العدد 3176 - الأربعاء 18 مايو 2011م الموافق 15 جمادى الآخرة 1432هـ

الأسماء المحلية الخاصة للخمة أوالشفانين البحرية

تيس عامر وثور عامر Eagleray

 

تعرف هذه الشفانين البحرية بأكثر من اسم إنجليزي أشهرها الاسم Eaglerays وترجمته «عقاب البحر» وقد ذكر هذا الاسم الأخير المترجم في كتاب «موسوعة الأسماء الطبيعية» وذكر في الكتاب نفسه من أسمائها العربية المورينة. وذكرت «في موسوعة الأسماك المصورة» باسم «نسر البحار» وهذه ترجمة خاطئة، فالنسر يقال له Vulture أما ترجمة Eagle فهي العقاب. وهذه الأنواع من الشفانين تسبح خلال الماء ـ كما يطير الطائر ـ بواسطة زعانفها الضخمة التي كأنها أجنحة وتقفز أحياناً إلى سطح الماء. ومن أسمائها الإنجليزية أيضاً Bullray أي ثور البحر أو الشفنين الثور، وتسمى أيضاً Cow Ray وتترجم «الشفنين البقري»، وتسمى كذلك Cownose Ray أي الشفنين ذو أنف البقرة، وقد سميت بهذه الأسماء بسبب أنها تتميز برأس واضح ومميز عن الجسد ويشبه لحد ما رأس الثور أو البقرة ومنه جاءت التسميات المحلية الخليجية ثور عامر (البحرين، شرق الجزيرة، الكويت) وثوير عامر (قطر) وتيس عامر (البحرين) وقد ذكرت هذه الأنواع من الشفانين باسم «أبو رويس» في كتاب «الثروة المائية بالدول العربية».

وذكر White في كتابه أسماك الإمارات العربية هذه الشفانين باسم تيس وغرابي. وتسمى في اليمن «تبع»، وفي لسان العرب: التِبع والتبيع الفحل من ولد البقر سمي بذلك لأنه يتبع أمه. ويذكرني الاسم «تبع» بما رواه لي أحد العامة عن سبب تسمية تيس عامر؛ إذ زعم أن هذه الأنواع من الشفانين لها طبع شبيه بالتيس فهي تتبع البحار وتلحق به تماماً كالتيس الذي يطارد الأفراد. ويذكرني هذا بالمثل الشعبي «تيس تبع أمه»


الرعاد Electric Rays

 

تتميز هذه الشفانين بأن لها القدرة على إنتاج الكهرباء بواسطة أعضاء خاصة (elecctric organs) ولهذه الأعضاء القدرة على إطلاق شحنة كهربائية تصل إلى 500 فولت من كتل جيلاتينية تحوي آلاف الخلايا تتراوح بين20 ألفاً و100 ألف خلية على جانبي الجسم مباشرة خلف الرأس وهذه الخلايا يكون الطرف العلوي منها موجباً والطرف السفلى سالباً لذلك فإن التيار الكهربائي للرعاد يمر من الناحية البطنية إلى الظهرية وعندما تثار أو تهاجم فإن الخلايا تصدر الشحنة الكهربائية بنبضة واحدة ثم تعاود شحن الخلايا أثناء ابتعادها من مكان الخطر. وكل من لمس أو وطأ هذه الشفانين صعقته بكهربتها ومنه جاءت التسمية الإنجليزية والتسميات العربية وهي الرعادة والفترة. ويقال رعادة والجمع الرعاد وهي مشهورة بهذا الاسم عند العامة في البحرين ومناطق أخرى من الوطن العربي، وقد ورد ذكر اسم «الرعادة» في معاجم اللغة وكتب الحيوان العربية القديمة، وهي شفانين مشهورة عند أطباء اليونان والعرب؛ إذ ذكرها ابن البيطار في كتابه «ألفاظ الأدوية والأغذية» وذكر من أسمائها العرونة في الأندلس.

«رعاد: جالينوس في 15: هو الحيوان البحري الذي يحدث الخدر، وقد ذكر قوم أنه إن أدني من رأس من يشتكي الصداع سكن صداعه، وإذا أدني من مقعدة من انقلبت مقعدته أصلحها، ولكني قد جربت أنا الأمرين جميعاً فلم أجده يفعلهما ولا واحداً منهما ففكرت أن أدنيه من رأس صاحب الصداع والحيوان حي بعد لأنني ظننت أنه على هذه الحال يكون دواء يسكن الصداع بمنزلة الأدوية الأخر التي تحدر الحمى، فوجدته ينفع ما دام حياً. ديسقوريدوس في الثانية: هو سمكة بحرية مخدرة وإذا وضع على الرأس الذي عرض له الصداع المزمن سكن شدّة وجعه، وإذا احتمل شد المقعدة التي تبرز إلى خارج. بولس: الزيت الذي يطبخ فيه يسكن أوجاع المفاصل الحرّيفة إذا دهنت به. لي: رأيت بساحل مدينتي مالقة من بلاد الأندلس تحرف الجراريف بها وتجعل في البحر فيخرج إليهم سمكة عريضة يسمونها العرونة وهي مفرطحة الشكل لون ظاهرها لون رعاد مصر سواء، وباطنها أبيض وفعلها في تخدير ماسكها كفعل رعاد مصر أو أشد إلا أنها لا تؤكل البتة، ولقد بلغني ممن أثقه أن أقواماً كان بهم جهد ولم يعلموا أمرها فشووها وأكلوها فماتوا كلهم في ساعة واحدة».

ومن الأسماء العربية لهذه الشفانين أيضاً اسم «الفترة» الذي ذكر في «القاموس المحيط» و»تاج العروس» وذكر في «المنجد» برسم «الفتر» وخص بها هذا النوع من الشفانين. ومازالت تسمى هذه الشفانين في الكويت «فترة». وقال معلوف في معجمه إن الأسماء فترة ورعادة تخص أيضاً السلور الكهربي (Electric catfish). وقد سميت فترة لأن كل من مسها أخذته فترة أي تخدر جسده وارتعد. وهذه مشتقة من الارتعاد أي الارتعاش ومنه الاسم رعادة.

وعلى رغم وجود اسمين شائعين وردا في معاجم اللغة؛ إلا أن البعض يسمي هذه الشفانين: شفنين البحر الكهربي وهو مترجم، وذكرها البعلبكي في «المورد» في مادة Torpedo باسم الرعاد الكهربائي، وذكرت باسم «الطربيد» في «الثروة المائية بالدول العربية».


جرجور سيافي أو المنشار Sawfishes

 

المنشار وأبومنشار أو بوسياف هي أسماء لنوع من الشفانين البحرية التي تشبه سمك القرش؛ ما جعل العامة تصنفه على أنه من أسماك القرس ومنه اسمه المحلي «جرجور سيافي». وتتميَّز هذه الأسماك بخطمها الطويل المسطّح الذي يشبه المنشار ومنه جاءت التسميات أبوسيف وسيافة وسيافي وأبومنشار. أما الاسم العربي لهذه الأسماك والتي ورد في المعاجم اللغوية فهو الاسم «منشار» وقد ذكر هذا الاسم القزويني في كتابه «عجائب المخلوقات» والدميري في «حياة الحيوان» ونقل عنهما أمين معلوف.


هريري أو قيثارة البحر Guitarfishes

 

ذكر أمين معلوف اسم هذه الأسماك «قيثارة البحر» وهو مترجم عن الإنجليزية؛ إذ تتميز هذه الأسماك بشكلها الذي يشبه القيثارة إذا نظرت لها من أعلى. وذكر أمين معلوف في معجمه من أسماء هذه الأسماك باللغة الإنجليزية الاسم Halavi Ray أي «الشفنين الحلاوي» وهو مأخوذ من الاسم العربي الذي ذكره فورسكال وهو حلاوي و الذي أصبح أحد الأسماء النوعية لأحد الأنواع وهو Rhinobatus halavi، وقد ذكرت هذه العائلة في كتاب «الثروة المائية بالدول العربية» باسمي عائلة الحلواني وربما سمي بذلك لطيب لحمه. أما الاسم المحلي الخليجي المشهور لهذه الأسماك فهو «هريري»، وربما يكون هذا الاسم تحريف للاسم العربي «هرهير» الذي ذكر في القاموس المحيط وجاء عنه في حياة الحيوان للدميري:

«نوع من السمك، وقال المبرد: إنه مركب من السلحفاة، ومن أسود سالح، قال: وهو من أخبث الحيات، ينام ستة أشهر ثم لا يسلم سليمه انتهى. والظاهر أنه مشترك بين الحية والسمك»

وفي المياه الإقليمية لمملكة البحرين يوجد نوعان من هذه الأسماك ويشتهر النوع الأول في الخليج باسم «هريري» وهو Rhina ancylostoma أما النوع الآخر المسمى Rhina djiddensis فيعرف في البحرين بالأسماء: هريري وسوس وجرجور وحري، ويسمى فـي الكويت بلندو، وذكره White في كتاب أسماك الإمارات بالأسماء: سوس ونوام وبياضه ورقيلي. وقد سمي نوام لأنه يوجد ملتصق بالقاع في الأماكن الطينية والرملية، وهو بذلك يشبه السمك المسمى بالمحلية الوحر (Flathead) وهو مقارب له في الشكل. ومنه جاءت التسمية جرجور وحري. وسمي بالجرجور لأنه مشابه لها لكنه لا ينتمي إلى مجموعة القروش أي الجراجير

العدد 3176 - الأربعاء 18 مايو 2011م الموافق 15 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً