لا توجد طريقة علمية يمكن اعتمادها لتحديد أفضل الأفلام، ولا يمكن قياس النواحي الفنية أو مستوى الابداع في أي فيلم بمقاييس عددية أو بنسب مئوية. على رغم ذلك، تظهر الكثير من قوائم أفضل الأفلام هنا وهناك، وهي قد تضم أفضل عشرة أفلام أو أفضل مئة فيلم أو غير ذلك. مشرفوها أو مبتكروها قد يكونون مجموعة من النقاد أو حتى من كتاب الأعمدة المختصة أو عشاق الأفلام. من بين كل تلك الأفلام لوحظ تكرار بعض أسماء الأفلام، كاد الجميع أن يمنحوها لقب "الأفضل" في تاريخ السينما الأميركية في القرن العشرين. عدد تلك الأفلام يبلغ المئة ويمكنها ان تشكل قائمة لأفضل مئة فيلم سينمائي.
طبعا لا يمكن الجزم بأفضلية تلك الأفلام وتفوقها على الأفلام في جميع أنحاء العالم والناطقة بجميع اللغات. لكن هذه القائمة تحوي أفضل مئة فيلم قدم في القرن الماضي وناطق باللغة الانجليزية. معظم أفلام القائمة تأتي من هوليوود، بينما يأتي قليل منها من بريطانيا. هذا عدا عن ان القائمة لا تحوي سوى الأفلام الروائية بينما تتجاهل باقي الأصناف مثل الوثائقية أو الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، والأفلام القصيرة.
الأفلام الواردة هي التي حصلت على الاشادات الأكثر والاستحسان الأكبر من النقاد ومن محبي الأفلام والمهتمين في هذا المجال، وهي قبل ذلك أفلام يجب ألا يفوت عشاق الأفلام فرصة الاستمتاع بمشاهدتها، والاطلاع على المادة الفنية الرائعة فيها.
أقدم تلك الأفلام هو فيلم "ولادة أمة" The Birth of A Nation أول فيلم روائي طويل، وهو فيلم صامت عرض في العام .1915 قامت ببطولته الممثلتان ليليان جيش، ومي مارش، فيما أخرجه دي دبليو غريفيث.
هذا الفيلم الذي قدم قصة ملحمية درامية تستعرض بعض أهوال الحرب الأهلية في أميركا، هو تحفة سينمائية ومعلم من معالم سينما هوليوود، وقد شكل انجازا تقنيا كبيرا في مجال السينما، إذ استخدمت فيه بعض تقنيات الأفلام المستخدمة اليوم مثل الفلاش باك، واللقطة المقربة. وعلى رغم محتواه العنصري، وآراؤه التقليدية القديمة النمطية وتمجيده لحركة الكوكلكس، فإن الفيلم يقدم قصة رائعة محورها اسرتين، احداهما تعيش في الشمال والأخرى في الجنوب، تواجهان الحرب الأهلية ثم تعيشان فترة اعادة بناء البلد. عائلة الكاميرون وكبيرها الكولونيل بين كاميرون، وعائلة الستونمان وكبيرها هو السياسي استن ستونمان، تجدان نفسيهما على خط المواجهة حين تبدأ الحرب. الحرب الأهلية تأخذ الكثير من حياة الاسرتين، ثم تأتي فترة اعادة البناء لتقضي على ما تبقى لهما. غريفيث يربط هنا بين نتائج الحرب على حياة الأسرتين مع تشكيل حركة الكوكلكس القومية التي كانت تدعو الى تفضيل البيض على باقي الأعراق، كما كانت معادية للسامية وللكاثوليكية.
الفيلم مبني على روايتي The Clansman و The Leopardصs Spots لكاتبهما ثوماس ديكسون الذي قال ان هدفه من كتابة القصة هو بعث روح الثورة لدى الشماليين بتقديم جزء من التاريخ يمكن ان يحول كل الأميركان الى امة من الديمقراطيين.
حين عرض الفيلم أثار حماس الجمهور وخلق لديهم هوسا بحركة الكلان، وفي أحد عروضه ارتدى الممثلين ملابس المنتمين لحركة الكلان، كما انضم اليهم بعض البهلوانيين، وأعضاء حقيقيين من الكلان الجدد في ذلك الوقت، إذ اجتاز الجميع الشوارع أثناء العرض الرسمي في اتلانتا. بعض الجمهور من الجنوبيين شديدي الحماس صوبوا فوهات مسدساتهم لشاشة العرض واطلقوا الرصاص. ولايزال هذا الفيلم مصدرا لكثير من الأفلام الحديثة اليوم التي تعتمد عليه في اقتباس شكل اعضاء حركة الكلان بأزيائهم البيضاء والصليب المحروق الذي يحملونه، وقد اعتمد الفيلم في تصويره ذاك على تصوير ديكسون المليء بالتفاصيل المعتمد على صورة قديمة للكلان وليس على الكلان الموجودين في تلك الفترة.
ثاني أفلام القائمة، إن اعتمدنا الأقدمية في سرد الأفلام هو فيلم العام 1925 "الازدحام الذهبي" The Gold Rushوهو من بطولة تشارلي شابلن وجورجيا هايل، ومن اخراج تشابلن نفسه. هو من أفلام السينما الصامتة أيضا، وهو فيلم ميللودرامي يحوي مؤثرات بصرية وكثيرا من مشاهد العنف المؤداة ببراعة، ويعد أحد أكثر أفلام شابلن حصولا على اشادة.
شابلن في الفيلم هو محصل ديون يعيش في نهاية القرن التاسع عشر خلال فترة ما يسمى بالغولد راش وهي التي شكلت بدايات حلم الأميركيين بالثراء. البطل الذي يعيش فقرا مدقعا يقع تحت تهديد من زميله في السكن الذي يدمر الجوع كل حواسه فيتصوره دجاجة ضخمة. من ناحية أخرى يهيم هو في حب راقصة تقوم بدورها هيل ويقدم معها عددا من المشاهد الظريفة والرومانسية. تم ترشيحه للحصول على أوسكار العام 1942 كأحسن تسجيل صوتي وأفضل فيلم موسيقي.
تحوي القائمة كثيرا من الأفلام الأخرى أشهرها المواطن كين Citizen Kane "1941" الذي أخرجه وقام ببطولته أورسن ويليس ويعد أعظم انجازات ويليس وأهمها. ويحكي الفيلم قصة صعود الناشر الشهير تشارلز كين الى القمة ثم سقوطه الى الهاوية. كذلك يأتي ذكر اسم فيلم كازابلانكا Casablanca في العام 1943 الذي يحكي قصة علاقة غرامية سرية.
في الخمسينات توجد أفلام مثل All About Eve في العام 1950 الذي يحكي قصة صعود ممثلة مسرح الى القمة لتصبح نجمة سينمائية مشهورة، وكذلك فيلم On the Waterfront الذي عرض في العام 1954 والذي يناقش بعض المشكلات الاقتصادية ومشكلات الفساد التي كانت متفشية في أميركا في فترة الخمسينات.
فترة الستينات اختيرت منها افلام مثل فيلم العام 1962 الشهير لورنس العرب Lawrence of Arabia، وفيلم Guess Whoصs Coming to Dinner الذي عرض في العام 1967 والذي اعيد تقديم فكرته في العام من خلال فيلم Guess Who
أما السبعينات فقد كانت بدايتها بواحد من أعظم ما قدمته السينما الأميركية، والفيلم الذي تألق فيه مارلون براندو والذي ظل أعظم فيلم قدمه على الاطلاق، وهو الجزء الأول من الأب الروحي The Godfather الذي عرض في العام ،1972 ويبرز هذا الفيلم على القائمة اضافة الى جزئيه الثاني والثالث كأفضل كلاسيكيات سينما هوليوود. كذلك يبرز فيلم سائق التاكسي Taxi Driverالذي عرض في العام 1976 والفيلم من اخراج مارتين سكورسيسي ومن بطوله روبرت دونيرو.
أعظم أفلام الثمانينات بحسب هذه القائمة Raging Bull في العام ،1980 وفيلم Raiders of the Lost Ark في العام ،1981 ثم Tootsie في للعام ،1982 وفيلم Amadeus في العام ،1984 وأخيرا Platoon في العام .1986
فترة التسعينات كذلك قدمت بعضا مما عد من بين أفضل مئة فيلم هوليوودي، وأهم تلك الأفلام المحتفى بها الفيلم الشهير قائمة شاندلر Schindlerصs List الذي قدم في العام 1993 والذي يستعرض بعضا مما عاناه اليهود في فترة الحرب العالمية الثانية في بولندا، كذلك يبرز فيلم رقصات مع الذئابDances with Wolves وهو من بطولة واخراج كيفن كوستنر، وصمت الحملان Silence of the Lambs لأنتوني هوبكينز
العدد 1087 - السبت 27 أغسطس 2005م الموافق 22 رجب 1426هـ