يخطط المسئولون الأفارقة حالياً لإنشاء منطقة تجارة حرة ثلاثية الأطراف عبر القارة، من جنوب إفريقيا إلى مصر، تشمل 26 دولة يبلغ مجموع سكانها 800 مليون نسمة، وناتجها المحلي الإجمالي نحو تريليون دولار.
ومن المقدّر أن تشارك في هذه الخطة المجموعات الإقليمية الثلاث القائمة وهي: جماعة جنوب إفريقيا الإنمائية (سادك)، وجماعة شرق إفريقيا (إياك) والسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (كوميسا).
وتهدف المبادرة إلى تعزيز التكامل الإقليمي، وعلى المدى الطويل خلق تكتل تجاري موحد في إفريقيا للتنافس مع الأسواق الأخرى في أوروبا وآسيا والأميركتين.
ولكن كيف سيؤثر ذلك على العلاقات التجارية الحالية في إفريقيا، وخصوصاً على تنامي الصلات فيما بين بلدان الجنوب، بين الدول الإفريقية والاقتصادات الصاعدة مثل الصين والبرازيل؟
فقد زادت صادرات جنوب إفريقيا إلى دول مجموعة «بريك» (البرازيل وروسيا والهند والصين)، بمعدّل أربعة أضعاف بين عامي 2006 و 2010، في حين ارتفعت وارداتها منها بمعدّل الضعف؛ ما يشير إلى نمو قوي للتبادل التجاري، على رغم خلل الميزان التجاري بينها.
وأعرب وزير التجارة والصناعة في جنوب إفريقيا، روب ديفيز، عن قناعته بأن تشكيل منطقة التجارة الحرة الثلاثية هذه (T- FTA) سيحسّن نوعية مشاركة القارة مع الشركاء الآخرين في الأسواق الصاعدة.
وأفاد في مقابلة مع وكالة إنتر بريس سيرفس، أن ردَّ فعل مجموعة «بريك» التي تضم حالياً جنوب إفريقيا أيضاً، جاء إيجابياً لنشأة مفهوم إفريقيا متحدة اقتصادياً أكثر.
وأضاف، أن العمل معاً ككتلة واحدة تأوي 600 مليون نسمة ويبلغ مجموع ناتجها المحلي الإجمالي ما يقرب من تريليون دولار، سيجعل هذا الهدف أكثر قابلية للتحقيق.
ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الاتفاقية قد تستغرق عشر سنوات على الأقل، لتدخل حيز التشغيل. لكن فريمانتل يعتقد بأن جوانب في مثل هذه الاتفاقية، كتعزيز التكامل بين الأسواق وتحسين البنية الأساسية الإقليمية، ستساعد البلدان الإفريقية على المدى الطويل على تمتين قدرتها على المنافسة، ولاسيما في قطاع الصناعات التحويلية.
لويز ريدفيرز
وكالة إنتر بريس سيرفس
العدد 3309 - الأربعاء 28 سبتمبر 2011م الموافق 29 شوال 1432هـ