العدد 2892 - الجمعة 06 أغسطس 2010م الموافق 24 شعبان 1431هـ

بنغلاديش: أكثر من نصف أطفال البلاد يعانون من الفقر

يرى الخبراء أن أكثر من نصف أطفال بنغلاديش يعيشون في فقر ومحرومون من الطعام والخدمات الصحية والمأوى ويفتقرون لفرص الهروب من أوضاعهم هذه. فقد أفاد تقرير حديث لمكتب منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) في بنغلاديش أن 33 مليون طفل دون سن 18 عاماً، أي حوالي 56 بالمائة من مجموع أطفال البلاد، يعيشون حالياً تحت خط الفقر المحدد عالمياً في دولار واحد لكل شخص في اليوم. ويصل مجموع سكان البلاد إلى 140 مليون نسمة، من بينهم 66 مليون طفل، أي حوالي 44 بالمائة من مجموع السكان.

وقد تولى مركز أبحاث التنمية البشرية بتكليف من اليونيسف إعداد هذه الدراسة حول فقر الأطفال والتباين الطبقي في بنغلاديش، وتم إطلاقها في 25 نوفمبر. وقد اقترحت الدراسة تغييراً في تعريف الفقر يقضي بالتحول من القياس المبني فقط على دخل الأسرة إلى قياس الدخل مقترناً بنسبة الحرمان ودرجة الرفاه.

وتحدث أبو البركات، كبير الاستشاريين القائمين على هذه الدراسة والأستاذ المحاضر في علم الاقتصاد في جامعة دكا، عن المنهج المتبع في الدراسة قائلاً: «استعملنا سبعة مؤشرات لقياس مستوى الحرمان الذي يعاني منه الأطفال، وهي المأوى والصرف الصحي والمياه والمعلومات والطعام والتعليم والصحة». وأوضح أن المنهج الجديد يقدم طريقة أكثر شمولية لمعالجة المسألة.

وأظهرت الدراسة أن 64 بالمائة من الأطفال محرومون من الصرف الصحي، و57 بالمائة من التغذية و52 بالمائة من المعلومات، في حين أن 41 بالمائة منهم محرومون من المأوى و16 بالمائة من الرعاية الصحية و8 بالمائة من التعليم.

كما أن نسبة الأسر المنحدرة من السكان الأصليين للبلاد، والتي تعاني من نوع واحد من الحرمان على الأقل، تعتبر جد عالية إذ تصل إلى 93 بالمائة مقارنة بـ 58 بالمائة من الأسر البنغالية التي تشكل الأكثرية.

وتعتبر الأسر المنحدرة من السكان الأصليين أقلية في البلاد ويقدر عددها بحوالي مليوني نسمة، أو 1.5 بالمائة من مجموع سكان البلاد، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.


ندرة الفرص

وأفادت وكيل رئيس جمعية تنظيم الأسرة وعضو في منتدى حقوق الطفل ببنغلاديش نظمى قاسم، أن «أطفال الأسر الفقيرة في بنغلاديش يعانون من صعوبات جمّة نتيجة الحرمان والضعف... كما أنهم يعانون من محدودية آفاق التطور وقلة فرص الهروب من حالة البؤس التي يعيشون فيها».

كما أشارت قاسم، وهي ناشطة كبيرة في مجال حقوق الطفل، إلى أن الفقر المدقع يعتبر أحد العوامل المسببة لتفاقم عمالة الأطفال وتعريضهم لسوء المعاملة والاستغلال.

وجاء في توضيح قاسم أن «الاستقطاب الاجتماعي وارتفاع أسعار الغذاء وتفاوت الدخل وسرعة التمدين وغياب ملكية الأرض والآثار المدمرة للكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير، كلها أسباب ساهمت وتساهم بقوة في تفاقم حالة الفقر في بنغلاديش». وأضافت أن ارتفاع الفقر بين الأطفال يمكن أن يرتبط بشكل مباشر بالمستوى التعليمي لأهاليهم».

وتؤكد اليونيسف هذه الاستنتاجات، حيث يشير تقريرها إلى أن 53 بالمائة من كل الأسر التي يعيلها أشخاص غير متعلمين تعيش تحت خط الفقر في حين أن 19 بالمائة من الأسر التي يعيلها أشخاص حاصلون على مستوى التعليم الثانوي أو أكثر تواجه الفقر. ووفقاً للمنظمة، فإن نقص التغذية العام مركز في 24 بلداً في العالم وأن الدول الخمس التي تترأس القائمة تتمثل في أفغانستان وبنغلاديش والهند ونيبال وباكستان.

وكان تقرير آخر أصدرته اليونيسيف الشهر الماضي قد توصل إلى أن 43 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة في بنغلاديش، أو 7.2 مليون طفل، يعانون من نقص التغذية المزمن.

العدد 2892 - الجمعة 06 أغسطس 2010م الموافق 24 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً