ينظر إلى العمل التطوعي في المجتمع البحريني من عدة زوايا، أولها أنه ارتكز على أهداف راسخة في فترة من الفترات، وربما كانت محصورة في فترة السبعينيات حتى أواخر التسعينيات، ثم بدأ يتراجع شيئا فشيئا، فيما الزاوية الأخرى تعطي صورة مغايرة نوعا ما، من خلال الثناء على جهود كوكبة من رواد العمل التطوعي والمنظمين إليه حديثا بدفع من القناعة والإيمان بأهمية هذا العمل في المجتمع.
في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، يحتفل متطوعو العالم بيومهم العالمي الذي اعتمد من قبل الأمم المتحدة ليكون اليوم الذي يحتفل فيه العالم تكريما للعمل التطوعي والمتطوعين، ولدعم دورهم في التنمية الشاملة في المجتمعات وفي تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة، ويهدف هذا اليوم إلى تحفيز المشاركة المجتمعية وإلى إيجاد سياسات تشجع الأعمال التطوعية وتسهم في توسيع الأنشطة التطوعية وإلى الاعتراف بأهمية دور العمل التطوعي في تنمية المجتمعات اجتماعيا واقتصاديا.
هذه الأهداف التي نادت بها الأمم المتحدة، تتحقق عن طريق الشراكات الفاعلة بين أجهزة الأمم المتحدة والحكومات والمنظمات والمؤسسات التطوعية والمتطوعين الأفراد، بالإضافة الى مساهمة الصحافيين والإعلاميين وأعضاء هيئات التدريس والقطاع الخاص وقطاع الرياضة والشباب لترسيخ مفاهيم العمل التطوعي.
وقد تم اعتماد هذا اليوم من قبل تجمع الأمم المتحدة في قرارها رقم 40/212 في 17 ديسمبر/ كانون الأول من العام 1985 ليكون انطلاق العام الدولي للمتطوعين هو العام 2001.
في هذا التقرير، سنلقى الضوء عن كثب، على واقع العمل التطوعي في البحرين:
نحتاج إلى إعادة نظر
تشدد عضو لجنة شئون الطفل والأسرة بجمعية نهضة فتاة البحرين لطيفة البونوظة أن العمل التطوعي يحتاج الى إعادة نظر من حيث آليات العمل المتبعة في البرامج التي تطرح من خلال مؤسسات المجتمع المدني لتواكب متطلبات المرحلة، ولم يعد العمل التطوعي هو محو أمية كما كان في السابق، وليس توزيع مواد غذائية على الأسر المحتاجة، فلابد من أن يأخذ اليوم أبعاد أخرى وخصوصا نظرة المرأة إلى دورها واحتياجاتها، والنظرة إلى الذات أمر صعب وفي غاية الأهمية، وأنا أتحدث هنا على صعيد العمل النسائي، وكيف يجب أن تكون للمرأة القوة لمنح الآخرين الدعم.
وأعتقد أن العمل التطوعي بدأ يتفتت لأن الناس الذين يؤمنون بهذه القضايا معدودة على الأصابع، ونحن في حاجة إلى إعادة النظر في كيفية استقطاب العناصر التي لديها نظرة إستراتيجية للأمور وليست آنية، وليس فقط كيف تلبي المرأة حاجتها بل حاجة المرأة بشكل عام، وربما يقول الناس أن العمل التطوعي بدأ يحتضر وفقا للنظرة المحدودة قطعا.
وبالنسبة للعمل السياسي وبروزه على العمل التطوعي، فينحصر ذلك في بعض الجمعيات، فالمجال اليوم مفتوح للمرأة السياسية لتختار هل تعمل في المجال السياسي أو العمل التطوعي، وأكرر أن المرأة ليست في حاجة للإنحراط في جمعية سياسية للحصول على الدعم، ولكن من وجهة نظري، لم أجد جمعية سياسية أخذت بيد امرأة لتعطيها الفرصة بحيث تبرز على الساحة سياسيا في حين أن الجمعيات النسائية منحت المرأة الفرصة لتعريف المجتمع بها.
مخيب للآمال ... رغم المعاناة
وبصراحة، يلفت الناطق الإعلامي وعضو المكتب السياسي للمنبر الديمقراطي التقدمي فاضل الحليبي إلى أن العمل التطوعي في البلد مخيب للآمال، ولم يعد هذا القطاع كما كان في السابق، صحيح، لا تزال هناك رغبات لدى قطاع واسع من أبناء البحرين للعمل في هذا الجانب، وما زال البعض مستمر على رغم المصاعب والمشقات وتحمل الكثير من المعاناة والمشاكل والمضايقات، إلا أن هذه الكوكبة الصغيرة مستمرة في عملها وربما وجدناها في أكثر من ميدان، لكن بصفة عامة، فإن العمل التطوعي ليس على مستوى الطموح.
يستدرك ليقول: «مع شديد الأسف، نقول أن هناك نظرة سلبية للعمل التطوعي لا تزال قائمة، وخصوصا وأن هناك من رفع الراية البيضاء بعد سنوات من العمل التطوعي، وفئة أخرى اتجهت للعمل التطوعي ليس من أجل ذات العمل التطوعي بقدر ما هو يرمي إلى هدف آخر وهو الوجاهة... وهنا، لا يكون لدى أولئك النَفَس للعمل التطوعي، وهي مجرد رغبة لفترة محددة، ثم تزول بعد ذلك، ولكن العمل التطوعي اليوم يختلف عن السابق، حيث كان الناس يبادرون بالمساهمة ماليا ومعنويا، من الطبقات الاجتماعية المختلفة، بل وهناك من الطبقات الفقيرة من يدفع من جيبه ليمارس العمل التطوعي من أجل الآخرين».
ويوضح أن كل ميدان من ميادين العمل التطوعي له تجربته الخاصة، وإجمالا، هناك في العمل التطوعي، لابد أن يتحمل أعباء العمل أفراد معينين، وعلى رغم أهمية العمل الجماعي لأنه مثمر وإيجابي، إلا أننا نجد أن هناك بعض الأفراد هم الذين يتحملون كل العمل، ومع ذلك، نؤكد على أهمية العمل التطوعي الجماعي في أي جانب كان، ولهذا ترى اليوم الانحسار والعزوف عن العمل التطوعي، وأينما تذهب بوجهك، تكتشف ذلك العزوف، فلا تجد اليوم أسماء وشخصيات كان لها صولات وجولات في العمل التطوعي، نفتقدهم اليوم في أنشطة منظمات المجتمع المدني والجهات التطوعية المختلفة.
وأودّ القول أن العمل التطوعي يراد له الصبر والنفس الطويل، ولا يمكن أن يقتصر المشوار على أشهر، بل يمتد إلى سنوات، وربما يكون حلما لكنه يتحقق في النهاية، ويؤتى ثماره.
تفريغ التطوع من أهدافه
قضى سنوات طويلة في العمل التطوعي، وخصوصا في القطاع الشبابي، لكن الوجه المعروف في العمل التطوعي سالم رجب من لجنة شباب الوسط، يؤكد اليوم على أن العمل التطوعي تعرض للكثير من المتغيرات التي أسهمت مع شديد الأسف في بعض الأحيان، في تفريغه من أهدافه النبيلة.
ويوضح رجب أنه، مع كل ما طرأ على العمل التطوعي من شوائب، إلا أن هذا لا يعني أبدا أنه ليس هناك من المواطنين والمقيمين من يبادر بقناعة راسخة وإيمان بأهداف ومقاصد العمل التطوعي التي لابد وأن تفضي في النهاية إلى خدمة المجتمع، وهذه الخدمة تشمل العمل الخيري والتثقيفي والإنساني في عنوانه الأشمل، لكن ما يؤسف له القول أن تلك الهالة التي كانت تميز العمل التطوعي في عقد الثمانينيات والتسعينيات، ليس كما هي عليه اليوم قطعا، ففي السابق، كان العمل أكثر استقطابا وحضورا وتفاعلا في المجتمع على مختلف أصعدته، وربما عاد ذلك إلى محدودية نظرة الكثير من مؤسسات المجتمع المدني للعمل الخيري واتخاذها مسارات أخرى، لكننا نأمل دائما خيرا في المتطوعين الذين يعملون بلا كلل ولا ملل رغم الكثير من الصعوبات والمعوقات، ويبذلون من جهدهم ووقتهم ومالهم الشيء الكثير للمساهمة في إبقاء الصورة النقية الجميلة للعمل التطوعي الحقيقي.
قاعدة الخدمات التطوعية
ومن وجهة نظره، يرى الطالب بقسم الإعلام بجامعة البحرين وليد المعاودة أن ثقافة العمل التطوعي غائبة في مجتمعنا إلا في قطاع الجمعيات الخيرية والمقتصرة هي الأخرى على دفع المال فقط، لكننا في حاجة إلى توفير بيئة جيدة لهذا العمل الإنساني الذي يدل في النهاية على رقي ووعي المجتمع.
ويضيف : «في البداية كان العمل التطوعي محصورا في تقديم المساعدات، لكن مع توسع احتياجات البشرية توسعت بالتالي قاعدة الخدمات التطوعية، والتطوع مرتبط ارتباطا وثيقا باحتياجات المجتمع الطارئة في الغالب الأعم مثل الأزمات أو الكوارث، أو في الأعمال التي تتطلب الاستمرارية والربحية فيها أخروية كالأعمال الخيرية»، أما عن توفر البيئة للعمل التطوعي، فالملاحظ أنه في الآونة الأخيرة ظهرت مجموعات من الشباب أو مجموعة من الفتيات الذين يتطوعون في أعمال كثيرة، ويرى المتابعون لهذه الحركة أنها ظاهرة صحية، ولكن لا بد من تنظيمها ومعرفة هيكلها حتى لا تتحول تلك المجموعات التطوعية إلى مجموعات سلبية، ولكي يستمر العمل التطوعي لابد من الاهتمام بالمتطوعين ومكافأتهم وتقدير جهودهم ليصبح ذلك دافعا لمواصلة هذا العمل الذي يخدم كل فئات المجتمع.
جدحفص - حيدر محمد
أقام صندوق النعيم الخيري ملتقى العمل التطوعي تحت شعار «عمل تطوعي في مجتمع متحضر» برعاية عضو مجلس بلدي العاصمة صادق رحمة وذلك في مركز جدحفص الاجتماعي على مدى يومين بمشاركة بارزة من عشرات الشباب من الجنسين.
وطالب المشاركون في الملتقى بضرورة إدماج الشباب البحريني في قيادة مؤسسات المجتمع المدني، وتمكينهم من شغل المواقع المتقدمة في المؤسسات الأهلية والاجتماعية التي تجاوز عددها الـ 415 مؤسسة في المملكة.
وقال رئيس صندوق النعيم الخيري محمد جواد مرهون في افتتاح الملتقى: «في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، يحتفل متطوعو العالم بيومهم العالمي الذي أعتمد من قبل الأمم المتحدة ليكون اليوم الذي يحتفل فيه العالم تكريما للعمل التطوعي والمتطوعين ولدعم دورهم في التنمية الشاملة في المجتمعات, ويهدف هذا اليوم إلى تحفيز المشاركة المجتمعية وإلى إيجاد سياسات تشجع الأعمال التطوعية وتسهم في توسيع الأنشطة التطوعية وإلى الاعتراف بأهمية دور العمل التطوعي في تنمية المجتمعات».
من جهته ألقى عضو مجلس بلدي العاصمة ممثل الدائرة الثالثة صادق رحمة كلمة قال فيها «إن المجتمع البحريني بحاجة ماسة إلى تجذير ثقافة العمل التطوعي المؤسساتي، فنحن لا نلغي دور العمل التطوعي الفردي ولا نقلل من أهميته، ولكن العمل التطوعي المؤسسي هو الذي يجمع كل الطاقات المبعثرة تحت سقف واحد».
وبعد ذلك بدأت فعاليات الملتقى، إذ قسم الشباب المشاركون على عدة ورش عمل لمناقشة التحديات التي تواجه العمل التطوعي، واقتراح الآليات الكفيلة بدمج الشباب في المؤسسات الأهلية وخصوصا في المناصب الإدارية المتقدمة، حتى يساهموا بشكل نوعي في تحمل المسئولية الاجتماعية».
بعدها ألقى الباحث الإسلامي السيد كامل الهاشمي كلمة للمشاركين، حث فيها على أهمية العمل التطوعي في الإسلام ودوره في تطوير المنظومة الاجتماعية عبر تعزيز ثقافة التكافل الاجتماعي التي دعا إليها الإسلام في كل المحطات.
وقال الهاشمي: «لعل من وجه الغرابة أننا نجد أن المجتمع الأميركي- الذي نسمه نحن بالنظرة المادية - أنه من أكثر المجتمعات الإنسانية تحضرا في جانب العمل التطوعي، فالدراسات تشير إلى عشرات المليارات سنويا وهي حصيلة التكافل الاجتماعي الذي ينخرط فيه نحو نصف الأميركيين ليعيلوا النصف الآخر من المجتمع».
وأشار الهاشمي «أنه حتى على مستوى العالمين العربي والإسلامي فإننا نجد نماذج مشرقة من العمل الاجتماعي على رغم أن القوانين ومنظومة التشريعات لا تساعد في تطوير آليات هذه المساحة المهمة من العمل الاجتماعي، كما أن مؤسساتنا الاجتماعية مطالبة بتسويق جهودها بالشكل الصحيح حتى يمكن إقناع الآخرين بدعم هذا النشاط المهم والحيوي».
إلى ذلك أقيمت حلقة حوارية لمؤسسات منطقة النعيم شارك فيها ممثلون عن: صندوق النعيم الخيري، مركز شباب النعيم وجمعية الصم البحرينية، وتداول المشاركون في الندوة البرامج والأنشطة التي تقيمها المؤسسات، وبحثوا الآليات الكفيلة بتطوير العمل الاجتماعي في المنطقة.
وقال رئيس مركز شباب النعيم الناشط الإعلامي غازي عبدالمحسن: «إن المراكز الشبابية تقوم بأدوار كبيرة على صعيد احتضان المواهب الشبابية من مختلف الأعمار وتطوير قدراتها ومواهبها عبر مختلف الوسائل بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والأهلية، وتوفير بيئة خصبة للإبداع الشبابي في كل المجالات».
وشدد عبدالمحسن على أهمية الدور الإعلامي في إيصال رسالة المؤسسات الأهلية لكل الجهات، موضحا أن «على المؤسسات الأهلية أن تطلق استراتيجيات إعلامية متطورة لمواكبة نشاطها الاجتماعي الكبير حتى تستطيع أن تجذب المزيد من الداعمين والمتطوعين لرفد هذه المؤسسات بالكفاءات ومصادر التمويل الكفيلة بتطوير فعاليتها».
واختتم الملتقى أعماله يوم أمس بمشاركة شبابية واسعة، وقد أقيمت ورش عمل مختلفة لتطوير آفاق العمل التطوعي لمؤسسات المجتمع المدني. واقترح مجموعة من التوصيات لرفعها للمعنيين، كما أكد أهمية الشراكة بين المؤسسات الرسمية والأهلية والقطاع الخاص في خلق مقومات التنمية الاجتماعية.
يذكر أن الأمم المتحدة خصصت الخامس من ديسمبر لإطلاق المبادرات والمساهمات المؤسساتية الحكومية والأهلية والدولية والفردية الاقتصادية والإجتماعية على المستويات المحلية والعالمية كافة, وليعمل الجميع منظمات وأفراد معا يدا بيد لتحقيق أهدافهم المشتركة في كل مجالات العمل التنموي والإنساني من صحية واجتماعية وبيئية، وفي مواجهة الكوارث والحروب والمجاعات والفقر والأمية والجهل.
مدينة عيسى - وزارة التنمية الاجتماعية
قالت وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي إن عدد المنظمات التطوعية في البحرين بلغ أكثر من 423 منظمة تقدم خدماتها في الحقول الاجتماعية والنسائية والثقافية والدينية والشبابية والحقوقية والتعاونية والمهنية.
وأضافت الوزيرة، في كلمة لها أمس الأول بمناسبة يوم التطوع العالمي الذي يصادف 5 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، أن هذا الارتفاع تزامن مع بدء المشروع الإصلاحي لجلالة الملك الذي أرسى البيئة الديمقراطية للعمل الأهلي وأطلق حرية الرأي والتعبير والاجتماع، وأشاع ثقافة الرأي الآخر وقدم إليها كل الدعم والحماية.
وبينت البلوشي في كلمتها أن «العمل التطوعي يعتبر امتدادا للمواطنة الفاعلة والإيجابية للمساهمة في التنمية الشاملة لمجتمعاتنا وهو تعميق للمشاركة المجتمعية من أجل مستقبل أفضل وحياة كريمة للجميع، ومن يعُد إلى مبادئ وأخلاقيات ومثل ديننا الحنيف وتراثنا العربي يجده غنيّا بالأمثلة الحية التي تدعو إلى التطوع وتقديم يد العون والمساعدة لكل من يحتاج إليها».
وأكدت «سيستمر دعمنا بكل السبل للعمل التطوعي الذي نحتفل به اليوم... ونتمنى أن يتزايد نشاط الأفراد والمؤسسات في هذا الاتجاه الخيري الرائع والذي لايضاهيه ثواب آخر عند الله سبحانه وتعالى».
وأردفت البلوشي «حرصت الوزارة على تقديم كل الدعم المادي والعيني للمنظمات الأهلية غير الهادفة إلى الربح باعتبارها نماذج تطوعية جديرة بالدعم مع الاستعانة بالمنظمات الدولية ذات الاختصاص للاستفادة من خبرتها في جعل قوانينها وخططها وبرامجها منسجمة مع التطورات الدولية، وآخذة بخلاصات تجارب الدول الأخرى في الحقل الاجتماعي، وإيمانا بأن الأفراد الذين ينخرطون في هذا العمل، والمنظمات الأهلية التي تعتمد أنشطتها على التطوع، وكذلك مؤسسات القطاع الخاص التي تدعم وتمول المشروعات التطوعية، يعدون شركاء أساسيين في التنمية الاجتماعية بمعناها الشامل ومجالاتها المختلفة».
وأضافت «تطرق التشجيع والدعم للعمل التطوعي بأساليب عدة بدءا من الدعم الفني الذي توج بتأسيس المركز الوطني لدعم المنظمات الأهلية، الذي يعد أول مركز من نوعه في منطقة الخليج ويقوم بتقديم البرامج التدريبية وبرامج تعزيز قدرات المنظمات وامتدادا للدعم المالي بتأسيس صندوق العمل الاجتماعي، ثم برنامج المنح المالية الذي يشرف الصندوق على متابعة تنفيذه وهو يتضاعف كل عام، كما تم وضع آلية جديدة لتحويل هذه المساعدات إلى برنامج منح تقدم إلى المشروعات التي تنوي المنظمات الأهلية تنفيذها خدمة للمجتمع عليها».
وأضافت «ثم هناك الدعم العيني المتمثل بتقديم مبانٍ لرياض الأطفال، ومنح مجموعة من الأراضي والمباني للجمعيات والأندية، وتخصيص عدد من المباني الشققية لتأجيرها بأسعار رمزية على المنظمات الأهلية».
وأردفت «كما أعدت الوزارة مشروعا للشراكة المجتمعية الذي كلفت بموجبه بعض المنظمات صاحبة الخبرة والقادرة إدارة وتنفيذ بعض المشاريع الرعائية الاجتماعية وتحويلها تدريجيا لصالح تلك المنظمات غير الهادفة إلى الربح».
وأضافت «اعتاد العالم في 5 ديسمبر من كل عام الاحتفال بيوم عالمي للتطوع تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة في قرارها رقم 40/ 212 وذلك في 17 ديسمبر 1985، وعزز فيما بعد ليكون موعد انطلاق العام الدولي للمتطوعين هو 2001 وذلك تكريما للعمل التطوعي والمتطوعين ولدعم دورهم في التنمية الشاملة في المجتمعات وفي تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة».
وأشارت إلى أن هذا اليوم «يهدف إلى حفز المشاركة المجتمعية وإلى إيجاد سياسات تشجع الأعمال التطوعية وإلى الاعتراف بأهمية دور العمل التطوعي في تنمية المجتمعات اجتماعيا واقتصاديا، وفي هذا اليوم تطرح وتدشن المبادرات والمساهمات المؤسساتية الحكومية والأهلية والدولية والفردية والاقتصادية والاجتماعية على المستويات المحلية والعالمية كافة، كما يعمل الجميع من منظمات وأفراد معا لتحقيق أهدافهم المشتركة في كل مجالات العمل التنموي».
وقالت: «كان المجتمع البحريني منذُ سنوات طويلة، بل قبل صدور أول قانون للعمل الاجتماعي المنظم العام 1959، مجتمعا ينتشر التطوع في جميع مناطقه وأحيائه بصورة عفوية... ومن ثم ازداد النشاط التطوعي وأصبح أكثر تنظيما وعطاء بصدور قانون الجمعيات والأندية الاجتماعية والثقافية والهيئات الخاصة والعاملة في ميدان الشباب والرياضة والمؤسسات الخاصة العام 1989 حيث أخذ عدد الجمعيات والأندية والمؤسسات التطوعية في ارتفاع مستمر وأصبح مجتمع البحرين متميزا بنشاط وانجازات مؤسسات مجتمعه الأهلي وقدوة للمجتمعات الأخرى في هذا الحقل ومنذُ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا تضاعف عدد المنظمات الأهلية غير الهادفة للربح والقائمة على العمل التطوعي»
العدد 2283 - الجمعة 05 ديسمبر 2008م الموافق 06 ذي الحجة 1429هـ