العدد 496 - الأربعاء 14 يناير 2004م الموافق 21 ذي القعدة 1424هـ

عابد فهد: «الحجاج» شخصية تثير عقل كل من لديه عقل

جديده «الطريق إلى كابول»

في وقت كانت «الوسط» تتجول في بهو فندق الريجنسي هنا وهناك بحثا عن المزيد من اللقاءات والتعلقيات والطموحات التي يأمل منها المشاركون في مهرجان الخليج للاذاعة والتلفزيون ارتأينا ان نلتقي عددا من الفنانين ممن اعتدنا مشاهدتهم على الشاشة الصغيرة. وقد دعا مهرجان هذا العام ابطالا احبهم الجمهور بل وعايشوا معهم احلك اللحظات في الادوار الدرامية التي تقمصوها، تلك الاعمال التي لاتزال تلقى صدى بل واثرا في نفوس المشاهدين.

وقد يكون مسلسل «الحجاج» الذي انتجه تلفزيون قطر وشاركت فيه نخبة من ممثلي العالم العربي هو من اكثر الاعمال التاريخية التي استحوذت على اعجاب الشارع العربي بما فيه البحريني طوال شهر رمضان الماضي فقد اخذ ابعادا ووجهات نظر مختلفة في هذا العمل المتكامل العناصر الغني في لوحاته الدرامية والجريء في طرح شخصية مثل «الحجاج» التي طالما عرفت عنها دمويتها في صفحات كتب التاريخ.

كل ذلك دعانا الى ان نتوقف مع «الحجاج» او الفنان السوري عابد فهد، الذي لم يمانع إجراء الحوار معه بتواضع شديد، وشخصية عرفناها بثقافتها العالية الى جانب موهبتها في التمثيل.

ما الهدف من عمل «الحجاج»؟

- «الحجاج» هو الذروة الحقيقية لقراءة المنطقة العربية... بدأت الفكرة مع استرتيجية بناء الدولة والجدار الفاصل لمنع خطر البيزنطيين. وما صنعه الحجاج هو إلغاء ديوان البيزنطيين الى ايجاد عملة عربية وديوان عربي بل وتوحيد دولة الاسلام في تلك الفترة عبر جيش اوصل حدودها الى الصين... فكانت اكبر ولاية عرفها التاريخ الاسلامي. فهذه هي السياسة وربما كانت الحال ديكتاتورية لان الغاية كانت تبرر الوسيلة!

كيف قررت ان تتقمص هذه الشخصية المعقدة؟

- يبدو ان المناهج التعليمية في العالم العربي لم تستوفِ ايجاد المعلومات الكافية عن هذه الشخصية الاشكالية في التاريخ فقد صدرت المعلومة عن الحجاج على انه شخص دموي بل واقترن اسمه باحدى العبارات التي نطق بها اثناء توليه الولاية في العراق لاتزال ترددها الاجيال.

واجد ان هذه الشخصية تحمل كثيرا من البلاغة بل وكثيرا من الشموخ الذي يمثل التاريخ العربي في رجاله.

وعندما اتصدى للعب دور هذه الشخصية يجب ان تكون هناك معادلة من الانصاف التاريخي الحقيقي لهذا الرجل لكي تكون المحاكمة مشتركة بيني وبين الجمهور. فهذا الرجل من لحم ودم وليس من الضروري ان نقطع الرؤوس... انما لماذا قطعت هذه الرؤوس؟ ولاي سبب؟ ولاي غاية؟


ميكافيللي والحجاج

وانا لست بصدد ايجاد المبررات للحجاج ولكن هذه قراءة بعد ان شاهدنا المسلسل وهي معالجة لايجاد مناصفة مصالحة بين الحاكم والشعب.

فعندما قال الحجاج لاحد قادته «ان الهزائم والانتصارات للقادة فقط...اما الجند فهم ادوات حرب لاغير». هذه المقولة تذكرني بمقولة ميكافيللي في كتابه «الملك الصغير» وعندما نرى المساحة الزمنية بين الحجاج وميكافيللي نجد انه يجمعهما قرن من الزمن... فمن الذي تعلم من الآخر وهذا ان دل على شيء فهو ان التاريخ يعيد نفسه وسيبقى يعيد نفسه... ولو كانت المصالحة تمت في ولاية الحجاج لما دخلت اميركا العراق الان!

هذه الاهمية تثير... وهذا الدور يثير عقل كل من لديه عقل وعلى كل الاصعدة ومنها الممثل المتمثل في شخصي!


سقوط عمل

ما رأيك في الاعمال التاريخية العربية الاخرى؟ وهل هناك تدنٍ في الادوات ام في الممثلين؟

- قد يحصل في بعض الاحيان سقوط بعض الاعمال التي يقوم بها فنانون قديرون وهذا قد يؤدي الى أسئلة عدة وربما يصاب المشاهد بخيبة امل وهو على يقين بأن القائمين فنانون قديرون ولديهم تاريخ من الاعمال الرائعة... فـ «لكل حصان كبوة» وهذا ليس عيبا ولا يجب الحكم على هذا الفارس في جولته الاخيرة ولننظر كيف سيمتطي حصانه من جديد ويصحو من هذه الكبوة كما جرى في بعض الاعمال التاريخية.

هل تأثرت بشخصية الحجاج بعد الانتهاء من المسلسل؟

- كما ذكرت مسبقا هناك ايجابيات وسلبيات في هذه التجربة وربما تبنيت «الحالة» الى ذروتها اثناء تأديتي لـ «الحجاج» ولابد ان احتفظ بأهمية عقل وتفكير واسلوب حياة هذا الرجل بل واتعلم منها ما هو مفيد وليس من الضروري ان أتأثر بأسلوبه... فعندما ارتدي لباس الحجاج في التصوير اصبح حجاجا... لكن عندما اخلع لباسه في غرفة الملابس واذهب الى النوم فأذهب كعابد فهد.

فمن هو عابد فهد؟

- (يضحك) صعب كثيرا ان يتحدث المرء عن نفسه... فعابد فهد هو مجموعة من الاعمال الفنية التي قدمها وهذه تلخص الانسان الذي بداخلي... وكلما كنت شفافا في الحياة تستطيع ان تكون مقنعا في الدراما.

ماذا عن حياتك الخاصة؟

- انا متزوج من الاعلامية العاملة بقسم الاخبار في محطة «العربية» زينة يازجي وحاليا نحن نقيم في دبي ولدينا ابنة عمرها شهران تدعى «ليونا».

وارتباطي بزوجتي بدأ بعلاقة حب ليصل لاهدافه لتوازن اجتماعي اعلامي وفني وذلك عبر الارتباط.

يبدو ان لكل من عابد وزينة طموحات في مجاله... كيف تتعاملان مع ذلك؟

- طبعا هناك صعوبات بسبب الطموح الذي نسعى اليه... فانا كثير السفر والتنقل وزينة تعمل في محطة اخبارية مهمة... فكلانا يبحث عن طموحاته من خلال مجاله وتخصصه.

وهل لديك طموحات اخرى؟

- نعم لابد من ايجاد دراما عربية تخاطب الغرب، وخصوصا في ظل هذه الاوضاع التي تمر بها المنطقة العربية وان يشاهدها المشاهد الغربي بأدواتها فهذا ما يجب ان يفعله كل مهرجان عربي من خلال العرض والترويج.

هل من عمل جديد؟

- هناك عمل جديد لي سيحمل اسم «الطريق الى كابول»، وهذا يكفي... لا تفاصيل

العدد 496 - الأربعاء 14 يناير 2004م الموافق 21 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً