العدد 2103 - الأحد 08 يونيو 2008م الموافق 03 جمادى الآخرة 1429هـ

الغربان تحوّل برك السباحة لمستنقعات طيور ميّتة

شكا عددٌ من المواطنين وأصحاب المزارع ممن يمتلكون برك سباحة من أسراب الغربان الكثيفة التي حوّلت بركهم إلى مستنقعات مليئة ببقايا أشلاء الطيور الصغيرة والقطط الميتة. وقالوا إنّ الغربان تحمل بقايا الطيور الميتة وتضعها على الأسوار والسطح العلوية للمباني على اعتبار أنها وجبة دسمة لها، وهي تتعمد قذف بقايا طعامها في البرك حتى لا يأكلها غراب آخر.

وذكر المواطنون في اتصالات وردت لـ «الوسط» أنّ ظاهرة الغربان بدت تنتشر بصورة غريبة في المناطق الزراعية الساحلية بعد أنْ انخفضت أعدادها خلال العام الماضي. مبينين أن الغربان ليست كباقي الطيور ممن تبحث عن غذائها في الصباح الباكر، فهي تعتمد على بقايا طعام الطيور الصغيرة وسرقة بيضها من الأعشاش، ولذلك فإنّ الكثير من المزارع في البحرين تعرضت لشبه انقراض في بعض أنواع الطيورالصغيرة التي كانت تشتهر بها البحرين.

وأضاف المواطنون على المسئولين في الهيئة العامّة للبيئة والحياة الفطرية ووزارة الداخلية ضرورة الاهتمام بالموضوع والعمل على وضع استراتيجية أو خطة محددة مبنية على دراسات للحد من الغربان التي أصبحت تهدد التوازن البيئي في البحرين، وألا يقتصر الأمر على تنظيم حملات مكثفة لمهاجمتها وقنصها، لأنّ البحرين ستكون مضطرة بعد تفاقم المشكلة إلى العمل على إيجاد حل.

وأما أحد المسئولين في إحدى شركات النظافة في البحرين على طاهر، فقال إنّ «الغربان أصبحت عنصرا مزعجا للشركة، فهي تعمل بصورة يوميا على تمزيق أكياس القمامة وقذف ما في داخلها حوالي الحاوية بهدف الحصول على الطعام. الأمر الذي يتسبب في جعل مهمة النظافة في المناطق الموجودة فيها أصعب على العمال.

وبين طاهر أنّ «غالبية شركات النظافة تشتكي من القطط التي تمزق بعض أكياس القمامة للبحث عن الطعام، إلا أنّ الغربان أصبحوا أكثر إزعاجا منها؛ لأن القطط لا تبعثر القمامة ولا تسحب ما في داخل الأكياس والحاويات إلى مناطق أخرى مثل: الغربان، فهي تحمل ما تلتقطه من القمامة إلى المنازل على حبال الغسيل وبرك السباحة وشرف النوافذ وغيرها.

ويُرجح البيئيون أنْ تكون طيور الغربان الوافدة قدمت إلى موانئ البحرين عبر ملاحقتها للسفن القادمة من مناطق أخرى. ومع تزايد أعداد الغربان السود توصلت لجنة مشكّلة من إدارة حماية البيئة والحياة والفطرية ووزارة الداخلية إلى أنّ الحل هو تخصيص رماة محترفين لاقتناص الغربان. وبدأت حملة اصطياد الغربان وسط ترقب الأهالي وأملهم في أنْ يثمر الحل في إنهاء معاناتهم، خصوصا أنّ أعدادا كبيرة من الطيور التي كانت متوافرة بأعداد كبيرة في البحرين أصبحت شبه منقرضة بسبب مهاجمة الغربان لأعشاشها والتهام البيض، والتي على رأسها الطير البحريني المشهور «البلبل».

وتزداد أعداد الغربان في مناطق البحرين خلال فترة قبل ارتفاع الشمس وخصوصا خلال العصر، فالغربان طيور متوسطة الحجم إلى كبيرة تنتشر في جميع أنحاء العالم على اليابسة وتكثر في المناطق المعتدلة وتقل في المناطق الباردة، ومعظمها من الأوابد؛ أي الطيور المقيمة التي لا تهاجر، وقليل منها هو الذي يُهاجر، فضلا عن أنها لصوص ماهرة في اختلاس البيض من أعشاش غيرها من الطيور الأخرى والتهام الفراخ. وهي مختلطة التغذية طعامها الأساسي هو اللحوم على أنّ السواد الأعظم منها يأكل كل شيء من الفواكه والخضروات والطيور والحيوانات الصغيرة والسحالي والأسماك والخبز والحشرات والديدان والجيف وغيرها، كما أنها تشرب الماء.

وتنتشر الغربان في المناطق الحارة والمعتدلة والباردة حيث توجد في مناطق الأشجار والمزارع، في المدن والقرى، في الصحاري والقفار والسهول والجبال، والوديان والتلال.

فحيثما طاب لها المقام أقامت واستقرت وهي طيور ذكية جدا، تمتاز بسواد لونها، وقوّة منقارها وساقيها وتبني الغربان أعشاشها الكبيرة من الفروع والأغصان، وتضعها في قمم الأشجار وعلى صخور الجبال، ولها قدرة عالية على الحوم، وتتجمع في أسراب أثناء موسم التزاوج ووضع البيض.

العدد 2103 - الأحد 08 يونيو 2008م الموافق 03 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً