وصلت الرئيسة الانتقالية لقرغيزستان روزا أوتونباييفا أمس (الجمعة) إلى جنوب هذا البلد الصغير في آسيا الوسطى لمحاولة تهدئة التوتر بعد أعمال العنف العرقية الدامية.
وحطت المروحية التي أقلت أوتونباييفا التي كانت ترتدي سترة واقية من الرصاص في وسط أوش ثاني مدن البلاد التي تأثرت إلى حد كبير بالاضطرابات التي اندلعت في نهاية الأسبوع الماضي. وقالت الرئيسة الانتقالية أمام مجموعة صغيرة من السكان في الساحة المركزية لأوش «جئت لأتحدث مع الناس واستمع إلى ما يقولونه عن ما حدث». وقبل أن تغادر العاصمة (بشكيك)، أقرت أوتونباييفا بأن عدد ضحايا أعمال العنف أكبر بكثير من الحصيلة الرسمية كما كان سكان في المنطقة المدمرة ذكروا.
وقالت لصحيفة «كومرسانت» الروسية: «سأضرب في عشرة الأرقام الرسمية» التي تشير إلى سقوط 192 قتيلاً وأكثر من ألفي جريح. إلا أنها خففت من تقديراتها خلال اجتماع في أوش مع ممثلي المجتمع المدني موضحة أن الحصيلة النهائية ستكون «أكبر بعدة مرات» من الأرقام التي ذكرت. وقالت إن «الأمر ليس إننا نخفي الحقيقة بل إننا لا نملك الأرقام. الناس دفنوا ويدفنون الجثث» من دون إبلاغ السلطات.
ورفضت الانتقادات التي تتهم الحكومة الانتقالية التي وصلت إلى السلطة بعد عصيان أبريل/ نيسان الماضي، بالعجز عن وقف العنف العرقي وعن إدارة الأزمة الإنسانية. وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إنها تعمل «على سيناريو يشمل مليون شخص بينهم 300 ألف لاجئ تضرروا بشكل مباشر أو غير مباشر» بأعمال العنف في قرغيزستان.
وأوضحت أن 700 ألف شخص قد يكونوا نزحوا داخل البلاد و300 ألف قد يكونوا تمكنوا من عبور الحدود. وقالت أوتونباييفا: «اتركوا لنا القليل من الأمل وكفوا عن القول إننا لا نفعل شيئاً».
وكانت الرئيسة الانتقالية دعت روسيا إلى تقديم مساعدة عسكرية بعد اندلاع أعمال العنف. لكن الحكومة الانتقالية قالت بعد ذلك إنها قادرة على إدارة الوضع بمفردها.
العدد 2843 - الجمعة 18 يونيو 2010م الموافق 05 رجب 1431هـ