التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع من الأمور الجيدة التي من شأنها أن تبني مجتمعا قويا يتمتع بالحيوية والنشاط ويكون عصيا عن الأمراض الاجتماعية التي تنشأ على أنقاض الخلافات بين أفراد الأمة.
ديننا الإسلامي في خطابه للناس حث على عدة قيم وسلوكيات تتناغم والروح المتسامية التي ترتقي بالروح وتسمو بالنفس إلى آفاق الكمال الإنساني.
فإذا نظرنا في أدبيات الدين وتعاليمه لوجدنا أن تلكم القيم والتعاليم جلها تصب في مصلحة الإنسان وخدمته، والإسلام أَولَى قضية «الترابط الاجتماعي» أهمية بالغة بحيث لا تجد مناسبة أو موضوعا من الموضوعات إلاَّ وتجد بين ثناياه تأكيدا لمعنى الأخوة والتلاحم والتزاور وتنهى عن الفرقة والاختلاف.
وإذا كان للتواصل والترابط الاجتماعي في واقع الأمة تلك الأهمية الكبيرة فأكبر مصداق وتجسيد على ذلك يتمثل في «التزاور» بين أفراد المجتمع، عبر بناء جسور الأخوة والمحبة والتآزر مع كل الناس «التودد إلى الناس نصف العقل»، كما قال علي (ع) في بيانه للإنسان.
فزيارة الإخوان وصلة الأرحام والسؤال عن بعضنا بعضا في الشدة والرخاء، يعطي نتاجا عظيما على صعيد العلاقات الاجتماعية في زمن لا يسأل فيه الأخ عن أخيه ولا يعرف الجار عن جاره شيئا، فما أحوجنا إلى تقوية اللحمة الاجتماعية فيما بيننا.
والمفارقة أن سبل الاتصال في عصرنا الحاضر، لا تكلف أحدنا إلا أن يرفع هاتفه على أقل تقدير ليسأل عن صديقه أو عن أخيه إذا كان العمل أو مشاغل الحياة تقف حاجزا أمام تواصله الاجتماعي.
أجدادنا كانوا أكثر من السمن على العسل في تواصلهم وارتباطهم والتزاور، وعلى رغم صعوبة الحياة فإنهم مترابطون وعلى قلب واحد وحياتهم بسيطة ملؤها الحب والسعادة التي يعجز اللسان عن ذكرها، فهل ضريبة المدنية والحضارة أن نكون مشتتين مفرقين لا يعرف الولد عن والده شيئا، ولا يسأل عنه؟! إذا كانت تلك هي الحضارة والتقدم، فيا بئسها من حضارة ومدنية.
ميثم علي مسعود
العدد 1687 - الخميس 19 أبريل 2007م الموافق 01 ربيع الثاني 1428هـ
شكرا الك كتير حلو وعم بحكي واقعنا بالفعل
أكثر من رائع
مو زيادة
ريـــــوووف
جــــــزااكــ الله خيــــر ومــــشكــــوور ع الموضوع فعـــلا هااذي ظــــااهره ايجــــاابيه واتمـــنى التــــركيز علــــى اهـــم الظواهر الايجـــاابيه اكــــثر