العدد 1658 - الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 02 ربيع الاول 1428هـ

احلم يا فقير!

على رغم كل ما يعتمل في النفس من هموم وأهوال ومشكلات لا حصر لها تحاصرنا كمواطنين من كل جانب، وعلى رغم الملفات الثقيلة التي تنتشر في كل أرجائنا وتضغط على صدورنا وتجعلنا مثل «الميدة اللي ماكله سم» كما نقول في المأثور الشعبي، لكن بضع صور تشاهدها أحيانا وأنت في قمة غرقك في الهموم، تجعلك تميل قليلا نحو الاسترخاء في ابتسامة ولو عابرة.

وبودي القول، إنه ليس الهاتف النقال فقط الذي كان ولايزال يتسبب في «إرباك الناس» بسبب انشغال البال... يا أحبتي توجعنا الكثير من الأفكار من قروض إلى ارتفاع أسعار إلى أجور (طايح حظها) إلى أشد من ذلك حين يكون الجوع وضيق ذات اليد مصدرا للهموم... وسط ذلك، لك أن تبتسم حين تشاهد وتقرأ بعض ما يكتب على سيارات الشباب اليوم، وهي ظاهرة لها بعدها النفسي من دون شك.

تشاهد سيارة صغيرة تعبر أمامك وقد حملت عبارة «احلم يا فقير»، وأخرى تحمل لمسة فكاهية وكأنها موجهة إلى قارئها: «شيل هالفكرة من راسك»... أما صاحب السيارة العجوز، فلم يتمكن من تحسين شكلها وإعادة الشباب إليها فسماها «الدليعة»... وهناك من يريد التخلص من سيارته وربما همومه أيضا فقرر بيع سيارته التي يعلم أنها لا تساوي الكثير من المال أمام الكثير من الالتزامات التي تقصم الظهر، لكن لا بأس، فالسيارة للبيع «بتراب لفلوس»!

هناك من لا يريد أن يخفي عن الناس شيئا عن حاله أو شخصيته فكتب على سيارته «المظلوم» و «الوحش» و «دايخ» وفضح آخر نفسه قهرا فكتب «مفلس» والأكثر من ذلك، طفح الغرام بالبعض فلم يجد كلمة أو عبارة تكفي للتعبير عما في داخله فكتب أبياتا من الشعر أو مقطعا من كلمات أغنية.

ويبدو أن هناك الكثير من الوسائل التي أصبح البعض يستخدمها للتعبير عن نفسه أو التنفيس بصورة أو بأخرى، لكن انتشار ظاهرة التعبير بالكتابة على السيارات، للفكاهة تارة وللفت النظر تارة أخرى قد تجعل من البدهي قراءة كلمة أصبحت تنتشر بكثرة على بعض السيارات مثل: «الحقوني» أو «ويش هالعيشة» والأسوأ أن تقف أمامنا سيارة كتب صاحبها عليها «رحنا ملح»!

العدد 1658 - الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 02 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً