يتندر الإيرانيون بأنه لا بد أن هناك شيئا ساحرا في مياه مدينة أردبيل الشمالية ليخرج منها أكثر الرياضيين المحبوبين في الجمهورية الإسلامية.
ينحدر نجم كرة القدم علي دائي من هذه المدينة التي تتحدث اللغة الآذرية والتي يصعب عادة الوصول إليها عبر الطرق بسبب الجليد.
وفي دورة الألعاب الأولمبية بسيدني قبل أربعة أعوام تمتم حسين رضا زاده (22 عاما) وهو أيضا من أردبيل ببعض الأدعية لينتزع الميدالية الذهبية في رفع الأثقال مسجلا رقما قياسيا هو 472,5 كيلوغراما.
وقال «هرقل الإيراني» الذي تقدم لرفع الأوزان آنذاك غير عابئ بتحطم رقمين قاسيين عالميين أمامه «الله ساعدني على الفوز». وقال الألماني روني فيلر الذي حصل على الميدالية الفضية انه لايزال يجد صعوبة في نطق اسم البطل الإيراني وهو أصغر بطل في وزن فوق الثقيل في تاريخ الدورات الأولمبية.
وأضاف «هؤلاء الإيرانيون يخرجون باستمرار بشكل مفاجئ. يبدو الأمر وكأنه فيلم (للمخرج ستيفن) سبيلبرغ». ولمشجعي الرياضة الإيرانيين نهم لا يتوقف بمتابعة أخبار رضا زاده. وتابعوه على شاشات التلفزيون وهو يتزوج أثناء زيارته مدينة مكة المكرمة.
وتطل صورته ببنيانه القوي على الشوارع الرئيسية لطهران من لوحات إعلانات للدعاية لزيوت وقود للسيارات لمنافسة علامات تجارية أخرى يدعو إليها بطل سباقات فورمولا 1 مايكل شوماخر وكابتن المنتخب الإنجليزي لكرة القدم ديفيد بيكهام.
وبحصوله على ميداليات ذهبية في بطولتي العالم 2002 و2003 تأكد أن رضا زاده هو «أقوى رجل في العالم» ومرشح لاقتناص الذهب في أثينا.
وقال رضا زاده انه واثق من إنه سيتمكن من هزيمة منافسه اللدود جابر السالم البلغاري الأصل الذي يلعب حاليا تحت علم قطر.
وهو يتابع عن كثب أيضا البلغاري فليشكو تشولاكوف (22 عاما) الذي فاز باللقب الأوروبي هذا العام.
وعلى رغم اتجاه كثير من الشبان الإيرانيين لكرة القدم والكرة الطائرة فإن الرياضات التقليدية مثل المصارعة ورفع الأثقال لاتزال لها شعبية كبيرة في إيران.
وذكرت صحف إيرانية أن رضا زاده تلقى عرضا بملايين الدولارات يتضمن منزلا فاخرا وسيارات فاخرة مقابل اللعب لصالح تركيا.
لكن رضا زاده الذي يحب الموسيقى التركية يقول: «أنا إيراني وأحب بلادي وشعبي». وأصر البطل المحب لوطنه على أن تشتري الحكومة له منزلا في طهران. ونفذ الرئيس محمد خاتمي رغبته في توفير منزل بكلفة 71 ألف دولار
العدد 694 - الجمعة 30 يوليو 2004م الموافق 12 جمادى الآخرة 1425هـ