رأى المفكر الإيراني محمد الحسيني لدى محاضرة له بجمعية التجديد الثقافية ان «الولاء الوطني يأتي أولا قبل الولاء المذهبي»، مشددا على ان الشعار الأخير هو نفسه الذي خرج به المؤتمرون في بيان المنامة للوحدة الإسلامية وهو البيان الختامي لمؤتمر «الوحدة الإسلامية وديعة محمد (ص)».

وعلى الصعيد الدولي، لفت الحسيني على هامش مؤتمر «الوحدة الإسلامية وديعة محمد (ص)» الذي نظمته الجمعية في 28-30 ديسمبر/ كانون الاول الماضي إلى أن «نجم أميركا يأفل وأن إمبراطوريتها تتراجع، مقابل صعود قوي للروس والصين، حتى أن أوروبا متململة كثيرا من الأحاديّة الأميركية». وأضاف «الوضع أشبه بنهاية الحرب العالمية الثانية، الكل ينتظر لحظة الإجهاز على هذه الأحادية المنهارة... ثمّة عالم ينهار لكن ببطء، مقابل عالم آخر يصعد ببطء أيضا».

وقال الأمين العام لمنتدى الحوار العربي- الإيراني الحسيني ان كل ما يحصل في العالم الإسلامي من أفغانستان والعراق ولبنان وباكستان والسودان هو «فلم أميركي إسرائيلي طويل تنتجه المصالح الأميركية في المنطقة وسيستمر ممتدا إلى السعودية ومصر وافريقيا».

وتابع «المحافظون الجدد خططوا لحرب المنطقة وتقسيمها وتجزيئها (ساتلوف) الذي يعتبر عقل بوش المدبر، الذي يصرّح في كتابه (من أجل الحرية): ان هناك شرطا واحدا لنجاح أميركا وهو أن يشاع في المنطقة وجود عدو خطير هو الإسلام فوبيا، وأن العالم الإسلامي هو عبارة عن نحل وملل وطوائف، وبالتالي فهذه المنطقة لا تستحق أن تبني دولة، ولا يمكن لها أن تشكل أمة، بل فيدراليات متناحرة، لتعطي لاسرائيل الشرعية».

وأكّد أن «المخطط الأميركي لغزو بابل كان جاهزا منذ العام 2000، ولكن سفينتهم غرقت في قاع العراق- كما عبّر- بسبب مقاومة الشعب العراقي الباسل، بعدها توجّهوا للبنان فنفذوا عملية اغتيال الشهيد الحريري لتقوم الفتنة، إلا أن حرب يوليو الإسرائيلية الأميركية على لبنان والتي كان هدفها الزحف منه إلى سوريا والعراق انتهت بالهزيمة أمام المقاومة وكانت الهزيمة الأهم في السياسة الأميركية».