العدد 1735 - الأربعاء 06 يونيو 2007م الموافق 20 جمادى الأولى 1428هـ

سعدي يوسف للعويناتي: اسمح لي أيها الأمير الشاب الذي سيغدو ملكا

اعتبر الناقد طراد الكبيسي أن قصائد سعيد العويناتي حملت بساطة في التعبير؛ لأنها نابعة من المواضع التي يتناولها، كما هو الحال في غنائه للطفولة، معتبرا طراد أن هذه الطفولة كانت محل عبث البوليس والجند، وفي الوقت نفسه فإن سعيد حرص على أن يقدم تبريرا أخلاقيا لهؤلاء الجلادين، إذ اعتبرهم أبناء الكادحين أيضا، كسائر أبناء شعبه، ويصف الكبيسي سعيدا أنه اعتمد كثيرا على ذاكرته في الاسترجاع، مستشهدا على ذلك بتكرار استخدام سعيد لمفردة «تذكر».

غير أن الكبيسي اعتبر أن سعيدا أحس بحالة المطاردة والترصد لشخصه، معتبرا في الوقت نفسه أن سعيد مطارد بتهمة واضحة، وهي تهمة «الحلم بالمستقبل الإنساني المشرق لشعبه وأمته»، إذ أن هذا المطارَد أصبح مطارِدا أيضا، فهنا ثنائية متواصلة كما يشير طراد، وهي ثنائية الخير والشر، أو الحب والحقد، وهو الشبه الكبير بين السيّاب وسعيد، فقصيدة مطاردة كما يقول طراد بها شبه كبير بقصيدة السيّاب المخبر، غير أن الفراق كبير كما يقول طراد، سواء في الشاعرية أو البعد الفلسفي.

أما الشاعر الكردي شيركوه بيكه وهو شاعر حاز جائزة توخولسكي السويدسة للأدب، فكتب قصيدة بعنوان «محارة»، كانت بمثابة رسالة للشاعر سعيد العويناتي، وقام بترجمتها عن الكردية مروان علي، يقول في هذه القصيدة:

رجاء... أتسافر إلى البحرين؟

من الجبل توصية

و من الثلج رسالة

إلى شاعر هناك

- من هو

- سعيد العويناتي

- انه في الغياب ولم يعد له عنوان.

- كلا... أسمع

هو ابن البحر

فاسأل أية موجة

تدلك على ضفافه الجديدة.

هو أغنية

فاسأل الطير

يدلك على عشه الجديد.

هو الرطب

فاسأل نخلة

تدلك على سعفه الجديد.

- وأني منزله

في محارة أرجوانية اللون.

وفي جانب آخر كانت رسالة الشاعر العراقي سعدي يوسف، والتي نشرها بجريدة القدس العربي بمثابة استدراك متأخر لمكانة هذا الشاعر، إذ يبدأ رسالته بقوله: «اسمح لي، أيها الأمير الشاب الذي سيغدو ملكا، أن أخاطبك هكذا، بصراحة الصحافة المختلفة، كنت فكرت أن اكتب إليك عبر سفارة دولة البحرين، هنا في لندن، حيث أقيم غير مستريح، أنا شيخ بمعنى الشيخوخة لا المشيخة، اتخذت الشعر حرفة حتى وهن العظم مني، واشتعل الرأس شيبا».

بعد مقدمته يذهب سعدي في رسالته قائلا: «أيها الأمير الشاب الذي سيغدو ملكا، اسمح لي أن أتقدم إليك بمطلب شخصي جدا، لكن له علاقة حميمة بالبحرين وأهلها وشعرائها وثقافتها. قد لا تعلم أيها الأمير بان شاعرا شابا في مثل عمرك أيامها قتل تعذيبا في سجون البحرين، وبأن هذا الشاعر الشاب الذي ودعته قبل عودته إلى البحرين، كان يحب بلاده مثلك، وأكثر منى تأكيدا، وبأن اسمه هو سعيد العويناتى. أيها الأمير الشاب الذى سيغدو ملكا أرجو منك الأمر بالتحقيق في القتل البشع غير المبرر لشاعر البحرين الفتى سعيد العويناتى».

وهذه الرسالة التي قدمها سعدي ليست الأولى من نوعها، إذ مازالت الجمعيات الحقوقية تحيي ذكرى هذا الشاعر البحريني، ومازال شاعرا حاضرا على المشهد الشعري، كرمز لهذه الشاعرية الخصبة، ويمكن الرجوع إلى ديوانه الذي أعادة طباعته أسرة الأدباء والكتاب بعد أن طبع الطبعة الأولى بدار الغد سنة 1978، وبالتعاون مع دار «فراديس» تمت طباعته مرة أخرى 2003، تحت عنوان «إليك أيها الوطن إليك أيتها الحبيبة».

العدد 1735 - الأربعاء 06 يونيو 2007م الموافق 20 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً