العدد 1687 - الخميس 19 أبريل 2007م الموافق 01 ربيع الثاني 1428هـ

رسالة إلى آباء وأمهات العالم

لماذا قرن الله شكره مع شكر الوالدين؟ «ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير» (لقمان 14) لماذا لم يقل المولى اشكر لي ثم لوالديك؟ ماذا يريد القرآن أن يقول لنا؟ إن هذا شيء عادي مثلا؟ أم أن مكانتهما عند البارئ عادية؟ الخالق يقرن شكره بشكر الوالدين، والله إن هذا لشيء عظيم. لكن اليوم من يشكر الله، فيتذكر أن يشكر آباءه؟ فالشيطان لم يستطع فقط أن يشل تفكير الإنسان فلا يتذكر شكر الخالق ولا شكر المخلوق، وكما وعد «ولا تجد أكثرهم شاكرين» (الأعراف 17)

طاعتهما

كلنا سمع وقرأ حديث الرسول (ص) «وسأل رجل من أحق الناس بصحبتي؟ فقال له الرسول: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك». ليس تقليلا من احترام وتقدير الأب، لكن لتقدير العنصر المجهول غالبا في المجتمع مع أنه أكثر الناس تضحية. وقرأنا أيضا الحديث «الجنة تحت أقدام الأمهات». ويبدو للناظر أن الصحبة والطاعة في الدنيا، لكن العظماء والخالدين لهم رسائل حتى في مماتهم، فلماذا وصى الجمري يأن يدفن تحت أرجل والدته؟ ولماذا يوصي النبي في خطبة الوداع بهن أيضا «اتقوا الله في النساء»؟

هل أنا ابن بار بوالداي؟

هل أقول لهما كلمة «اف لكما»؟ هل أنهرهما؟ هل أرفع صوتي عليهما؟ هل أقول لهم قولا كريما؟ هل أعاملمها بلطف ولين «واخفض لهما جناح الذل من الرحمة» (الإسراء 24)؟ هل أدعو لهما «وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا» (الإسراء 24)؟ هل أقدمهما في الدعاء كنوح (ع) «رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات» (نوح 28)؟ هل أطلب المغفرة لهما كابراهيم (ع) «ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب» (إبراهيم 41)؟ هل صاحبتهما في الدنيا معروفا؟ هل أعتني بهما؟ هل تكون أفضل من الرجل الذي حمل والدته على ظهره للحج ثم التفت إلى ابن عباس وقال: أتراني قضيت حقها؟ قال لا، ولا طلقة من طلقاتها، ولكنك أحسنت، والله يثيبك على القليل كثيرا. وهل هما راضيان عني؟

إجازة عيد الأسرة

الطلاب لهم إجازة 3 أشهر في الصيف وأكثر من شهر في الربيع للراحة بعد عناء الامتحانات. الموظفون لهم إجازة يومان في الأسبوع ويوم عالمي للعمال. إلا الأمهات والمربيات الفاضلات، عمل 365 يوما. لذلك نقترح أن يكون يوم 21 مارس إجازة عمل رسمية على أن تسحب من الإجازات الأخرى حتى لا يتأثر الاقتصاد!

صانعو الأجيال... سلام وتحية

الأمّ مدرســةٌ إذا أعـدَدتـَها أعددتَ شعبا طيبَ الأعراقِ

وما أجيال الأمس واليوم إلا نتاج زراعة الأمهات الخالدات والآباء العظماء. قد لم تسلط عليهم الأضواء، لكنهم ضحوا بكل شيء من أجل صناعة جيل الأقوياء. فيا عيد للعلم ويا كل أعياد الزمان، كيف تحتفلون بالثمار وتنسون جهد الفلاح؟! تعجبون بالصورة وتنسون تعب الرسام؟! أليس من حق هؤلاء التكريم؟!

أيا أولى الكلمات على اللسان

ويا أروع أناشيد الزمان

ويا حنان الوطن في زمن النسيان

ويا ابتسامة الأمل للحرمان

يا جذور العدل من شجرة السنديان

ويا أجمل أعياد الأوطان

ويا عاقا لوالديك ابدأ منذ الآن

وصاحبهما في الدنيا معروفا مادمت ذا إمكان

فالدنيا ساعة فرح وساعة هم وأحزان

فمهما نبذل من جهود وطاقات ونصرف أغلى الأثمان

ونأتي بمهندسي اللغات والمشاعر أو حتى قيس الحيران

فلن نفي بحقكم لا برسائل الشكر وسنبقى بعيدين عن رد العرفان

فبعد شكر الله شكركم حقيقة من حقائق القرآن

ورضاكم غايتنا فهو من رضا الرحمن

لكننا نسأل الغفار العفو من ذنوب وخطيان

وسعادة لكم ولنا في كل زمان

وأن نجتمع مع النبي في جنة الحيوان

في مقعد صدق عند مليك مقتدر في جنات ورضوان

حامد الحوري

العدد 1687 - الخميس 19 أبريل 2007م الموافق 01 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً