يبدو أن النائبين جاسم حسين وجاسم السعيدي فضلا ألا يضيِّعا الوقت في هدنة كان مقدرا لها أن تتم بينهما بسبب سفر الأول ضمن الوفد الرسمي الذي غادر البحرين لحضور فعاليات المؤتمر العالمي الثالث للبرلمانيين ضد الفساد ويستمر يومين آخرين، حيث تفاجأ حسين بحضور السعيدي جلسات المؤتمر رغم أنه لم يكن ضمن الوفد الرسمي الأمر الذي دفعه للإعراب عن امتعاضه وغضبه خلال اتصال أجراه مع «الوسط» أمس.
السعيدي من جانبه لم يتأخر في الرد، حيث أرسل بيانا عنونه بـ «عاجل ومباشر» أبدى فيه امتعاضه أيضا من مشاركة حسين في المؤتمر، مشيرا إلى أنه تحمّل عناء السفر برا للمشاركة في المؤتمر «خوفا وتحاشيا لما قد لا يحمد عقباه كون حسين ضمن الوفد الرسمي للبرلمان»!.
الوسط - حسن المدحوب
يبدو أنّ النائبينِ «الجاسمين» جاسم حُسين وجاسم السعيدي فضلا ألا يضيعا الوقت في هدنة كان مقدّرا لها أنْ تتم بينهما بسبب سفر الأوّل ضمن الوفد الرسمي الذي غادر المملكة لحضور فعاليات المؤتمر العالمي الثالث للبرلمانيين ضد الفساد والذي انعقد صباح أمس برعاية سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فقد فوجئ الأول بحضور الثاني جلسات المؤتمر رغم أنّه لم يكن ضمن الوفد الرسمي، الأمر الذي دفعه سريعا للاتصال بـ«الوسط» ليبدي امتعاضه وغضبه من وجود السعيدي في المؤتمر رغم أنّه لا يجوز له أنْ يحضر المؤتمر على اعتبار أنّه ليس من ضمن الوفد البرلماني المسافر للكويت، ولم يكن مقررا له أصلا أنْ يكون خارج البحرين، مشيرا إلى أنّ وجوده في جلسات المؤتمر الدولي يعد مخالفة صريحة لقوانين المجلس وهو ما عدّه حسين «مخالفة خطيرة لا يجب السكوت عنها».
وشكك حسين في نوايا السعيدي بعد حضوره إلى الكويت بسيّارته الخاصة ومعه مرافق له يسجّل له ما يدور من نقاشات في المؤتمر، معتبرا أنّ حضوره للكويت مثير للريبة، وأنّ السعيدي مجنّد من جهات لا تحب الخير للبحرين.
وقال حسين أيضا: أدنى ما أخشاه أنْ ينقل السعيدي الشؤم للكويت التي تعيش هذه الأيام بعض المشاكل المذهبية، كما أخشى أنْ يعود للبحرين حاملا معه فتنة طائفية تثير الوضع في البلد، مضيفا: لقد لاحظته خلال النقاشات التي تتم باللغة الإنجليزية يبدي تأففه؛ لأنه فيما يبدو لا يجيد الانجليزية، فإذا كان غير مُلم بها فلماذا الحضور إلى مؤتمر عالمي!
ولم ينتظر النائب جاسم السعيدي كثيرا ليرد على زميله ليصدر مساء بيانا عنونه بأنّه «عاجل ومباشر» أبدى فيه امتعاضه أيضا من مشاركة حسين في المؤتمر، وجاء في البيان:» لقد ساءنا وبشدة اختيار النائب جاسم حسين؛ ليشارك ضمن وفد البحرين البرلماني في المؤتمر العالمي الثالث للبرلمانيين ضد الفساد على الرغم من كون هذا النائب محط الأنظار والأعين خصوصا بعد مشاركته (...) في الكونغرس الأميركي مع (...) ممن هم محسوبون على المملكة، وأضاف السعيدي لقد سعيت حثيثا من أجل المشاركة في هذا المؤتمر وبشتى الطرق خوفا وتلاشيا لما قد لا يحمد عقباه كون هذا النائب ضمن الوفد الرسمي للبرلمان وبالفعل وبالتعاون مع الإخوان في المجلس استطعت المشاركة ضمن هذا الوفد متجاوزا كلّ العقبات بدءا من عدم وجود إمكانية لحجز الطيران على نفقة المجلس كما قال لي الإخوان في المجلس مما اضطرني إلى السفر برا وتحمل عناء السفر بالبر من أجل البحرين وخوفا مما قد يضر بسمعتها في هذا المحفل العالمي» .
وأضاف السعيدي قائلا : «وفي الجلسة الافتتاحية ساءنا تصرّف النائب حسين غلوم حينما انفرد بمفرده وبعيدا عنّا نحن زملاءه المشاركين في الوفد الممثل لمجلس النوّاب والذي شاركتُ فيه بالإضافة إلى الشيخ عبد الحليم مراد وعلي أحمد وجاسم حسين»
وقد أرفق السعيدي صورا من داخل الجلسات ادعى فيها أنّ جاسم حسين كان نائما خلال المؤتمر.
وبهذه الاتهامات المتبادلة يكون النائبان قد استأنفا سريعا جولة أخرى من التصريحات والتصريحات المضادة، التي بدأتْ منذ أقل من عام، ناقلين بذلك خلافاتهما من القضيبية إلى الكويت، ولسنا نعلم إذا ما كان السعيدي سيلحق حسين بسيّارته مرة أخرى في سفرته القادمة؛ لأنّها ستكون إلى لندن
العدد 2265 - الإثنين 17 نوفمبر 2008م الموافق 18 ذي القعدة 1429هـ