن مرجان يحمل سر المسرحية

وعلا جانب من المسرحية التقت «الوسط» مؤلف المسرحية الفنان البحريني محمد عواد الذي قال عن هدف وسبب كتابة نص المسرحية: «إنها مسرحية تعبر عن ما يكمن في النفس البشرية من نوازع للخير والشر، ومظاهر يحملها الإنسان داخليا وخارجيا، ولهذا جاءت كتابة نص مسرحية (حسن وفرارة الخير) بعناصر تحمل الشر وأخرى الخير، ومع كتابة النص وتحديد العناصر تبادر لذهني عدة أسئلة، منها هل يولد الإنسان شريرا أم خيرا؟ أم هل للظروف والبيئة دور في تكييف الإنسان وطبائعه؟»، مشيرا إلى أن «النتيجة التي توصلت إليها هي ملامح كل عنصر وعندما برز لي بطل المسرحية (حسن بن مرجان ولد فرخ الجان) وهي صفات قاسية لشاب وضعته الظروف في السلوك الشري، وأورثته صفات أبيه الشريرة، فهل هو كذلك؟، أم أن ظهور الخير والشر وتصارعهما في بيئة حسن له انعكاس على مظهره الداخلي والخارجي». وتسير حوادث المسرحية في تحولات حسن هل هو الشيطان حسن...، أم هو الشاطر حسن...؟

بحثا عن براءة الأطفال

من جهة أخرى وبعد أدائه دوره كشرطي الوزير في المسرحية، قال المخرج للمسرحية الفنان البحريني عبدالله سويد: «إن الدافع لنا للعمل والمغامرة في هذه المسرحية، للأطفال الذين يجعلون من حياتنا مهمة، وأقول لهم لأنهم من يشكل هذه الحياة ببراءة، والتي نتمنى أن نعود إليها، ونتمنى أن تعود بنا السنون لنتمتع بأيام الطفولة وأيام الخيال الذي لا يحده حد ولتلك الأيام قمنا بعملنا جميعا مخرجا وكاتبا وممثلين وفنيين ومسرحا، لنقدم المسرحية لأطفال هذا الزمن».