العدد 3335 - الإثنين 24 أكتوبر 2011م الموافق 26 ذي القعدة 1432هـ

الانتخابات التونسية: «الإسلاميون» يعلنون فوزهم و«العلمانيون» يقرون بالهزيمة

عملية فرز الأصوات في الانتخابات التونسية
عملية فرز الأصوات في الانتخابات التونسية

أعلنت حركة النهضة الإسلامية التونسية أمس الإثنين (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) أنها حصلت على أكثر من 30 في المئة من الأصوات في انتخابات المجلس التأسيسي التي أجريت أمس الأول (الأحد) في تونس.

من جانبه، أقر الحزب التقدمي الديمقراطي - وهو حزب علماني - بالهزيمة بعد إعلان النتائج غير الرسمية للانتخابات. وقال بيان للحزب إن الحزب التقدمي الديمقراطي يحترم اللعبة الديمقراطية وإن الشعب منح ثقته لمن اعتبرهم أهلاً لهذه الثقة. وأضاف البيان أن الحزب يهنئ الفائز وأنه سيكون في صفوف المعارضة.


على إثر بدء فرز الأصوات في مهد «الربيع العربي»

نتائج غير رسمية للانتخابات التونسية ترجح تقدم الإسلاميين

تونس - رويترز

قال إسلاميون تونسيون أمس الإثنين (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) إن «حزبهم يتقدم فيما يبدو» على باقي الأحزاب المنافسة في أول انتخابات حرة في تونس منذ الاحتجاجات التي تفجرت في أوائل العام وأطلقت شرارة انتفاضات الربيع العربي.

وتشير معظم التوقعات إلى أن حزب النهضة الإسلامي سيخرج بأكبر نصيب من الأصوات وهي نتيجة تثير قلق العلمانيين وقد تتكرر في دول عربية اخرى عندما تجري انتخابات خاصة بها خلال فترة ما بعد الربيع العربي. وأذاعت الاذاعة التونسية أرقاماً حصلت عليها من بعض الأحياء في باجة أظهرت أن النهضة متقدم، وقالت الإذاعة إن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وهو حزب يسار وسط حقق أيضاً نتائج طيبة. وقال حزب النهضة إن الإحصاء الخاص الذي قام به يشير إلى نفس الشيء.

ويسمح لممثلي الأحزاب بالتواجد خلال عملية الفرز. وقال مسئول من حزب النهضة «النتائج جيدة جداً بالنسبة للنهضة. لا نريد أن نعطي تفاصيل لكن من الواضح أن النهضة حققت مستوى نجاح يضاهي في بعض الحالات نتائج الانتخابات في الخارج». وذكر حزب النهضة نقلاً عن محصلة غير رسمية خاصة به للأصوات التي أدلى بها العدد الكبير من التونسيين الذين يعيشون في الخارج أن المؤشرات تشير إلى أنه فاز بنصف عدد أصوات الناخبين في الخارج.

وقام التونسيون في الخارج بالادلاء باصواتهم قبل أيام من الانتخابات التي جرت الأحد في تونس. وقال عبد الحميد الجلاصي مدير الحملة الانتخابية لحزب النهضة أمام تجمع لموظفي الحزب إن النهضة كان الأول على الإطلاق في كل مراكز الاقتراع الخارجية.

واضاف أن الحزب حصل على أكثر من 50 في المئة. وتجاوزت نسبة الإقبال على التصويت لانتخاب مجلس يستمر عاماً ويضع دستوراً جديداً للبلاد 90 في المئة في علامة على تصميم التونسيين على ممارسة حقوقهم الديمقراطية الجديدة بعد عقود من القمع.

وقال مسئولو الانتخابات إنه مع فرز هذا العدد الكبير غير المتوقع من بطاقات الانتخاب من المحتمل ألا يتم إعلان النتائج قبل الاثنين وحتى بعد ذلك.

وقال سمير بن عمر من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية إن حزبه يأمل أن يجيء في المركز الثاني وهو ما قد يوجه ضربة للحزب الديمقراطي التقدمي. وأعلن الحزب الديمقراطي التقدمي وهو من الأحزاب الرئيسية معارضته لتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب النهضة. وحلت السلطات حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي تزعمه الرئيس السابق زين العابدين بن علي ولم تحل محله جماعة سياسية تمثل بوضوح أنصار النظام السابق.

وقال بن عمر إنه طبقاً للاحصاءات الواردة من شتى أنحاء البلاد جاء حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في المرتبة الثانية بعد النهضة على مستوى تونس. وذكرت الإذاعة الرسمية أن عمليات الفرز التي لم تكتمل في مدينتي صفاقس والكاف أظهرت تقدم حزب النهضة الإسلامي. وجاء حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في المركز الثاني في صفاقس وجاء حزب التكتل وهو جماعة اشتراكية اخرى في المركز الثاني في الكاف.

والمجلس المؤلف من 217 عضواً والذي يقوم التونسيون بانتخابه سيتولى إلى جانب صياغة دستور جديد اختيار حكومة مؤقتة جديدة ويحدد مواعيد الانتخابات البرلمانية والرئاسية. ويقول دبلوماسيون غربيون إن من غير المحتمل أن يفوز حزب النهضة بأغلبية المقاعد في المجلس بمفرده مما يجبره على تكوين تحالفات مع أحزاب علمانية ومن ثم تخفيف نفوذه.

ويقول راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الذي أمضى 22 عاماً منفياً في لندن إن حزبه ينتمي للإسلام الوسطي مثل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يتزعم حزب العدالة والتنمية.

ويقول إن حزبه سيحترم حقوق المرأة ولن يحاول فرض قواعد أخلاقية شخصية على التونسيين.

ولكن احتمال فوزه بنصيب من السلطة مازال يجعل بعض الأشخاص يشعرون بعدم ارتياح في تونس. وتونس لها تقاليد علمانية ترجع إلى الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة أول رئيس لها بعد الاستقلال عن فرنسا الذي كان يعلن نفوره من الحجاب. وعندما خرج الغنوشي من مركز الاقتراع الذي أدلى فيه بصوته صاح بضعة علمانيين في وجهه «ارحل .. ارحل» ووصفوه بالإرهابي والقاتل وطلبوا منه العودة إلى لندن.

وفي أنحاء تونس امتدت صفوف لمئات الأمتار خارج مراكز الاقتراع من الصباح الباكر ليدلي المواطنون بأصواتهم في انتخابات قد تضع معياراً لدول الشرق الأوسط الأخرى التي تشهد انتفاضات الربيع العربي.


ماذا قال السياسيون عن الانتخابات التونسية

واشنطن، جنيف - د ب أ، أ ف ب

تباينت ردود الفعل كثيراً للانتخابات التونسية، فقد وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الانتخابات التي شهدتها تونس الأحد بأنها خطوة مهمة للأمام. وقدم أوباما في بيان أصدره المكتب الصحافي للبيت الأبيض تهانيه لملايين التونسيين الذي أدولوا بأصواتهم في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها البلاد التي غيرت مسارالتاريخ وأطلقت الربيع العربي. وأضاف أنه مثلما احتج التونسيون سلمياً في الشوارع والميادين للمطالبة بحقوقهم، فإنهم اصطفوا للادلاء بأصواتهم لتقرير مصيرهم.

أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فقد هنأ تونس على «الطريقة السلمية والمنظمة» التي جرت فيها الانتخابات التاريخية للمجلس الوطني التأسيسي، كما جاء في بيان نشره الناطق باسمه في جنيف.

وقال بان كي مون في البيان إن «هذه الانتخابات التاريخية تشكل مرحلة مهمة في العملية الانتقالية الديموقراطية في تونس وتقدماً كبيراً في عملية الانتقال الديموقراطي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط عموماً».

وأضاف بان كي مون أن «مشاركة نساء وشبان تعتبر أمراً مهماً بالنسبة لضمان نجاح العملية الانتقالية»، مؤكداً أن تونس سيمكنها «على الدوام الاعتماد على الدعم الكامل للأمم المتحدة في إقامة مستقبل افضل وديموقراطي لأنفسهم وللأجيال المقبلة».

أما وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه فأعلن أن فرنسا ترحب «بحسن سير أول انتخابات حرة» جرت في تونس.

وقال الوزير في بيان إن «فرنسا ترحب بحسن سير أول انتخابات حرة في تونس حيث فتحت الثورة الطريق إلى الربيع العربي وبذلك تؤكد تونس دورها الريادي».

وتابع أن «هذه الانتخابات التاريخية اتسمت بحماسة الناخبين الديمقراطية الذين اثبتوا تعبئتهم وتمسكهم بمسئولية المواطنة».


التونسيون يصوتون في بلدة مفجر شرارة «الربيع العربي» سيدي بوزيد

سيدي بوزيد (تونس) - رويترز

في البلدة التي انطلقت منها شرارة انتفاضات «الربيع العربي» اصطف التونسيون أمام مراكز الاقتراع للمشاركة في الانتخابات التي ما كانت لتجرى على الأرجح لولا تصرف أحد أبنائها بدافع من اليأس العام الماضي.

لقد أشعل محمد البوعزيزي النار في نفسه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي؛ احتجاجاً على عجرفة وفساد الدولة البوليسية التي حرمته هو ومعظم أبناء الشعب التونسي من حقوقهم السياسية والاقتصادية. انتابت حالة من اليأس الشاب الجامعي العاطل بسبب مصادرة الشرطة للعربة التي يبيع عليها الخضر والفاكهة لأنها غير مرخصة. وتوفي البوعزيزي متأثراً بجراحه بعد ذلك بأسبوعين لكن الانتفاضة التي أوقد رحيله شرارتها أدت إلى فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي حكم البلاد 23 عاماً إلى السعودية في 14 يناير/ كانون الثاني.

وأدلى الناخبون التونسيون بأصواتهم في انتخابات المجلس التأسيسي الذي سيضع دستوراً جديداً ويشكل حكومة مؤقتة فيما يمثل حقبة جديدة قد تحدد المعايير للدول العربية الأخرى التي طالب المحتجون فيها بالتغيير ولحكومات سارعت إلى تطبيق إصلاحات؛ تفادياً لاندلاع اضطرابات في الشوارع. وقام مسؤولو الانتخابات بتونس بفرز الأصواتأمس الإثنين (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2011). وقال مكرم سليماني وهو مزارع أمام مبنى البلدية الذي أحرق البوعزيزي نفسه عنده في مستهل الربيع العربي الذي هبت نسماته على دول كثيرة: «إنه الرمز وهو السبب في الثورة». وأضاف «لم ينوِ إحراق نفسه حتى الموت. لكنه ضحى بنفسه من أجل شيء في نهاية المطاف. كان القدر والناس كانوا ضاقوا ذرعاً». كانت سيدي بوزيد نقطة انطلاق مثالية لعام من الثورات أطيح خلاله بالرئيس المصري حسني مبارك في فبراير/ شباط والزعيم الليبي معمر القذافي في أغسطس/ آب فيما لايزال الرئيس السوري بشار الأسد واليمني علي عبد الله صالح يقاومان احتجاجات شعبية للاستمرار في الحكم. وسيدي بوزيد بلدة إقليمية منسية في حزام شبه قاحل لا يطل على الساحل التونسي وهي تبين الفجوة في توزيع الموارد في البلاد التي تبدو على عاصمتها ومدنها الساحلية في الشمال مظاهر واضحة للثروة والاستهلاك.

ويتطلع التونسيون إلى تحسن الاقتصاد الذي تباطأ في أعقاب الثورة. وعلى الرغم من أن سيدي بوزيد لاتزال محبطة وتعاني من ارتفاع معدل البطالة فإن السكان يقولون إنه لا خيار سوى المشاركة في بناء المستقبل. ويقضى جعفر العفي (23 عاما) -الذي يساعد والده في متجر الخضر والفاكهة الذي يملكه لأنه عاطل عن العمل- نهاره على مقهى يتجمع فيه الشبان العاطلون. وتذكر كيف كانت الشرطة تتعامل مع المواطنين في عهد بن علي - وهو وزير داخلية سابق أطاح بالرئيس التونسي السابق، الحبيب بورقيبة في انقلاب ابيض-. ويقول العفي إن المشاركة وحدها هي التي ستحقق التغيير. وقال: «الأغلبية ستصوت لأنها تريد أن يجد الناس حلولاً» وكان ينوي الإدلاء بصوته في وقت لاحق أمس. وأضاف «الزاوية الاقتصادية هي الأهم. يجب أن يكون هناك المزيد من التوازن بين الشمال والجنوب. قبل ذلك كنت إذا أخبرت أحداً من سوسة أنك من سيدي بوزيد كان سيسألك أين؟».

فيما، لاتزال الكتابات على الجدران التي ترجع إلى أيام الثورة والأشهر التي تلتها منتشرة في البلدة بالعربية والإنجليزية والفرنسية مثل «دافع عن حقك» أو «ارفع رأسك عالياً يا تونسي الكل فخورون بك».

أما عائلة البوعزيزي، فقد تركت البلدة. وصرف لهم بن علي 20 ألف دينار تونسي (14 ألف دولار) في محاولة يائسة لتهدئة الاضطرابات، فتركوا المنزل المكون من طابق واحد بأحد أحياء سيدي بوزيد الفقيرة حيث كان أفراد الأسرة ينامون على حشيات على الأرض وانتقلوا إلى فيلا في ضاحية المرسى الراقية بالعاصمة. وقالت منوبية والدة البوعزيزي في مقابلة مع «رويترز» عشية الانتخابات التاريخية «هذه الانتخابات لحظة انتصار لروح ابني الذي مات دفاعاً عن الكرامة والحرية ووقوفاً في وجه الظلم والاستبداد». وأضافت «كل هذا لم يكن ليكون لو لم يثر ابني ضد القمع والتهميش والإهانة».

وتابعت وقد أغروقت عيناها بالدموع «ما أتمناه هو أن يحافظوا على أمانة ابني وأن يفكر من سيحكم البلاد في مصير الفقراء والمهمشين في المناطق الداخلية للبلاد»

العدد 3335 - الإثنين 24 أكتوبر 2011م الموافق 26 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:02 ص

      قال الساده

      انها صحوة إسلامية

      وليصمت كل صوت نشاز

    • زائر 2 | 2:48 ص

      البوعزيزي

      محمد البوعزيزي رحمه الله مفجر الربيع العربي وغيره من الشهداء الابرار الذين قدموا دمائهم وارواحهم رخيصه لرفع كلمة الله اكبر ورفع اسم الاسلام ونحن في عصر عز الاسلام بعد تخاذل الحكام العرب وجعل الاسلام منه اسمه فقط .
      ويل لحكام العرب من شر اقترب .

    • زائر 1 | 1:15 ص

      الله أكبر

      البقاء للإسلام

اقرأ ايضاً