حالما تطأ قدماك ارض سلطنة عمان التي كانت تعرف قديما بـ «ماجان» بلاد النحاس والبخور واللبان والفضة تستشعر سحر هذا البلد العربي الذي يختلف عن باقي دول الجوار في المنطقة لاسيما بأن تضاريس السلطنة ساعدت في رسم هوية خاصة بها وخصوصا في العاصمة (مسقط) حيث الجبال الداكنة التي تحتضن الحصون التي عرفت بها السلطنة على مر الزمن وصولا إلى البقع الخضراء التي تضفي الوانا جميلة على طبيعة يمتاز طقسها بالحرارة في معظم أيام السنة عدا أربعة أشهر ديسمبر/ كانون الأول، يناير/كانون الثاني، فبراير/ شباط، مارس/ آذار التي تمتاز شهورها باعتدال الطقس، إضافة إلى برودة الطقس في صلالة وتحديدا في شهري يوليو/تموز، أغسطس/ آب.

«الواحة»

لكن في بر الجصة، الأجواء تختلف والخصوصية التي توفرها الطبيعة قلما نجده في مشروعات السياحة في دول المنطقة غير أن منتجع بر الجصة الذي افتتح في فبراير 2006 ويأتي ضمن سلسلة فنادق شانغريلا العالمية يطرح منتوجا فريدا من نوعه، إذ يحتضن ثلاثة فنادق ضمن المنتجع تتناسب مع احتياجات جميع الفئات والمستويات وهي «الواحة» الذي تدخله بالعادة عبر نفق شيد داخل احد جبال، وتم تصميمه بصورة مستوحاة من الواحة التي توجد في الصحراء وتحتوي على أشجار النخيل بينما استوحى الطراز المعماري فيه من المعمار الظفاري التقليدي الكائن في المنطقة الجنوبية في السلطنة. وعلى رغم جماله المعماري إلا أنه روعي أمر المحافظة على البيئة في المنطقة التي شيد فيها المنتجع التي تتناسب مع قوانين السلطنة الحازمة بشأن حماية البيئة، إذ ضم الموقع محميات لتكاثر السلاحف التي تحدد مواقعها ضمن متخصصين من حماة البيئة العمانيين.

ويعتبر «الواحة» الأوسع بين الفنادق الثلاث، إذ يضم 302 غرفة، وهناك 88 غرفة بها أبواب تصل بينها للعائلات، إلى جانب البرامج الترفيهية التي توفر للأطفال التي تقام في رياض مفتوحة لضيوف المنتجع، وأيضا توفير خدمة جليسة تحت الطلب، إضافة إلى برك السباحة الواسعة والكبيرة التي بها مسبح أطفال تمتاز بأرضية من المطاط الذي يشبه شكل فطر الماء.

من الجانب الآخر هناك قناة مائية يبلغ طولها 250 مترا مزودة بمحرك هوائي لدفع مجرى القناة على هيئة وشكل «افلاج» عمان المشهورة بالمياه العذبة رابطا بين فندقي «الواحة» و»البندر» الذي يوفر رحلة ممتعة للطفو على مياه القناة للوصول إلى مسابح «البندر»، إذ يمكن لضيوف «الواحة» الاستمتاع بتناول وجبات مطاعم «البندر».

هناك الساحل الذي يمتاز برماله الناعمة الذهبية وزرقة مياهه الباردة طبيعيا والتي تطل عليها جبال الجصة الشامخة التي كلها اجتمعت وكأنها في لوحة فنية.

في حين يضم الفندق مطعم «سامبا» الذي يقدم وجبات من أميركا اللاتينية ومقهى للانترنت يوفر وجبات سريعة لزبائنه ومطعم «الصيرة» الكائن على المسبح، إضافة إلى مطعم بيت البحر للمأكولات البحرية الكائن بين «الواحة» و»البندر» المطل على البحر.

«البندر»

اما في وسط المنتجع فيوجد فندق «البندر» الذي جاءت هندسته بطريقة المعمار الموجود في العاصمة مسقط حيث المباني المتفاوتة الارتفاع والشرفات المزخرفة وهو يعتبر من فئة الخمس نجوم ديلوكس من المباني الفاخرة، ويحتوي على 198 غرفة بمساحة لا تقل عن 45 مترا مربعا إضافة إلى شرفة.

وهو يعد نقطة رئيسة للمنتجع إذ يحتوي على سوق في وسطه ومسبح كبير يغطي مساحة تبلغ 1400 متر مربع بأقصى عمق 1.2 متر إضافة إلى الساحل الممتد بين «البندر» و«الواحة» الذي يوفر لضيوفه أرقى وسائل الاسترخاء والراحة وحمامات السباحة والحمام الشمسي.

هناك أيضا ثمانية منافذ في «البندر» للمطاعم من «التنور» العالمي إلى «كابري» الايطالي و»تاباس» ومقهي «موكا» ومجلس «البندر» وصالة البيانو «الكوكتيل بار»، وصولا إلى النادي الليلي «زيرو» الذي يضم فرقة موسيقية حية الى جانب احد عشرة غرفة مخصصة للاجتماعات وقاعة بر الجصة التي تبلغ مساحتها 1056 مترا مربعا ومخصصة لاستيعاب نحو700 مقعد بنظام المآدب.

«الحصن»

في الضفة الأخرى من المنتجع يوجد فندق «الحصن» الذي لا تخلو رائحة غرفه ومداخله من رائحة اللبان العماني وهو أي «الحصن» ذات الخصوصية العمانية الذي شيد على رأس بحرية تتيح التمتع بالمناظر الخلابة لطبيعة الشريط الساحلي للموقع، وقد تم اقتباس تصميمه من الحصون والقلاع العمانية القديمة ويقدم خدمة حصرية بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن شيء أكثر خصوصية وتجربة رفيعة تفوق ما تقدمه فنادق الخمس نجوم العادية في العالم وهو بدوره ينافس في خدمته «برج العرب» في إمارة دبي.

بينما جاء التصميم الداخلي لـ«الحصن» مقتبسا من سحر العمارة المغربية في تصميم قصر الحمراء الأندلسي في اسبانيا.

أما الغرف والأجنحة التي يبلغ عددها 180غرفة فتبلغ مساحة كل واحدة منها 56 مترا مربعا بما في ذلك الشرفة وهي تعتبر الأكبر مساحة في غرف فنادق السلطنة.

بينما تم تصميم دورات مياه الغرف بالواح زجاجية متحركة تتيح لزائره مشاهدة البحر من دورة المياه بما فيها احتضان الشرفات لجاكوزي يستمتع به ضيوف الجناح الملكي الذي يمكن إعداده مسبقا بزيوت النادي الصحي الصيني «تشي» المشهور بعلاجاته الطبيعية في التدليك والعناية بالجسم الذي هو أيضا مفتوح لجميع ضيوف المنتجع، غير أن ضيوف الحصن الذين يبحثون عن أكثر خصوصية فهناك نادي صحي خاص بهم في «الحصن»، وأيضا توفير خدمة الخادم الخاص للأجنحة.

في حين يوفر «الحصن» شاطئ خاص ومسبح كبير لا يسمح باستخدامه من قبل ضيوف «الواحة» و«البندر» بينما يتسنى لضيوف «الحصن» استخدام جميع المرافق في المنتجع الذي تتوسطه أيضا قرية تراثية تحيى فيها البرامج الفلكلورية العمانية كل مساء على رائحة القهوة والبخور ووضع الحناء وتوزيع الحلوى العماني الشهيرة.

وتعتبر هونغ كونغ المقر الرئيسي لفنادق ومنتجعات شانغريلا، إذ تمتلك 50 فندقا وتريدرز وبها أكثر من 23 ألف غرفة.