قال الإمام الحسين عليه السلام "ما معناه" في خطبته المشهورة يوم التاسع من المحرم سنة 61 هـ: "أيها الناس لم تقاتلونني، أعلى قتيل منكم قتلته، أم على إرث نهبته، أم على سنة غيرتها، أم على بدعة ابتدعتها فيكم؟. .. إلخ". فقال القوم الظالمون: "... إنما نقاتلك بغضا منا لأبيك". وقال آخرون: "نقاتلك من أجل المال وبغضا لجدك". وهذا هو الحاصل من دون تشبيه، ولكن الحوادث وليدة الماضي وتكررت، فأشرار وطواغيت وحثالى الأمس هم أبناء القوم السالفين، فما صدام وأتباعه "التفكيريين" إلا من الأصلاب والأرحام نفسها، فباغضو أهل البيت "عليهم السلام" وعلي وأبناءه وشيعتهم ومحبيهم ومواليهم هم نفسهم.
فما حدث بالأمس في العراق الجريح من قتل للأبرياء وزائري أبناء الرسول وأحفاده وضريح الإمام السابع الإمام موسى الكاظم "ع" هو دليل جلي وناصع على حقد دفين وقديم منذ الأزل.
والسؤال الموجه إلى الحاقدين والتكفيريين: هل يستحق هؤلاء الأبرياء إراقة دمهم الطاهر؟ وهل يستحقون الموت بهذه البشاعة، كونهم من محبي أهل البيت؟ وهل يستحقون المهانة والذل والمطاردة والتشريد في جميع أنحاء العراق والعالم؟ وما ذنبهم الذي اقترفوه سوى أنهم أحبوا الرسول "ص" وآله الأطهار؟! وعجبي وعتابي لهؤلاء الطغمة الفاسدة، فبدلا من أن يكرموا ويحترموا أتباع محمد "ص" يقتلون بأبشع صور القتل والتنكيل، وهذا ما ترفضه جميع الأديان السماوية وترفضه الأعراف الدولية وتكون مقيتة بالنسبة إلى الإنسان الحر السوي. وقد صدق أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين أبوتراب علي بن أبي طالب "ع" في الحادثة المشهورة مع أحد أصحابه "مضمونا": "جاء رجل إلى أمير المؤمنين وقال له: إني أحبك، فقال له أمير المؤمنين: إذا، أبشر بالفقر والقتل والتشريد والمضايقة".
وفي الختام، اتقوا الله وخافوه، واتبعوا قول الرسول الأعظم "ص" يا من تدعون بأنكم من أمة محمد ومن أتباعه وأتباع الصحابة وهم منكم براء، وهل تناسيتم قول الرسول "ص" المشهور: "حرمة دم المسلم أعظم عند الله من الكعبة المشرفة"؟ وقول آخر: "دم المسلم على المسلم حرام". فلا أعتقد أنكم تتبعونه وتقتدون به، والدليل الافعال التي تقومون بها كل يوم.
زهير فردان
العدد 1095 - الأحد 04 سبتمبر 2005م الموافق 30 رجب 1426هـ