العدد 1774 - الأحد 15 يوليو 2007م الموافق 29 جمادى الآخرة 1428هـ

سوق المتنبي للكتب تعود للعمل جريحة

استأنف عدد من باعة الرصيف في شارع المتنبي المتخصص في بيع الكتب وسط بغداد عرض موجوداتهم منذ أسبوعين على رغم الخراب الذي أصاب السوق جرّاء انفجار راح ضحيته نحو 180 شخصا بين قتيل وجريح ودمر معظم مكتباته في الخامس من مارس/ آذار الماضي.

وعاد الباعة إلى أماكنهم محملين بشكاوى كثيرة تصب جميعها في خانة الإهمال الحكومي لسوق الكتب العريقة التي يعود تاريخها إلى الدولة العباسية ويزيد عمرها على ثمانية قرون. ويعرض حيدر خميس -وهو واحد من بين أقدم بائعي كتب الرصيف - نحو 190 كتابا أغلبها روايات لكتاب روس من بينهم غوغول وديستوفيسكي، وعرب من بينهم نجيب محفوظ، وشعراء من مختلف المراحل ومؤلفات علي الوردي بالإضافة إلى عرضه كتبا تتناسب مع الموجة الدينية الجديدة. يشتكي حيدر أحوال السوق ويقول: «لم ينصفنا أحد، لم يقم أي مسئول بمجرد زيارة للسوق لمعرفة حجم الضرر وأعداد وأنواع الكتب التي أحرقت في الانفجار، ضاعت من السوق خزائن نفيسة من الكتب التي لا تقدر بثمن، ولا أحد يسأل أو يعوض».

ويرى ميثاق صادق العاني - صاحب إحدى المكتبات التي نجا أكثر من نصفها من حريق الانفجار - أن السوق لم تسترد عافيته ا«فمعظم المكتبات لاتزال أنقاضا، ومعظم الأبنية مدمرة ومع ذلك فإن أعدادا من المدمنين على أداء طقوس الزيارة اليومية للسوق مازالوا يترددون ويعرضون علينا المساهمة ماليا بإعادة بناء السوق». العاني يرى أن معظم المباني لم تعد صالحة من الناحية المعمارية، وإنها بحسب تقديرات المهندسين أصيبت بأضرار فادحة في أساساتها وأصبحت غير صالحة للاستخدام أو حتى الترميم، ومع ذلك فإن عمليات الترميم التي يقوم بها البعض من تجّار السوق وأصحاب المكتبات تسير ولكن ببطء شديد ومن دون تدخل من الحكومة، بحسب قوله. أما إسماعيل عبدالله - صاحب مكتبة دمرت بالكامل في الانفجار - فقال: إن الغزو الأجنبي الذي اجتاح العراق دمر كل مقتنياتنا الحضارية والتاريخية. المتاحف والمكتبات وكل رموز بغداد ومن بينها هذا السوق التاريخية. وأضاف أن «الغزو عطل كل شيء وأنا اعتبر هذا التدمير هدفا بحد ذاته وهو أحد مبررات احتلال العراق الذي لم يكن سياسيا فقط». مؤيد سعدون كان يعمل في مكتبة النهضة - التي أسست في خمسينيات القرن الماضي والتي دمرت بالكامل في الانفجار وقتل وارثها وأحفاده الأربعة - بدا أكثر تفاؤلا وقال: إن السوق سوف تعود إلى أكبر مما كان عليه، إنه اذاكرة هذه البلاد التي لا تمحى. وأضاف «ودليلي على قرب عودة السوق استمرار تردد هذه الأعداد الكبيرة من المدمنين على رائحة الكتب نساء ورجالا من مختلف الأعمار والمذاهب والأديان والأعراق الذين لم يتركوا الدوران بين أنقاضها منذ حادث الانفجار حتى الساعة».

العدد 1774 - الأحد 15 يوليو 2007م الموافق 29 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً