قتل 17 شخصا على الأقل، بينهم عناصر من الشرطة، وأصيب 69 آخرون بجروح أمس في انفجار أربع سيارات مفخخة في بغداد، بحسب ما أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية، بعد أقل من 24 ساعة على تفجير ثلاث سيارات مفخخة بصورة متزامنة في حي الشعلة.
وقال المصدر: إن "17 عراقيا قتلوا بينهم عناصر من الشرطة وأصيب 69 آخرون في انفجار أربع سيارات مفخخة في بغداد في آخر حصيلة تم جمعها من مستشفيات بغداد". وكان المصدر ذاته أشار في وقت سابق إلى مقتل 15 عراقيا وجرح 50 آخرين.
وأضاف أن "السيارات الأربع انفجرت خلال نصف ساعة في منطقة الكرادة وسط بغداد". وكانت السيارة الأولى متوقفة قرب حسينية أبو جمعة الشيعية. أما الثانية فانفجرت بالقرب من "حمام الحجي مهدي" وكان يقود الثالثة انتحاري فجرها بالقرب من دورية للشرطة قرب محطة أبو قلام لتعبئة الوقود. وانفجرت الرابعة بالقرب من حسينية المبارك في المنطقة نفسها لكنها لم تؤد إلى وقوع ضحايا.
وشهد مصور في تلفزيون "رويترز" ما لا يقل عن ثلاث جثث تحمل بعيدا عن مسرح الهجوم على الشرطة وتصاعدت أعمدة الدخان. وشوهدت حافلة محترقة وبركا من الدماء أمام مكتب البريد في الكرادة. ودمرت واجهات المحال وأكشاك بيع الفاكهة كما احترقت الأشجار في الشارع الرئيسي المزدحم عادة واقتلع بعضها. وصب عدد من أهالي الكرادة، تجمعوا قرب مكان انفجار احدى السيارات، غضبهم على الحكومة ووصفوها بالخائنة التي لم تف بوعودها التي قطعتها قبل الانتخابات.
وكانت مصادر أمنية في وزارتي الدفاع والداخلية أشارت في وقت سابق إلى مقتل ما لا يقل عن تسعة من عناصر الشرطة في هجومين بسيارتين مفخختين وسط بغداد.
من جهة ثانية، تعرض حي الكرادة كذلك لهجومين آخرين بقذائف الهاون، أصاب الأول محل "جبار أبو الشربت" لبيع المرطبات والثاني مستشفى الجادرية، كما قال مصدر في وزارة الداخلية. ولم يكن في وسع المصدر تحديد ما إذا كان الهجومان خلفا ضحايا. وسقط أيضا شرطيان بين ثلاثة قتلى في هجوم بسيارة ملغومة في طوز خورماتو شمالي بغداد والقريبة من المنطقة الكردية. وقال أيضا كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية إن انفجارا ألحق أضرارا بسيطة بمركبة عسكرية يابانية قرب مدينة السماوة لكنه لم يسفر عن إصابة أي جنود.
وأعلن الجيش الأميركي انه دمر منزلا في بغداد يعود إلى مجموعة الزرقاوي في اشتباك وقع ليلا. وتحدث مسئول في وزارة الدفاع العراقية عن سقوط سبعة قتلى على الأقل في العملية. في غضون ذلك، أفاد تقرير للحكومة والأمم المتحدة أن أكثر من 300 عراقي قتلوا أو أصيبوا جراء انفجار ألغام أرضية وذخائر غير منفجرة في جنوب العراق منذ أغسطس/ آب .2002
وأفاد بيان لوزارة الدفاع العراقية أن رئيس تحرير صحيفة "السيادة" قتل مع نجله بنيران مسلحين في ضاحية الشعلة أمس الأول. وعثرت الشرطة على أربع جثث لأشخاص مجهولي الهوية جنوبي بغداد فضلا عن اعتقال 20 مشتبها فيه في منطقة "مثلث الموت". إلى ذلك، أعلن الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" روبير مينار أن الصحافية المستقلة آن - صوفي لوموف مراسلة عدة وسائل إعلام في بغداد والتي تواجه قرارا بالطرد من الأراضي العراقية، تعتزم الإقامة في عمان. وطلبت السلطات العراقية من لوموف مغادرة البلاد لأسباب أمنية نظرا إلى المخاطر التي تحيط بعمل الصحافيين الأجانب على أرض العراق.
وفي واشنطن كشف مسئولون النقاب عن تقرير لوكالة المخابرات المركزية "سي. أي. ايه" يقول إن المقاومة العراقية ربما تدرب مسلحين يشكلون خطرا على الولايات المتحدة أكبر من أسامة بن لادن.
كما اعتبر وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الخميس أن الولايات المتحدة ليست في صدد خسارة الحرب في العراق وان الذين يرددون هذه المقولة "مخطئون". وكان السناتور الجمهوري شاك هاغيل اعتبر أن بلاده "تخسر الحرب في العراق" وان إدارة الرئيس جورج بوش "منفصلة عن الواقع". على صعيد متصل، أعلن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أن سورية تريد التعاون مع العراق لمنع تسلل المسلحين إلى أراضيه وأنها على استعداد "لفتح صفحة جديدة" مع هذا البلد. ويعد ذلك ردا على وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس التي قالت في بروكسل أمس الأول: "حان الوقت للدول المجاورة للعراق خصوصا سورية أن تتحمل مسئولياتها"، مشيرة إلى أن هناك "مشكلة حقيقية" عند الحدود العراقية السورية
العدد 1022 - الخميس 23 يونيو 2005م الموافق 16 جمادى الأولى 1426هـ