تشير احدى إحصائيات مواقع الإنترنت إلى أن المواقع الإلكترونية البحرينية الإسلامية بلغت 324 موقعاً بحسب جرد موقع قرية الجنبية، تتوزع على 33 موقعاً للعلماء، و41 موقعاً للمآتم والمساجد، و60 موقعاً للقرى، و36 موقعاً لساحات الحوار، و38 موقعاً لصناديق ومؤسسات خيرية، و48 موقعاً شخصياً، و24 موقعاً للمؤسسات الحكومية، و13 موقعاً للإعلام والأخبار، و21 موقعاً للرواديد والمنشدين، و10 مواقع سياسية.
والمواقع البحرينية أصبحت مهددة بالاختراق من قبل شبكات للدعارة تقوم بحجب للعناوين الأصلية واستبدالها بعناوين لمواقع إباحية، وتنتشر بصورة مشتركة إذ تظهر فيها صورة فتيات غير عربيات وأسفل هذه الصور مكتوب الاسم والمنطقة والعمر، والغريب أن المتصفح أينما كان في مناطق البحرين تظهر له أن صاحبات هذه الصور من الفتيات غير العربيات هن من قريته والقرى والمدن القريبة منه.
لذلك نسأل: «هل طرقت وزارة الإعلام والجهات الحكومية القطاع الخاص لوضع حل للحد من انتشار مثل هذه المواقع الإباحية على المواقع البحرينية مع العلم أن قطاعاً كبيراً من الوزارات قام بتطوير شبكاته المعلوماتية، وكثيراً من الدول المجاورة التي تزود مواطنيها بخدمة الإنترنت تقوم بشراء برامج حماية وتوزعها لطالب خدمة الإنترنت مقابل مبالغ رمزية.
أين موقع الخلل؟!
في هذه الإطلالة مع بعض المختصين والمتابعين لتقنية المعلومات ولمواقع الإنترنت البحرينية، نستطلع موقع الخلل في انتشار المواقع الإباحية من خلال عملية البحث الإلكتروني الذي يقوم بإيصالك إلى مواقع شبكات دعارة بدلاً من إيصالك للموقع الذي تبحث عنه.
وسط عمله واندماجه في تثبيت أحد المواقع الإلكترونية سألنا معد البرمجة في شركة جاود عادل أحمد أين يكمن الخلل وفي يد من الحل يقول: لابد من إيضاح بسيط وهو أننا عندما نقوم بعملية البحث فإنا ندخل لأي موقع عن طريق «بتلكو» باعتبارها بوابتنا ومزودنا بالخدمة
الحلول التقنية صعبة للأفراد، ولكن هناك حلولاً تكمن في استخدام البرامج الصغيرة والتي تقوم بعملية التجديد اليومي إلى كمبيوترك الخاص وتمنعك من الولوج إلى هذه المواقع الإباحية.
وماذا عن الحلول التقنية سألنا محلل الأنظمة بشركة أمريكان إكسبرس حسين المحرقي يحددها لنا أن هناك برامج خاصة توضع في نظام الكمبيوتر وعلى جهاز الانترنت عبارة عن منظف للإنترنت. وأخيراً تم إدخال هذه البرامج على المواقع المزودة للإنترنت في أميركا، إذ وضعت خصوصاً للطلاب وللجامعات ولكي لا يتمكنوا من الدخول إلى أي موقع إباحي أو مخل للآداب.
وبعد هذا كله، يعتقد أن الحل موجود ولا داعي لوجود لجان جديدة لان «بتلكو» هي بوابة العالم لنا ولديها الكثير من البرامج الحامية.
فيما يعين المشكلة المبرمج في احدى الشركات محمود الأدرج إذ يقول إن عمل الموقع الإلكتروني يطلب منك معلومات شخصية فيما هناك مخترقون يتعاملون مع هذه الشبكات لمواقع الدعارة فيتم من خلال حصولهم على بريدك الإلكتروني أو اسمك على معلومات موقعك الذي دشنته من دون علمك، فلابد أن تكون العملية أكثر دقة في عملية التجديد - والكلام للادرج - وتتم عملية الاختراق عند إضافة أو تجديد اسم للموقع يمكنهم من الحصول على بريدك الإلكتروني واسمك ويتم ربطه بمواقع إباحية ويقومون بتغيير اسمك ورقمك السري وبعدها يقومون بالحصول على بريدك الخاص للحصول على معلومات أدق عن موقعك فيخترق تماماً.
برنامج واحد لتحميل المنتديات
معظم مواقعنا في البحرين - والكلام للأدرج - تستخدم برنامج استضافة واحد لتحميل المنتديات وساحات الحوار عليه وهذا البرنامج بين فترة وأخرى يظهر فيه ثغرات أمنية يستخدمها المتربصون بتغيير محتوى الموقع.
وكمراقب فإن وزارة الإعلام محتاجة إلى كفوئين لمراقبة المواقع الإباحية والتعاون بعد ذلك بالمختصين من «بتلكو» والقطاع الخاص، وباعتبار أن المشكلة أصبحت موجهة للمواقع البحرينية فإن الحل لدى مؤسسات الدولة إذ لا بد وأن تتعاون مع شركات كبرى عالمية لوضع حد لغلق هذه المواقع فإن الشركات المتخصصة لغلق المواقع ولحماية كثيرة ومتطورة.
ويجيب مدير الموارد البشرية في مجموعة الراشد توفيق الرياش على سؤالنا عن نوعية المشكلة إذ يقول ان المشكلة لها وجهان وجه سياسي ووجه أخلاقي الوجه السياسي إن هناك حاجة تكمن في مزود الخدمة الذي يقوم بعملية البحث فإنه عندما يبدأ البحث عن أي شيء يقوم بإيصالي للذي أبحث عنه.
برنامج «الحاجب» للمواقع الإباحية
يتعرف ذلك النظام على أي موقع إباحي من خلال مزود الخدمة قبل أن يلج إليه أحد، ولكنهم غير مبالين لأي شيء في هذا الاتجاه، وكملاحظ فإن الإمارات قامت أخيراً بإعطاء طالب خدمة الإنترنت برنامجاً عبارة عن حاجب لهذه المواقع الإباحية.
وإن شوائب الإنترنت من خلال المواقع الإباحية وشبكات الدعارة تمثل 4 في المئة والباقي مواقع علمية وثقافية ودينية وتخصصية ومواقع شخصية وغيرها.
ومن جانبه، يقول وكيل وزارة الإعلام محمود المحمود في سؤال وجه إليه من «الوسط» عن تشكيل لجنة للمراقبة والحد من انتشار المواقع الإباحية: «هناك تنسيق مع مركز البحرين للانترنت وشركة «بتلكو» بالتعاون مع وزارة الإعلام للحدّ من هذه المواقع المسيئة والمضرة والخادشة للحياء وتم تشكيل لجنة من مركز البحرين للإنترنت و«بتلكو» كجهة تنفيذية لبحث الإجراءات القانونية والتقنية للقيام بإيقاف تلك المواقع.
واقع متصفح المواقع البحرينية
يقول جابر حسن واجهت في تصفحي لمواقع إسلامية نوافذ لمواقع تظهر تلقائياً كإعلانات لفتيات عاريات، وأعتقد إنه ليس هناك وقفة صارمة ضد إغلاقها والحد منها ولكن هناك وقفة صارمة تخص المواقع التي تمس الأمن ولكن الأمور التي تخص المجتمع والأخلاق ليس لها أي تحرك. ويقول جابر أن الحل في إصدار قرارات تحد من انتشار هذه المواقع الإباحية في البحرين.
ونوه لنا الطالب في كلية تقنية المعلومات محمد سامر أن هناك الكثير من هذه المواقع التي واجهتني عند تصفح الإنترنت، وهذه المشاكل تتضح في النوافذ التي تفتح تلقائياً كإعلانات على غالبية المواقع البحرينية الإسلامية، مشيراً إلى أن هذه الشيء متقصد. ويقول إن الحل في تثبيت واستخدام برامج الحماية التي تحد وتمنع هذه المواقع والإعلانات التي تنفتح تلقئياً.
وسألناه هل بإمكان أصحاب هذه الشبكات الإباحية ان يحدد موقع المتصفح الجغرافي؟
نعم بالإمكان فإن البرامج التقنية اليوم تستطيع أن تحدد موضع المتصفح وتستطيع أن تتعرف على الموقع الجغرافي لجهازك،
اما كبرى عبدالنبي فتقول: في حال التصفح اليومي يظهر لي الكثير من الإعلانات والنوافذ لمواقع مرتبطة بمواقع وشبكات إباحية، مما اضطرني لعمل تنظيف ثلات مرات لبرامج الكمبيوتر، وعادة تصفحي لمواقع ساحات الحوار البحرينية ومعظمها إسلامية. منوهة أن الحل في يد بتلكو إذ أنها تممكننا من استخدام الإنترنت. فيما تقول الطالبة في جامعة البحرين زينب عبدالله ليس لدي إنترنت ولكن أستخدمه عادة في وقت الفراغ بمكتبة الجامعة، ولم ألحظ المواقع الإباحية التي تتكلم عنها، ولكن حدث وأن كنت أبحث عن موقع ساحة حوار بحرينية ففتح لي موقع إباحي وأحمد الله أني كنت لوحدي ولم يكن معي أبي أو والدتي لظنوا بي أن أتصفح هذه المواقع، مشيرة أن إغلاق هذه المواقع في يد مزود الخدمة . وقد يكون من المفيد، ونحن نصل الى خاتمة الموضوع، أن ننتظر ما يمكن أن نعتبره تعقيباً من جانب هيئة الإتصالات وكذلك من جانب شركة «بتلكو» لتوضيح النقاط التي ربما تكون غابت في حلقات النقاش الآنف.
نص قرار وزير الإعلام بمنع المواقع المخلة بالآداب
أصدر وزير الإعلام ووزير الدولة للشئون الخارجية محمد عبدالغفار عبدالله قراراً رقم 1 لسنة 2006 يقضي بمنع بث كل موقع إلكتروني ينشر مواداً إباحية أو يخل بالآداب في مملكة البحرين.
ويأتي هذا القرار تنفيداً لما نصت عليه المادة 19 والمادة 20 من المرسوم بقانون رقم 47 لسنة 2002 بشأن تنظيم الصحافة والطباعة والنشر بعد ان لاحظت وزارة الاعلام وجود مواقع كثيرة تحتوي على مواد اباحية مخلة بالآداب والأخلاق تقتضي اتخاذ اجراءات قانونية لمجابهتها والحد من انتشارها.
كما يأتي القرار ليؤكد دور وزارة الاعلام واهتمامها بحماية النشئ من جميع اشكال وصور الاستغلال السيئ لهذه المواقع حتى لا تؤثر سلبا على اخلاقهم وصحتهم النفسية من جهة وتلبية للحاجة المتزايدة لوجود تشريعات خاصة باستخدام شبكة الانترنت تتوافق مع قيم واخلاق المجتمع وعاداته وتقاليده من جهة أخرى.
وجاء في القرار أنه بعد الإطلاع علي المادة (19) والمادة (20) من المرسوم بقانون رقم (47) لسنة 2002 بشأن تنظيم الصحافة والطباعة والنشر، وبناء على عرض وكيل الوزارة، قرر وزير الإعلام ووزير الدولة للشئون الخارجية في المادة (1) ان يمنع من البث في مملكة البحرين كل موقع إلكتروني ينشر مواداً إباحية أو يخل بالآداب، وجاء في المادة (2) «على وكيل الوزارة تنفيذ هذا القرار ويعمل به من تاريخ صدوره»
العدد 1239 - الخميس 26 يناير 2006م الموافق 26 ذي الحجة 1426هـ