العدد 765 - السبت 09 أكتوبر 2004م الموافق 24 شعبان 1425هـ

«عوكل» في المقدمة... وعبلة كامل مطالبة بالاعتزال بسبب «خالتي فرنسا»

إسدال الستار على موسم حرق النجوم

اسدل الستار اخيرا على الموسم الصيفي للسينما المصرية لهذا العام، وعلى رغم أن الموسم حفل بالكثير من الأفلام التي تبارى نجومها في استقطاب العدد الأكبر من الجمهور مصريا وعربيا، فإننا لا نستطيع أن نقول انه مر بسلام، فقد كان بحق موسم حرق النجوم!

لم تكن الإجابة على السؤال الذي يفرض نفسه مع كل موسم صيفي وهو من سيربح هذا الموسم بالإجابة السهلة، وخصوصا إذا ما لاحظنا أن هذا الموسم حفل بمعظم الأسماء ذات الجماهيرية العريضة في عالم السينما كمحمد سعد، محمد هنيدي، هاني رمزي، احمد السقا وفي مقدمتهم نجم الكوميديا المخضرم عادل إمام.

محمد سعد... على القمة

ولكن بعد أن اسدل ستار أكثر المواسم السينمائية تناحرا يمكننا القول إن محمد سعد احتل القمة كعادته التي بدأها مع أفلامه الشهيرة (اللمبي، اللي بالي بالك) واخيرا(عوكل) ولكن بفارق بسيط عن فيلم الزعيم عادل إمام وفيلمه الجديد (عريس من جهة أمنية) ليسترد إمام مكانته الفنية المفقودة في ظل صراع الجيل الجديد على الساحة الفنية.

ولقد وصل عدد الأفلام المشاركة في هذا الموسم اكثر من 15 فيلما بلغ عدد نسخها اكثر من 500 نسخة من المفترض أن تستوعبها 230 قاعة عرض سينمائي فقط! ما يعطي انطباعا حقيقيا عن مدى الصراع الذي شهده الموسم السينمائي.

وعلى رغم احتلال القمة لأفلام مثل (عوكل) لمحمد سعد و(تيتو) لأحمد السقا و(عريس من جهة أمنية) لعادل إمام، فإن هناك نجوماً خيبوا ظن جماهيرهم لدرجة الإحباط من المستوى الرديء الذي انزلقوا إليه لمجرد اللحاق بموسم الصيف الأكثر حضورا وجماهيرية.

عبلة كامل و«خالتي فرنسا»

ولقد حظيت الفنانة المتألقة عبلة كامل بقدر كبير من اللوم والنقد الشديد، هي والفنانة الشابة منى زكي على فيلمهما الفاشل (خالتي فرنسا) لدرجة أن بعض النقاد طالب عبلة كامل بالاعتزال حتى يغفر لها الجمهور هذه السقطة الفنية الكبرى التي كادت أن تعصف بتاريخها الفني وثقة الجماهير بها.

وفيلم (خالتي فرنسا) لم يخرج عن كونه فيلما سوقيا يحكي قصة اثنتين من السيدات تعيشان في احد الأحياء الشعبية جدا ومن خلال كم لا بأس به من الشتائم والصراخ والألفاظ الجارحة تدور حوادث الفيلم الذي حاول أن يبرر صانعوه بأنها السينما الواقعية!

(7 ورقات كوتشينة)

ولأجل ذلك تم رفع الفيلم من دور العرض السينمائي بعد فترة وجيزة وخصوصا انه حقق ايرادات ضئيلة لا تتناسب مع اسم كل من منى زكي وعبلة كامل، ليحل محله الصدمة الأكبر للجمهور والنقاد معا وهو فيلم (7 ورقات كوتشينة) لروبي، ولقد واجه الفيلم الكثير من المشكلات الرقابية، وخصوصا بعد أن طلبت الرقابة على المصنفات الفنية المصرية من مخرج الفيلم وصانع روبي «شريف صبري» حذف ما يزيد على 17 مشهدا كاملا من الفيلم اقل ما توصف بانه يخدش الحياء العام.

وعلى رغم انعقاد أكثر من لجنة لمشاهدة الفيلم قبل التصريح بعرضه للبت في أمر عرضه من عدمه وخصوصا أن المخرج رفض هذا الحذف الذي قلص زمن الفيلم إلى النصف، جاءت النتيجة النهائية لإرضاء جميع الأطراف هو تعديل بعض المشاهد وحذف الآخر بلا أدنى مناقشة، والسماح بعرض الفيلم الذي سيشكل الجمهور فيه الحكم الحقيقي على هذا الابتذال.

وفعلا سقط فيلم روبي سقوطا مروعا واحجم الجمهور عن مشاهدته واصفا اياه بأنه فيلم ضعيف ومفكك ولا يصلح حتى للعرض على الأطفال!

... وآخرى ضاعت وسط الزحام

هذا في حين لم يسمع احد عن أفلام مثل (فرح) للشابة مي عز الدين إذ لم يشاهده الجمهور لقلة الدعاية الفنية له ولتزامن طرحه في السينما مع موسم امتحانات نهاية العام الدراسي.

وكان الموسم السينمائي لهذا العام افتتح بفيلم (بحب السيما) الذي تم إنتاجه منذ ما يزيد عن 5 سنوات لكنه لم يجد له مكانا في دور العرض طوال تلك الفترة، ولولا الضجة الإعلامية التي صاحبت الفيلم واعتراض، بعض الأقباط على الفيلم ورفع دعاوى قضائية لوقف عرضه معتبرين انه يمس العقيدة المسيحية ويعرض بالأقباط بشكل مزرٍ لما كان الجمهور اقبل عليه، فقد اجمع النقاد على انه فيلم جيد للغاية فنيا وسينمائيا لكن ذوق الجمهور تغير كثيرا وأصبح يفضل الأفلام الباهتة التي يضحك معها ولا يفكر كثيرا.

والفيلم يحكي قصة أب وأم أقباط (ليلى علوي، محمود حميدة) وابنهم الصغير الذي يحب السينما ولكن لان الأب متعصب دينيا فإنه يرفض حب ابنه لهذا الفن ويحاول منعه بكل الطرق.

وقد تعدت كلفة الإنتاج لأفلام صيف هذا العام نحو 60 مليون جنيه مصري بخلاف الدعاية والإعلان عن الأفلام، وقد احتل فيلم الاكشن (تيتو) لنجم الشباب احمد السقا قمة الكلفة الإنتاجية إذ بلغت كلفته 11 مليون جنيه، يليه فيلم (فول الصين العظيم) لمحمد هنيدي و9,5 ملايين جنيه، اما فيلم عادل إمام (عريس من جهة أمنية) فقد تكلف 8 ملايين جنيه.

في حين تراوحت كلفة باقي أفلام الموسم ما بين 4 و6 ملايين جنية كما هو الحال في أفلام (غبي منه فيه) للنجم هاني رمزي، (خالتي فرنسا) لعبلة كامل ومنى زكي، (7 ورقات كوتشينة) لروبي وفيلم (كيمو وانتيمو) و(فرح) اللذين تعرضا لضربة قاسية للغاية بعدم إقبال الجمهور أو النقاد عليهما وهما للمطرب عامر منيب والفنانة مي عز الدين.

اما عن إيرادات الأفلام مع انتهاء الموسم الصيفي الذي لم تشهد كثير من أفلامه دور العرض اكثر من أسبوعين على أقصى تقدير في بعض الأحيان استعدادا لطرح فيلم جديد فقد بلغت نحو 75 مليون جنيه من بينها 13 مليون فقط لفيلم محمد سعد (عوكل).

اما فيلم عادل امام (عريس من جهة أمنية) فقد حقق 10 ملايين جنيه، يليه مباشرة فيلم محمد هنيدي (فول الصين العظيم) و9 ملايين جنيه، وقد راهن محمد هنيدي بهذا الفيلم على مستقبله السينمائي رافعا شعار استرداد القمة فهنيدي الذي تصدرت أفلامه «صعيدي في الجامعة» و«همام في أمستردام» و«جاءنا البيان التالي» إيرادات المواسم التي عرضت فيها.. تراجع في آخر فيلمين له «صاحب صاحبه» و «عسكر في المعسكر» ولم يستطع الحفاظ على المركز الأول في الإيرادات وهو المركز الذي فاز به محمد سعد لاحقا، وقد واجه الاسم الأول للفيلم (نمرة واحد الصين) اعتراضا من السفارة الصينية في القاهرة ما أدى إلى تغيره إلى «فول الصين العظيم».

هاني رمزي... مظلوم دائماً

اما هاني رمزي وفيلمه (غبي منه فيه) فقد واجه ظلما شديدا اقرب للمذبحة حينما تقرر رفع الفيلم بعد عرضه بأسبوعين فقط لأجل فيلم هنيدي، وقد عبر هاني عن ذلك بأسى شديد قائلا: لا أنكر خوفي من الزحام في الموسم الصيفي للأفلام الذي لا يسمح باستمرار أي فيلم طويلا في دور العرض مثلما حدث مع فيلمي السابق «عايز حقي» الصيف الماضي الذي لم يحقق سوى أربعة ملايين جنيه إيرادات فقط بسبب رفعه من دور عرض عدة لمصلحة أفلام أخرى، وهو ما تكرر معه هذا العام ايضا إذ لم تتجاوز إيرادات فيلمه حاجز 5 مليون جنيه.

تراجع الايرادات

ويشار الى انه على رغم الرقم الكبير لإيرادات السينما لهذا العام فإنها تعطي مؤشرا واضحا لإحجام الكثير من الجمهور وخصوصا فئة الشباب عن حضور هذه الأفلام، إذ كان متوسط إيرادات الأفلام قبل أربعة أعوام (عام 2000) للموسم الصيفي آنذاك إلى 90 مليون جنيه! ويفسر النقاد هذا التراجع على رغم حشد كل نجم لإمكاناته الفنية والإنتاجية لحد الإبهار لفيلمه الصيفي أن الشباب اصبح يشعر بالملل من الأفلام ذات القصص التافهة والخالية من المضمون وتفتعل الضحك بأية طريقة، ولعل فشل فيلم روبي اكبر دليل على أن الشباب اصبح يستطيع أن يرى كل شيء الآن على القنوات الفضائية، فلماذا يدفع تذكرة سينما في فيلم يعرف بطلته جيدا وشاهد أقصى ما يمكن أن تقدمه على الشاشة من خلال كليباتها الفاضحة!

اسكندرية نيويورك مسك الختام

بقي لنا أن نذكر أن فيلم «إسكندرية نيويورك» لمخرجه الكبير يوسف شاهين مازال يلقى رواجا جماهيريا بعد طرحه في دور السينما أخيراً ليكون مسك ختام موسم حرق النجوم والأعصاب، وقد لاقى الفيلم نجاحا ملحوظا واقبالا كبيرا بعدما قررت إدارة مهرجان نيويورك السينمائي الدولي المزمع إقامته في شهر اكتوبر/ تشرين الأول الجاري رفض اشتراك الفيلم في المهرجان بدعوى انه معاد لأميركا ويصورها في شكل مجحف!

وهو ما علق عليه يوسف شاهين لـ «الوسط» قائلا: هذه هي أميركا، تدعي الحريات وتحاول دائما فرضها على الآخرين ولو بالعنف والقوة الجبرية، في حين انها لا تمارسها في ابسط القواعد كالفن والسينما!

والفيلم يحكي قصة حياة يوسف شاهين الشخصية من خلال دراسته الإخراج في أميركا وحبه لها الذي تحول لكره في ظل كشف الأقنعة والسياسيات غير العادلة التي تتعامل بها مع العرب، وهو من بطولة يسرا، محمود حميدة ، هالة صدقي، لبلبة والوجهان الجديدان يسرا اللوزي، احمد يحيى

العدد 765 - السبت 09 أكتوبر 2004م الموافق 24 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً