أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع أمس عزمه على التحاور مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي سعيا إلى التوصل لهدنة بشأن العمليات ضد «إسرائيل»، مؤكدا البحث عن «ضمانات فلسطينية وليست أميركية أو إسرائيلية» من أجل هذه الهدنة. في حين قصفت طائرات الأباتشي الأميركية الصنع - منزلا في مدينة جنين بالضفة الغربية مساء أمس أثناء موعد الإفطار. وكان مستوطنان إسرائيليان أصيبا - حال أحدهما خطيرة - بعد إطلاق نار على سيارتهما على الطريق المؤدي إلى مستوطنة كاديم جنوب شرق جنين أمس.
الأراضي المحتلة، عمَّان، عواصم - محمد أبو فياض، حسين دعسة، وكالات
كُشف أمس ان عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني سيقوم بزيارة إلى أميركا في ديسمبر/كانون الأول المقبل حاملا ما يمكن ان يطلق عليه «خطة سلام فلسطينية». في حين أكد رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أمس أن الفصائل الفلسطينية وافقت على استئناف المفاوضات مع القيادة الفلسطينية بشأن وقف إطلاق النار مع «إسرائيل».
وأشارت مصادر دبلوماسية وحكومية أردنية واسعة الاطلاع إلى ان الحكومة الأردنية تنتظر من السلطة الوطنية الفلسطينية تسليمها خطة مقترحة لإعادة المسيرة السلمية إلى مكانها. يذكر أن وفدا فلسطينيا سيصل الأردن الأسبوع المقبل للتباحث في المقترحات الفلسطينية ومدى قابليتها للتطبيق.
من جهته، قال قريع أمس الأول إن الفصائل الفلسطينية ومنها النشطاء الإسلاميون وافقت على استئناف المباحثات مع القيادة الفلسطينية لإنهاء الهجمات على الإسرائيليين. وأضاف قريع «قدمت عرضا لكل الجماعات الفلسطينية داخل منظمة التحرير الفلسطينية وكذلك حماس والجهاد الاسلامي لإجراء مباحثات بشأن هدنة ورحبوا به». في حين أكد القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عدنان عصفور في الضفة الغربية أن قريع اتصل بقيادي الحركة في غزة لإجراء مباحثات بشأن هدنة. وقال الزعيم الروحي ومؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) من غزة إن حماس «تدرس الأمر - الهدنة - مرة أخرى ومن الممكن ان نقبل أو لا نقبل». فيما كثف الرئيس الأميركي جورج بوش الضغط من أجل إجراء مباحثات سلام إسرائيلية فلسطينية جديدة.
من جانبه، شدد مستشار الرئيس الفلسطيني لشئون الأمن القومي جبريل الرجوب على أنه لا يوجد حتى الآن أي أفق للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على رغم من الأجواء الداخلية الفلسطينية الإيجابية. وقال الرجوب في حديث مع صحيفة «الوطن» السعودية أمس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إرييل شارون لا يريد مثل هذا الاتفاق ولا يرى مصلحة فيه، مشيرا إلى أن أي اتفاق يجب أن يكون متبادلا بحيث يتضمن إلتزامات إسرائيلية «وهو ما لا يريده شارون» مقابل إلتزامات فلسطينية. وانتقد الموقف الأميركي تجاه تطور الأوضاع الفلسطينية. وأعلن أن حكومة فلسطينية جديدة ستعلن في غضون الأيام القليلة المقبلة برئاسة قريع، إلا أنه أشار إلى ضرورة حسم مسألة وزارة الداخلية.
من جانب آخر، نفى المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أحمد عبد الرحمن بشدة الشائعات التي تتحدث عن إجراء عملية جراحية لعرفات لإزالة حصوات.
وعلى صعيد متصل، قلل النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي محمد بركة من أهمية تصريحات وزير العدل الإسرائيلي تومى لبيد التي أشار فيها الى أهمية تفكيك المستوطنات في إطار مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين.
فيما أظهرت نتائج أمس أن حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي إرييل شارون تراجع في انتخابات المجالس البلدية على مستوى «إسرائيل» كلها نتيجة المشكلات الاقتصادية التي تفاقمت بسبب أعمال العنف وسط الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. ولم تؤثر النتائج على هيمنة الليكود على مستوى البلاد، إذ تحظى سياسات شارون المتشددة تجاه النشطاء الفلسطينيين بشعبية كبيرة. من جهة أخرى، قررت الوحدة القطرية للتحقيق في أعمال الغش والاحتيال أمس تأجيل التحقيق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون في قضية الجزيرة اليونانية والقرض الذي حصلت عليه عائلته من المليونير اليهودي الجنوب إفريقي سيريل كيرن إلى الأسبوع المقبل.
في الشأن الميداني، أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أن مستوطنين إسرائيليين أصيبا أمس برصاص فلسطينيين في شمال الضفة الغربية. وذكرت مصادر قريبة من المستوطنين ان الجريحين زوجان، إصابة أحدهما بالغة. وتبنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح مسئولية الهجوم.
كما أعلنت مصادر طبية وأمنية فلسطينية أمس مقتل ناشط في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وجرح أربعة فلسطينيين آخرين أحدهما في حال خطرة، واعتقل الجيش الإسرائيلي أحدهم في قطاع غزة أمس. كما جرح فلسطيني آخر اعتقله الجيش الإسرائيلي. وأكد مصدر طبي في مستشفي الشفاء بغزة ان محمد صبحي عوض (26 عاما) من مخيم الشاطىء بمدينة غزة استشهد برصاص الجيش فجر أمس، موضحا ان «الجيش قام بتسليم الجثة للجانب الفلسطيني». وقال الناطق الإعلامي باسم جهاز الأمن العام الفلسطيني إن الشهيد مازال مجهول الهوية.
من جهته، قال راديو جيش الاحتلال إن الجنود قتلوا بالرصاص فلسطينيا وأصابوا آخر أمس بعد ان رصدوا شخصين يقتربان من الحاجز الذي يفصل غزة عن «إسرائيل».
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية ان فلسطينيا استشهد أمس متأثرا بجراح أصيب بها في مجزرة مخيم النصيرات منذ عدة أيام. وقال مدير العلاقات العامة بمستشفي الشفاء بغزة جمعة السقا أن أحد المواطنين الفلسطينيين ويدعى صلاح أسعد (24 عاما) استشهد متأثرا بجراحه.
ومن ناحية أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال 14 مواطنا فلسطينيا في مناطق مختلفة من الضفة الغربية واقتحمت مناطق البالوع والبيرة ومخيم الامعري في محافظة رام الله واعتقلت عددا من المواطنين معظمهم من نشطاء حركة فتح. وفي خان يونس جنوب قطاع غزة، دمرت منزلا وجرفت مساحات من الأراضي الزراعية في المنطقة.
ومن ناحية أخرى، قالت مديرية التربية والتعليم الفلسطينية في جنين إن الجيش الإسرائيلي قرر إغلاق مدرسة ثانوية في قرية يعبد بالضفة الغربية بحجة إلقاء طلاب حجارة منها على دوريات عسكرية. يذكر أن «إسرائيل» اغلقت منذ بداية الانتفاضة ثلاث مدارس في مدينة الخليل وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس أنه سمح لثلاثة آلاف تاجر فلسطيني في الضفة الغربية بالدخول إلى «إسرائيل» ولـ1500 عامل فلسطيني في المنطقة بالتوجه إلى مراكز عملهم في منطقة عطيروت الصناعية. وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية أن عددا من الضباط الإسرائيليين الكبار، بينهم رئيس الأركان موشي يعالون دعوا إلى تخفيف القيود في الضفة الغربية وقطاع غزة في محاولة للحد من نفوذ حركتي المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامية المتشددتين في هذه الأراضي. في حين قالت أوساط أمنية إن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» آفي ديختر عارض تقديم تسهيلات للفلسطينيين مدعيا أنه «ينبغي على «إسرائيل» أن تواصل سياسة الطوق العسكري التام».
عمّان - الوسط
أفاد تقرير موسع كتبه كبير الباحثين في معهد القدس العبري الباحث الإسرائيلي مناحيم كلاين ان خطة لتقسيم القدس - استنادا إلى ان القدس مبنية من مدينتين تقفان ظهرا إلى ظهر - اتفق عليها خلال اجتماعات سرية بين أطراف فلسطينية وإسرائيلية. أكد أن وجه القدس الإسرائيلية اليهودية يستند إلى طبغرافية القدس الموجه نحو الغرب حيث العمق الطبيعي في «إسرائيل». أما وجه القدس الفلسطينية فموجه نحو الضفة، ويقترح التقرير الفصل بين المدينتين لأن المدينة الفلسطينية تطورت بفضل تطور المدينة الإسرائيلية وعلى رغم أنفها وضد إرادتها. وأضاف كلاين نقترح تقسيما رأسيا كاملا بين القدس الإسرائيلية والقدس الفلسطينية حتى تتمكن المدينتان من التطور في مجالهما الطبيعي من دون ان يقوم الجانب الإسرائيلي بالسيطرة على الجانب الفلسطيني وقمعه. التنسيق في المسائل المتعلقة بالمجال المشترك يتم من خلال لجنة متساوية للسلطتين البلديتين ذلك لأن التحدي الذي تمثله القدس لا ينتهي بمجرد التوصل الى الاتفاق وانما في تعايش الكيانين في الوقت الذي تبقى في ساحاتهما فتحات للمرور والتنقل المضبوط من جانب إلى آخر
العدد 419 - الأربعاء 29 أكتوبر 2003م الموافق 03 رمضان 1424هـ