العدد 458 - الأحد 07 ديسمبر 2003م الموافق 12 شوال 1424هـ

السيستاني قد يفتي بتحريم التعامل مع الاحتلال

صدام ينوي تشكيل جيش قوامه 12 ألف مقاتل

بغداد، لندن- مهدي السعيد، عصام العامري، وكالات 

07 ديسمبر 2003

قالت مصادر «مطلعة لـ «الوسط» إن المرجع الديني السيد علي السيستاني يفكر في إصدار فتوى تحرم التعامل مع قوات الاحتلال وتدعو إلى الاعتصام المدني العام في كل أنحاء العراق، وبذلك سيضع قوات الاحتلال في موقف محرج للغاية، واذا لم تستجب لشروطه سيتصاعد الأمر إلى مراحل أخرى. مضيفة، بان الساحة العراقية جاهزة الآن للاستماع إلى أية فتوى يطلقها السيستاني الذي يتمتع باحترام العراقيين جميعا.

ويذكر أن موقف السيستاني بدأ يتبلور على رغم تراجع مجلس الحكم العراقي المؤقت عن تأكيداته التي اطلقها رئيس المجلس للدورة السابقة جلال الطالباني من أن اعضاء المجلس اتخذوا قرارا بالاستجابة إلى طلب المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني الذي طالب باجراء انتخابات عامة لاختيار الحكومة الجديدة وكذلك إقرار الدستور العراقي الذي يجب - حسب السيستاني - أن يكتب من قبل هيئة منتخبة وليس من قبل لجنة تعينها سلطة الاحتلال.

وجاء هذا التراجع بعد ان رفض الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر هذا المطلب، مشيرا إلى استحالة تحقيق انتخابات حرة وعامة بسبب الاوضاع الاستثنائية وفقدان الأمن.

ويعتبر هذا التراجع حالة مفاجئة بالنسبة إلى العراقيين جميعا، إذ أثار موجة من اللغط والتشكك في صفوف الشعب الذي ينتظر نهاية سريعة للاحتلال بعد ان يجرى انتخاب الهيئات الدستورية والحكومة الجديدة من دون تدخل من قبل قوات التحالف.

وحاول رئيس المجلس العراقي المؤقت لهذا الشهر السيد عبدالعزيز الحكيم ايجاد حل وسط بين موقف السيد السيستاني والادارة المدنية الاميركية في العراق، إذ قام بزيارة السيد السيستاني لاقناعه بقبول صيغة وسطية لمعالجة هذه القضية، ولكن مصادر عليمة في الحوزة العلمية اكدت ان السيستاني رفض التراجع عن مطالبه، وخرج السيد عبدالعزيز الحكيم من لقائه هذا من دون أية نتيجة.

وأضافت المصادر ان الكرة الآن في ملعب الادارة المدنية الاميركية، فهي التي يجب ان تختار بين الاستجابة لمطالب السيستاني أو المواجهة التي لا يعرف عقباها في حال رفضها الاقرار بالانتخابات العامة.

وينوي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين حسب تقارير نشرت أمس تشكيل جيش قوامه 12 ألف مقاتل سيعلن عنه في 6 يناير/ كانون الثاني المقبل والذي يصادف الذكرى الـ83 لتأسيس الجيش العراقي المنحل. وتأتي هذه الأنباء متواترة مع مزاعم احد شيوخ العشائر أن صدام يقود العمليات ضد التحالف من غرب البلاد. وردا على ذلك قال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز إن الرئيس المخلوع مازال محور عمليات القوات الأميركية. وفي لغة استفزازية أعرب عن تمنياته للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بان يكون«إضرابه جيدا جدا».


سانشيز يتوقع تفاقم الهجمات وأنباء عن قيادة صدام العمليات من غرب العراق

التحالف يسعى لإنشاء جهاز استخباراتي وانقسام بشأن إقامة الميليشيات

عواصم - وكالات

أعلن متحدث باسم سلطة التحالف أمس ان هناك نية لدى مجلس الحكم في العراق وسلطة الائتلاف لإنشاء جهاز استخباراتي جديد يساهم في عملية حفظ الأمن في العراق. وقال المتحدث الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: «كلنا في الأحزاب وفي مجلس الحكم وفي سلطة الائتلاف واعون أن هناك حاجة لإنشاء جهاز استخباراتي عراقي». وأضاف: «إننا واعون لحساسية هذا الموضوع بالنسبة للشعب العراقي لان الشعب العراقي كان يعاني لعشرات السنين من الأجهزة الاستخباراتية».

وأكد أن «هناك مناقشات تجر« الآن وهناك دراسات ولكن ليس هناك قرارات بعد». وتابع «اعتقد إن الشعب العراقي سيفهم إذا قام مجلس الحكم وسلطة الائتلاف بتوضيح الهدف من وراء إنشاء هذا الجهاز الجديد».

وعلى صعيد متصل حذر سنة العراق، من مخاطر تشكيل ميليشيات كردية وشيعية للمساعدة على حفظ الأمن على اعتبار أن اعتماد هذه الميليشيات «يستبعد» فئة ويحمل بالتالي مخاطر حرب أهلية. فقد أكدت هيئة علماء المسلمين، في بيان أمس «إن أساليب الميليشيات تذكرنا بلبنان وما حل به، ومحاولة نقل اللبننة إلى العراق أسلوب بائس ورهان خاسر».واعتبرت إن هذا الحل لمواجهة الوضع الأمني المتردي يعني «تجاهل فئة كبيرة من المسلمين أو دفعهم جميعا ليكونوا في الصف المعادي كما يصفه الاحتلال وله محاذيره».

من جهة أخرى اكد بيان هيئة علماء المسلمين «إن استمرار الضرب على النغمتين الطائفية والعرقية له محاذيره الشديدة وهو من فعل المحتلين على قاعدة فرق تسد، وهو أمر مرفوض شرعيا». وأكدت إن الانتخابات يجب ألا تجرى «إلا بعد تأسيس الجيش» على «أن تسانده قوة عربية» إذا دعت الحاجة. وقالت «بنتيجة الانتخابات تؤلف الوزارة وتعاد السيادة».

من ناحيتها أكدت صحيفة «التآخي» الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، أن المجلس «منقسم حول تشكيل الميليشيا». وأوضحت إن اعتراض عدد كبير من الأعضاء سببه «إن هذه القوة ستجعل قادة الحركات المشكلة منها قوة لا يستهان بها، إضافة إلى أنها ستكرس الطائفية والعرقية وقد تؤدي إلى اقتتال». ومن جهته قال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز في مؤتمر صحافي أمس إن حدة العنف ستزداد في العراق في الأشهر المقبلة. وأضاف ردا على سؤال بشأن المدة الزمنية للهجمات وكثافتها انه يتوقع أن تزداد حدتها وان تتوسع في أهدافها في الأشهر المقبلة.

وأوضح «بالنسبة للمدة الزمنية (...) نتوقع زيادة حدة العنف كلما اقتربنا من نقل السيادة (للعراقيين) في أواخر يونيو/ حزيران ».

في غضون ذلك قتل جندي وجرح اثنان آخران أمس في انفجار عبوة لدى مرور رتلهم في وسط مدينة الموصل (شمال) وفق ما أكد ضابط أميركي كان في مكان الحادث. ووقع الانفجار في منطقة الرفاعي لدى مرور ثلاث عربات هامفي.

وقال بيان للتحالف أمس إن طفلا عراقيا في الثانية عشرة قتل في انفجار عبوة ناسفة كانت مخبأة في كومة من النفايات جنوب شرق بغداد. وأوضح البيان إن العبوة الناسفة التي تستخدم كثيرا في العمليات ضد الاحتلال، وضعت في ضاحية الإسكندرية و«موهت بخضر وعبوات من المشروبات الغازية».

في تطور متصل ذكر شيخ عشيرة موال للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ومطلع بحكم موقعه على معطيات «المقاومة» إن صدام يواصل قيادة العمليات العسكرية ضد قوات التحالف من غرب العراق.

وقال شيخ العشيرة الذي عرف عن نفسه باسم أبو محمد مشيرا إلى انه ليس اسمه الحقيقي «صدام في حال جيدة وموجود في غرب العراق. الرئيس العراقي مستمر في قيادته للعمليات العسكرية ضد القوات الاميركية».

وتم لقاء شيخ العشيرة عبر سياسي من حزب البعث العربي الاشتراكي يسعى لإنشاء جبهة سياسية في العراق تساند مقاومة الاحتلال. وأكد المصدر إن صدام ترأس في شهر رمضان في الرمادي اجتماعا ضم العشرات من مساعديه.

كما أكد مصدر آخر انعقاد هذا الاجتماع السري. فقد أوضح منشق عن حزب البعث إن الاجتماع تم في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني أي في اليوم نفسه الذي التقى فيه قائد المنطقة الوسطي الجنرال جون أبي زيد زعماء العشائر في الرمادي بحثا عن وسيلة لوقف الهجمات.

كما كشف أبو محمد انه التقى الرئيس العراقي السابق وقال «ما يحكى عن زياراته المفاجئة للمنازل وما ينقل عن أناس شاهدوه هذه حقائق وليست أوهاما». وأضاف «لا خطر عليه في غرب العراق. الناس تحميه ولن تخونه أبدا».

وردا على سؤال عن دور عزة إبراهيم الدوري، الرجل الثاني في الحكم السابق، أكد أبو محمد إن الدوري «مريض جدا وبحاجة إلى تغيير دمه بانتظام». ويعاني الدوري وفق أنباء صحافية من مرض اللوكيميا (سرطان الدم).

وأوضح أبو محمد ان العمليات العسكرية ضد الاحتلال هي «استمرار لحالة الحرب بأشكال أخرى (...) انتقلنا من الجيش والمؤسسات النظامية إلى حرب العصابات». وقال «الحرب تنتهي إما بالاستسلام أو بوقف إطلاق النار أو بانسحاب المعتدي. وقال «قمنا ونقوم بحملات توعية تتضمن مناشير ونداءات. نتفهم الدوافع الاقتصادية إنما هناك اولويات: الهدف تحرير العراق وهذا لا ثمن محدد له».

كما تظاهر مئات الأشخاص أمس في الحلة بمحافظة بابل مطالبين بإقالة محافظهم البعثي اسكندر جواد حسن وتوت. وتجمع المتظاهرون أمام مبنى المحافظة وهم يحملون لافتات كبيرة تطالب بإقالة المحافظ من منصبه كونه احد أعضاء حزب البعث المنحل كما طالبوا قوات التحالف بتنفيذ وعودها وتحقيق الديمقراطية والحرية في العراق.

من ناحية أخرى أعرب وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد عن اقتناعه بأنه سيتم نقل الصلاحيات الأمنية في العراق للقوات المحلية حسب المخطط له. وحث خلال زيارة للعراق استمرت يوما واحدا مجلس الحكم على حل القضايا الرئيسة بشأن نقل السيادة. لكنه حذر من التفاؤل السابق لأوانه إزاء التراجع الواضح في الهجمات على القوات الأميركية. وأعرب مسئول في الأمم المتحدة أمس عن قلقه إزاء تردي الوضع الأمني في العراق واعتبر إن إرسال موظفين في الأمم المتحدة إلى هذا البلد قرار «متهور».


العراق يوافق على جعل سوق «باشماق» حدودا مع إيران

طهران - وكالات

قالت تقارير أمس إن العراق وافق على مشروع تحويل سوق «باشماق» بالمنطقة الكردية شمال البلاد إلى حدود رسمية مع إيران، وهو ما من شأنه أن يدعم التبادل التجاري بين البلدين اللذين خاضا العام 1980 حربا امتدت ثمانية أعوام.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية إن القرار أعلنه رئيس مجلس الحكم العراقي في دورته السابقة جلال طالباني الذي قال إن الإدارة المدنية للعراق وافقت أيضا على المشروع.

ونقلت الوكالة عن رئيس مجلس وزراء إقليم كردستان برهم صالح قوله خلال لقائه محافظ كردستان بمدينة السليمانية شمال إن «تحقيق هذا المشروع بحاجة إلى موافقة واهتمام المسئولين الإيرانيين»، وشدد على أنه «إذا تم تنفيذ هذا المشروع فإن سوق باشماق ستصبح أهم مركز تجاري بين البلدين».


المنامة - ريم خليفة

يصل اليوم إلى المنامة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في زيارة تستغرق يومين وذلك ضمن جولة عربية ستشمل الدوحة وأبوظبي والدار البيضاء.

وتأتي زيارة الوزير العراقي للبحرين بهدف توقيع مذكرة التفاهم «اتفاق ثنائي» بين البحرين والعراق والتي تنص على رعاية مملكة البحرين المصالح العراقية في واشنطن بحسب ما أفاد به رئيس البعثة العراقية في المنامة غسان حسين لـ «الوسط».

وأضاف السفير العراقي انه سيتم استخدام مبنى السفارة العراقية السابق نفسه في واشنطن، لكن البحرين سترعى المصالح العراقية بموجب هذا الاتفاق الذي سيوقع اليوم بحضور وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك.

كما أضاف «ان مذكرة التفاهم ستشمل أيضا العلاقات الثنائية ودور البحرين في اعادة اعمار واستقرار العراق إلى استعدادها لتدريب الكوادر المصرفية والمالية من أبناء العراق في وقت لاحق».

وعن نية العراق الانضمام الى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي على غرار ما يتردد عن الأردن حاليا قال السفير العراقي: «ان التوجه العام هو اقامة أفضل العلاقات مع دول الجوار بما فيها دول الخليج، فهناك أنشطة اقليمية مشتركة والعراق يعتبر جزءا منها كعضويته في المنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية».

وأضاف «العراق ينوي أن يرجّع عضويته مع باقي الأنشطة الاقليمية المشتركة الأخرى موضحا أن مسألة انضمام العراق إلى منظومة المجلس لاتزال مطروحة، نافيا أن يكون هناك أي تحفظ كويتي على عضوية العراق».

وتأكيدا لذلك، نفى زيباري ماتردد عن تقديم بلاده طلبا إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي في القمة الخليجية المقبلة

العدد 458 - الأحد 07 ديسمبر 2003م الموافق 12 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً