العدد 1896 - الأربعاء 14 نوفمبر 2007م الموافق 04 ذي القعدة 1428هـ

الدولة الفاشلة

بحسب عالم الإجتماع الأميركي تشومسكي، هي الدولة غير القادرة او غير الراغبة في حماية مواطنيها من العنف، والتي تعتبر نفسها فوق القانون، وهي وإن امتلكت شكلا ديمقراطيا، إلا أنها تعاني من قصور وعجز ديمقراطي خطير يجرد مؤسساتها من أي جوهر حقيقي للديمقراطية. وفق هذا التعريف، يرى المؤلف أن الولايات المتحدة الأميركية دولة فاشلة، وهي تشكل خطرا متعاظما على دول العالم وعلى كوكب الأرض كله.

يميط المؤلف اللثام هنا عن خطط واشنطن لعسكرة الكوكب الأرضي، وهو ما يفاقم إلى حد بعيد مخاطر نشوب حرب نووية، كما يكشف عن سعي واشنطن الدائم لإعفاء نفسها من المعايير والالتزامات الدولية كافة، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة واتفاقات جنيف ومبادئ القانون الدولي المعاصر وبروتوكول كيوتو، كما يكشف أيضا عن الطريقة التي تم بها إعداد النظام الانتخابي الأميركي بهدف إقصاء البدائل السياسية الحقيقية، وبما يحول دون قيام ديمقراطية حقيقية.

تشومسكي يواصل في هذا الكتاب مشروعه الذي بدأه مع كتابه المهم «الهيمنة أم البقاء» وغيره من الدراسات المهمة، التي تفكك المشروع الإمبريالي الأميركي، خصوصا مع الصعود المشبوه للمحافظين الجدد، ويحلل نقاط الضعف القاتلة لدى القوة الأعظم في العالم، والتي ادعت منذ أمد طويل، أن لها الحق أن تعيد تشكيل العالم وفق هواها، وأن من حقها كذلك أن تزيح رؤساء وتستبدل بهم ملوكا وأباطرة آخرين، بل أن تفتت دولا قائمة وتعيد تشكيلها وفق رؤيتها الاستقلالية للعالم الجديد، بادعاء أنها تقصي النظم الديكتاتورية لصالح الأنظمة الديمقراطية، ولم يدر بذهنها أن تسأل نفسها: وهل هي فعلا دولة ديمقراطية؟

بيروت: دار الكتاب العربي، 2007، 360 صفحة.

العدد 1896 - الأربعاء 14 نوفمبر 2007م الموافق 04 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً