العدد 2315 - الثلثاء 06 يناير 2009م الموافق 09 محرم 1430هـ

الفنان الحليبي: «الملحمة الخالدة» أول عمل مسرحي حسيني بحريني متكامل

في برنامج «أستوديو الفن» الذي يبث اليوم على «الوسط أون لاين» // البحرين

الوسط - محرر الشئون المحلية 

06 يناير 2009

قال الفنان والمخرج البحريني حسين الحليبي إن مسرحية «الملحمة الخالدة» التي قدمها بجزئيها كانت عملا متكاملا من نواح كثيرة، مبينا أن المسرحيات التي تقدم في هذا النطاق، لا تكون متكاملة بل بها نواقص كثيرة.

وأضاف الحليبي، في حديثه إلى برنامج «أستوديو الفن» الذي يبث اليوم على «الوسط أون لاين»، أن مشواره مع الفن ابتدأ منذ أن كان عمره 7 سنوات أو 8 سنوات، في مركز سلمان الثقافي.

وتطرق إلى فيلمه الجديد الذي يعمل عليه الآن وقال عما قريب ستعلن الشركة المنتجة للفيل بدء عرضه.

وفي نص الحوار تفصيلات كثيرة:

الفنان حسين الحليبي أو كما تفضل أن نناديك المخرج لأنك برزت بشكل أكبر في مجال الإخراج المسرحي والإخراج السينمائي أيضا، فهل لك أن تحدثنا عن بدايتك في مجال المسرح وكيف انتقلت لتصبح أحد المخرجين ذوي البصمات المتميزة في الساحة السينمائية البحرينية؟

- طبعا بالنسبة إلى المسرح بدايتي كانت منذ أن كان عمري 7 سنوات أو 8 سنوات، فقد كنت طفلا في مركز سلمان الثقافي وكنت من ضمن فريق مجال المسرح مع حسن عبدالرحيم وإبراهيم خلفان، كانت هذه البداية مع مسرح الطفل، تطورت عندما التحقت بمسرح الصواري، طبعا كان هذا الانتقال نوعيّا، وخصوصا أن مسرح الصواري له خط مختلف عن المسارح الثانية التي تنتهج النهج التقليدي، فمسرح الصواري له نهج خاص، نهج تجريبي، وهذا يعني أني دخلت في مجال يحتاج إلى تركيز أكبر يحتاج إلى إبداع أكثر يحتاج إلى تجديد في العمل المسرحي، وبالفعل قبلت هذا التحدي ودخلت، وكنت أصغر مخرج في مسرح الصواري، ويمكن أصغر مخرج في البحرين في تلك الفترة إذ كان عمري آنذاك 16 سنة أو 17 سنة أخرج أعمالا مسرحية كانت نوعا مَّا متميزة كبداية أشاد بها النقاد والجمهور ولاقت استحسان كثير من الناس، وبعدها طبعا بدأت العمل في نوع آخر أو نهج آخر في المسرح، والذي جعلني أتجه هذا الاتجاه هو المخرج جمال الصقر وبالفعل استطعت أن أمزج بين مدرسة الفنان عبدالله السعداوي الذي تدربت سنوات طويلة على يديه وبين جمال الصقر الذي كان يعتمد على جماليات الصورة والصوت في المسرح.

أما بالنسبة إلى السينما، فقد كنت عاشقا للسينما منذ طفولتي، إذ كنت أشاهد كثيرا من الأفلام السينمائية من مختلف الدول طبعا سواء عربية الأجنبية والأميركية على وجه التحديد والفرنسية أيضا والسينما الإيرانية، كل هذه تعطيني مثل ما نقول حظ أن أكون مخرجا يوما من الأيام وأن أقدم صناعة سينمائية في البحرين، وبالفعل بدأت بالأفلام القصيرة كبداية.

لك كثير من المشاركات في الأفلام القصيرة، ختامها الفيلم الطويل أربع بنات الذي قدمته مؤخرا خلال العام الماضي.

- بالضبط، بدأت بالأفلام القصيرة كان هناك مهرجان في نادي السينما ومسرح الصواري مهرجان الهواة السينمائيين، طبعا كانت هذه التجارب مهمة أيضا لأنها هي التي قادتني إلى أن أكون مخرجا سينمائيّا لأفلام روائية طويلة فبدأت في هذا المجال وكانت لي تجارب مهمة من ضمنها طبعا الفيلم القصير ليوسف حمدان اسمه «يوم أسود» شاركت فيه في مهرجانات وحصلت فيه على تنويه لجنة التحكيم في أكثر من مهرجان، طبعا اختتمته بالعمل السينمائي الروائي الطويل فيلم أربع بنات الذي فاز بالمركز الثاني في مهرجان الخليج السينمائي، وهذا طبعا يعتبر شرفا لي كفنان أن أرفع اسم البحرين، لأن صناعة السينما في البحرين صناعة حديثة ومتواضعة ولا يمكن أن نطلق عليها صناعة أيضا، لأننا مازلنا في البداية وينقصنا الكثير من البنية التحتية حتى نطلق عليها صناعة، ولكنها جهود قد تقودنا إلى صناعة في المستقبل، فكان «أربع بنات» تجربة انطلقت من خلالها في مجال السينما بعد مشاركتي وفوزي في دبي، وشاركنا بالفيلم في أكثر من مهرجان دولي من ضمنهم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهذا أيضا إنجاز أن فيلما بحرينيّا يدخل في المسابقة الرسمية في مهرجان القاهرة، أيضا مهرجان الجزائر ومهرجان في بيروت وفي كالفورنيا، يعني أكثر من محفل، كما انعرض في أبوظبي أيضا وفي السعودية في بعض المهرجانات الصغيرة الموجودة عندهم، كذلك عرض تجاري في في الكويت، وفي البحرين طبعا في سينما السيف، وأعتقد في الفترة المقبلة سيعرض في قطر.

هل هذا الفيلم حفزك لتقديم المزيد، إذ إننا عرفنا أن هناك عملا تعمل عليه مؤخرا، لكن لم تتضح لنا أي معلومات عنه، فهل لك أن تصرح لنا بالممكن من المعلومات عن الفيلم الجديد؟

- طبعا الاستمرارية مهمة، لأننا نتطلع إلى أن نكون صناع سينما في البحرين، وهذا يعني انه لابد أن طور أنفسنا من عمل إلى عمل آخر، كما أن وجود ممولين للأفلام شيء غاية في الأهمية، لأن هذا الذي يجعل أرضية للعمل السينمائي ودعم الشباب المهتم بهذا المجال، طبعا حاليا تم الانتهاء من كتابة سيناريو الفيلم الجديد، وهو من تأليف خالد الرويعي، وتم أيضا الموافقة على النص من قبل الجهة المنتجة، لكنني لا أستطيع أن أصرح أكثر لأن الشركة المنتجة ستعقد مؤتمرا موسعا خلال الأسابيع المقبلة تعلن فيه الفيلم الذي سيكون فيلما ضخما أضخم من «أربع بنات»، وسيشارك فيه ممثلون بحرينيون وخليجيون أيضا، طبعا في الفترة الجاية راح نعلن عنه أكثر، ألحين ما أقدر أصرح أكثر.

المسرح الحسيني

لقد برزت في مجال تجربتك التي قدمتها في ما يمكن أن نسميه المسرح الحسيني، وكانت لك تجربتان مميزتان جدّا، هما: الملحمة الخالدة بجزئيها الأول والثاني، فهل لك أن تحدثنا عن هذه التجربة تحديدا، وخصوصا أننا في موسم عاشوراء؟

- طبعا؛ منذ دخولي مجال المسرح في مسرح الصواري، كان لدي حلم أن أقدم شيئا عن الإمام الحسين، لأن شخصية الإمام الحسين من الشخصيات الكبيرة بالنسبة إلي، وهذا الحلم فعلا تحقق في إنجاز عملين مسرحيين هما الملحمة الخالدة الأولى والملحمة الخالدة الثانية، وكان عملا متميزا، استطعت أن أقدم شيئا جديد في المسرح الحسيني، وهذا بشهادة النقاد وبشهادة أيضا الجمهور الذي استمر متابعا العرض المسرحي، لمدة تربو على شهر تقريبا، فهذه تجربة جدا قريبة إلى قلبي.

تعاملت مع مجموعة من الممثلين الجدد في ساحة التمثيل، فكيف تمكنت من تطويع هذه الخامات لديك لتخرج عملا بهذا التميز؟

- طبعا البحرين فيها مواهب شبابية كثيرة، سواء في المسرح أو في السينما أو غيرهما، لكن هؤلاء الشباب يحتاجون إلى توجيه ويحتاجون إلى من يعمل على صقلهم بشكل سليم، بالفعل هذا الذي أنا حاولت أن أقوم به، الشباب الذين كانوا معي هم شباب مبدعون ومتحمسون، وفي البداية كان أداؤهم مدرسيّا، فقدرت بالفعل من خلال التدريبات، أن أهيئهم وأخرجهم من نطاق الأداء المسرحي، وأن يكون الأداء محترفا، وبالفعل كان للممثل في هذه المسرحية دور كبير في إنجاح العمل.

وأصداء العمل كانت كبيرة في أوساط الجمهور، أغنت عن الدعاية، التي هي الإعلانات التي في الشوارع، وكان الجمهور نفسه يجذب المزيد من الجماهير لحضور العمل.

- بالضبط، أنا أقول لك هذا العمل كان عملا متكاملا من نواح كثيرة، لأن المسرحيات التي تقدم في هذا النطاق، إذا أطلقنا عليها المسرح الحسيني لا تكون متكاملة بل فيها نواقص كثيرة، بينما هذا العمل كان متكاملا من ناحية الإخراج ومن ناحية الديكور والسنغرافية ومن ناحية الموسيقى ومن ناحية الممثلين ومن ناحية الملابس، وكان الذي يحضرها يقول بالفعل هذه مسرحية متكاملة، وهذا المطلوب، نتمنى من الأعمال الي تقدم الآن أن تكون متكاملة، لكي يكون هناك مسرح حقيقي، لا مسرحا فقط لأجل أني أحيي مناسبة بأي كوادر فنية تعمل في هذا العمل، لا بل لابد أن تكون الكوادر الفنية الموجودة مؤهلة لأن تعمل حتى ترتقي بهذا الفن، وترتقي، لأن المناسبة ليست بسيطة حتى أقدم أي فن، لابد أن أقدم فنّا عالي الجودة.

طيب حسين، عادة مواسم عاشوراء مواسم إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين، هناك المنابر الحسينية التي تقدم سردا للأحداث التارخية، فأين يأتي دور الفن ضمن العمل المسرحي بالمقارنة بالخطب التي تقدم عبر المنابر؟

- طبعا تختلف اختلافا كبيرا، فالخطب التي تقدم، غالبتبها قد تخاطب العاطفة أكثر وتعتمد على الإلقاء، ولكن المسرح هناك صورة وهناك مخاطبة للعقل هناك مخاطبة للبصر، هناك مخاطبة لكل حواس الإنسان، فالجالس يرى الصورة ويسمع ويحس بالموسيقى كل هذه الأمور.

طيب، المتعارف عليه تقليديا وجود ما يسمى بالموروث الشعبي، بالشبيه وهو نوع من أنواع التمثيل للأحداث والأيتام وهم يمشون في الشوارع، فكيف تجد رابطا بين هذا النوع من المسرح وما تقدمونه؟

- طبعا هذا يعتبر مسرحا، وهو في البحرين يعتبر مسرحا تاريخيّا، لأن هذا النوع الذي يقدم بهذا الشكل من سنين طويلة يتقدم، لذلك فإن من يريد يتحدث أو يؤرخ للمسرح في البحرين يجب ألا يغفل المسرح الحسيني، لأن المسرح الحسيني موروث وموجود من سنوات طويلة فأي إنسان يريد أن يكتب عن تاريخ المسرح لابد أن يضع في الاعتبار المسرح الحسيني.

للاستماع للبث الصوتي على «الوسط أون لاين» تابعونا على: www.alwasatnews.com

العدد 2315 - الثلثاء 06 يناير 2009م الموافق 09 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً