تعد المنشآت والملاعب والمرافق الرياضية ضرورة من ضرورات تطوير أي برنامج رياضي، لذلك اهتمت معظم دول العالم بإنشاء المرافق والمنشآت الرياضية الحكومية أو الأهلية. كما اهتمت جميع دول العالم المتقدمة بإنشاء مدن رياضية مدرسية خاصة بكل منطقة بهدف تنظيم برامج وفعاليات رياضية مشتركة وإقامة الفعاليات خلال فترات الإجازة الأسبوعية والسنوية لتحقيق مزيد من الترابط بين طلاب المجتمع وجعل التواصل مستمر بين جميع أبناء الشعب ولتبادل الزيارات والاحتكاك بين مدارس هذه المناطق، كما أنها تستعين بهذه المنشآت والمرافق في تنظيم المسابقات والفعاليات والبطولات الدولية المختلفة.
ونظرا إلى التطور العمراني الذي شهدته مملكتنا الحبيبة ازدادت الحاجة لإنشاء مدينة رياضية مدرسية خاصة بوزارة التربية والتعليم، إذ شهدت الرياضة الأهلية حديثا إنشاء الكثير من المرافق والملاعب الخاصة بالاتحادات والأندية الرياضية وهذا ما يجعل إنشاء مدينة رياضية مدرسية ضرورة حتمية من اجل مواكبة عملية التطوير والإبداع في مجال الرياضة المدرسية، فلا يعقل بعد 90 عاما من بدء التعليم في البحرين ولا تزال وزارة التربية والتعليم تفتقر لأي منشأة قانونية دولية خاصة بالألعاب الرياضية الجماعية (قدم - يد - سلة - طائرة)، إذ إن جميع الصالات والملاعب الحالية لا تتوافر فيها الشروط القانونية الخاصة بتلك الألعاب، وإنني على ثقة بأن وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي يسعى إلى إنشاء مثل هذه المدينة ولكن إنشاءها يحتاج إلى موازنة لا تستطيع الوزارة توفيرها، وقد يقول البعض ان مساحة البحرين وإمكاناتها لا تحتاج لإنشاء مثل هذه المدينة بل إنني أجزم أن الوضع الحالي هو أكثر حاجة لإنشاء مثل هذه المدينة الرياضية، إذ إن الزحف ازداد على الملاعب من الفصول الدراسية وعدد الممارسين للمسابقات الرياضية ازداد من 3 آلاف طالب إلى أكثر من 13 آلف طالب وطالبة، وأن عدد المدارس ازداد من 40 مدرسة إلى 205 مدارس وعدد المسابقات ازداد من 8 مسابقات إلى 54 مسابقة رسمية و26 مسابقة غير رسمية، كما أن البحرين أصبحت مطالبة اكثر من أي وقت مضى بتنظيم الكثير من الفعاليات المدرسية سواء على المستوى الخليجي أو العربي، وإن كنا نتمنى أن نصل إلى الدولي، ولا ننسى أن معظم المسابقات الرياضية والبرامج المختلفة التطويرية تحتاج إلى المنشآت المناسبة حتى يتم جذب الطلبة الموهوبين رياضيا لممارسة هذه الألعاب والاستمرار فيه، وتوفير المدينة الرياضية يساهم في توفير عامل الأمن والسلامة للممارسين ويعطي الثقة لدى أولياء الأمور بأن أبناءهم يمارسون الرياضة في مكان آمن، وسيساهم أيضا في تنظيم برامج المعسكرات المشتركة بين طلاب مختلف مناطق البحرين واجتماعهم وفقا لمنهجية علمية واضحة وخصوصا في الإجازات الأسبوعية والسنوية، ويمكن من خلال هذه المدينة الرياضية تحقيق أهداف الرياضة المدرسية بشكل فعلي وسليم إذ أصبح أبناؤنا الطلبة يقارنون بين المنشآت الرياضية المدرسية في دول مجلس التعاون الخليجي مع المنشآت المتوافرة في مملكة البحرين.
أرجو أن يتم النظر في إنشاء المدينة الرياضية المدرسية من قبل قيادتنا الرشيدة التي تهتم بشأن تطوير التعليم بشكل مستمر، وما إنشاء مثل هذه المدينة الرياضية المدرسية إلا جزء أو حلقة مهمة من حلقات تطوير التربية والتعليم.
عصام عبدالله
العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ