العدد 821 - السبت 04 ديسمبر 2004م الموافق 21 شوال 1425هـ

«إبراهيم الفقي» يساعدك على الوصول إلى الاتزان في الحياة ومن ثم الاتزان الكامل

«المركز الكندي» يتبنى التنمية البشرية وديناميكية التكيف في الوطن العربي

راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالاً...

راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات.

راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعاً.

راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك.

هكذا يبدأ العالم والباحث المصري الفقي الذي يعتبر اليوم من أبرز المتخصصين في التنمية البشرية في العالم والحاصل على 23 دبلوماً في التنمية البشرية، مدرب لأكثر من 600 ألف شخص حول العالم ويحاضر بثلاث لغات (الإنجليزية، الفرنسية والعربية) إبراهيم دورته التدريبية وقد تحدث إلى «الوسط» في لقاء خاص في المركز الكندي في البحرين، الذي يستضيف الفقي لإلقاء مجموعة من الندوات والمحاضرات إذ تطرقنا من خلاله إلى الكثير من أسرار النفس البشرية والطريق الصحيح لتنميتها.

لكي نستطيع أن نعرف شخصيته، فهو: الأسلوب الشيق السلس، المتمكن لأبعد الحدود، الشخصية المحببة للنفس، الموسوعة الحية المتحركة وفي النهاية هو البراعة المنقطعة النظير في فن التقديم.

الهدف والتطلعات

تحدث الفقي رداً على السؤال التقليدي، ما هدفك وما تطلعاتك؟

قائلاً: «ان أهم تطلعاتي الحالية هي نشر التنمية البشرية في الشرق الأوسط لما في تلك العلوم من مهارات تساعد على نمو وتطور الإنسان في الوطن العربي وتمده بالتقنيات التي تتناسب مع إمكاناته الفردية، وفي ظل الظروف التي تمر بالعالم حالياً فإنني أنصح الجميع بالتمسك بالتقاليد الدينية والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى والتطبع بأخلاق الرسول (ص) ثم التسلح بالعلم والمعرفة والتحصن بالعلم والمعرفة ليصبح له شأن».

وأضاف «في رأيي الشخصي لكي يستطيع الإنسان بناء المستقبل يجب عليه أولاً أن يعمل على تنظيف الماضي من الأحاسيس والروابط السلبية التي تحد قدراته وتعوقه عن التقدم وتحويلها إلى مهارات وخبرات تدفعه إلى النجاح».

وباعتباره مؤسساً ورئيساً لمجلس إدارة المركز الكندي لقوة الطاقة البشرية، والمركز الكندي للتنمية البشرية فقد ركز الفقي على التنمية البشرية، مشدداً على ضرورة تنمية القدرات البشرية باعتبارها ثاني مصدر دخل في العالم، وهذا لا يتأتى، على حد قوله، إلا بالقراءة اليومية، منوهاً بأن على المرء أن يحتفظ بمعدل 20 دقيقة يومياً على الأقل في القراءة.

وقال: «لو استثمرت 3 في المئة من دخلك في عقلك، ستكون واحداً من أفضل 5 في المئة في العالم، وأشاد بالتوجه التي بدأت تشهده الدول العربية في التنمية البشرية من خلال سلسلة الدورات والمحاضرات التي تنظمها بعض المؤسسات، معرباً عن أمله في أن تشهد القنوات الفضائية العربية يوماً المنافسة في المجال ذاته، وخصوصاً ان الشباب يقضي 72 ساعة في الأسبوع أمام التلفزيون.

وأشار إلى ان بلداً صناعياً مثل اليابان نهض بأربع كلمات هي «صباح الخير»، «شكراً» التحسن المستمر، والمرونة التامة، أي بمعنى ألقِ التحية على من يصادفك، واشكر من يقدم إليك صنيعاً، وحسن نفسك باستمرار، وإذا فعلت ولم تشعر بتحسن فاحتفظ بالمرونة. وذكر ان أول تحديات الفعل: الخوف، فالإنسان يفطر على صنفين من الخوف هما الخوف من الوقوع، والخوف من الصوت العالي، كما ان من التحديات التي يواجهها المرء عند شروعه بالفعل، الصورة الذاتية، فالعقل البشري حسبما يبرمج عليه، وبالتالي فانه بحاجة إلى برمجة لتغيير سلوك ما، في حين ان التحدي الثالث: المماطلة.

الأركان السبعة

كما استعرض الفقي في حديثه الأركان السبعة التي يرتكز عليها البناء الصحيح للنفس البشرية، وهي:

الأول: الركن الروحاني الذي يتكون من العلاقة بالله، التسامح، ثم يأتي الانتماء إلى الدين والنفس والوطن والعائلة، وهذا الركن لابد أن يكون بالقوة الكافية ليدفع الإنسان إلى البداية الحقيقية لتنمية قدراته الذاتية.

الثاني: الركن الصحي ويشمل الأفكار الصحية، الأكل الصحي، تحركات الجسم.

الثالث: الركن الشخصي، التقدير الذاتي، الصورة الذاتية، الإنجاز الذاتي وهذا يحدد الاتصال مع العالم الخارجي، وتدعيم هذا الركن لابد أن يزيد من ثقة الشخص في نفسه.

الرابع: الركن العائلي العلاقة الزوجية، علاقة الآباء بالأبناء، العلاقة مع العائلة، ولوحظ أن كثيراً من الناس يهملون هذا الركن على رغم كونه يحقق قيمة عليا في التنمية البشرية.

الخامس:الركن الاجتماعي علاقات الشخص مع الأصدقاء والأقارب، كيفية التشاور وخلق حوار مع الآخرين، ومن الممكن بالاهتمام بالركن الاجتماعي أن نحقق التكافؤ العصري. ووضح الفقي أن وراء كل جهد توجد قيمة، ووراء كل قيمة توجد نية الاستفادة.

السادس: الركن المهني لابد أن تتوافر في هذا الركن القيمة العليا، ولابد أن تتوافر للشخص المرونة في حياته، والرغبة في التميز وحب الاستطلاع مع الالتزام.

وبهذه الطريقة يستطيع الإنسان أن يصل إلى فهم قانون التحكم وهو: لكي يتحقق لابد أن يكون للإنسان أكثر من بديل لحل مشكلة واحدة.

السابع: الركن المادي، وهو القدرة على خلق نوع من أنواع التوازن بين الاحتياجات والموجودات لكي ننقي النفس من النظر إلى أشياء تفوق الإمكانات.

ثم استعرض الفقي أبرز النقاط في استراتيجية الطاقة البشرية القصوى، وهي التنفس التفريغي، والتنفس المنشط، وفرد العضلات، وسر في مكانك، والهرولة، والتخيل الابتكاري، والتأكيدات، والتمرينات الرياضية، والتفكير الايجابي، وشرب الماء، وتنظيم الوجبات.

وبسؤال الفقي عن سبب لجوئه إلى الضحكات والقفشات أثناء المحاضرات؟

قال: «ان الضحك يزيد من فرصة الاستيعاب 14 مرة، فيما تزيد الحركة من فرصة الاستيعاب 18 مرة وأنا أدعوا المشاركين في الدورات إلى تطبيق بعض التمرينات في التنفس التفريغي، والتنفس المنشط، وفرد العضلات، عمليّا وبصورة جماعية، بالإضافة إلى تطبيقه مثالاً حياً في التخيل والرؤية.

مفاتيح النجاح العشرة

وتحدث الفقي عن مفاتيح النجاح ولخصها في عشر نقاط هي: الدوافع، الطاقة، المهارة، الفعل، التوقع، الالتزام، الصبر، التخيل، الرؤية، المرونة والاستمرارية، مشيراً إلى انه لا وجود للفشل في الحياة، وإنما الحياة تجارب وخبرات وحسب.

وأوضح ان الإنسان يحتاج إلى البقاء، والتقدير، والحب، والتغيير، وجميع هذه العناصر تحكمها الدوافع، ومن استراتيجيات الدوافع: الرغبة، القرار القاطع من دون رجعة، التركيز على الهدف، الروابط الايجابية، والاهتمامات الشخصية، النشاطات اليومية، الرابط الذهني، مذكرات النجاح، الأشرطة التعليمية والتنمية البشرية

العدد 821 - السبت 04 ديسمبر 2004م الموافق 21 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً