العدد 1427 - الأربعاء 02 أغسطس 2006م الموافق 07 رجب 1427هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

الحرب العدوانية على لبنان... كلمات لا بد منها

وقد كشفت المواجهة المفتوحة في لبنان عن مدى ما يعيشه النظام العربي من ضعف وعجز، الذي هو معروف أساساً. كما تكشفت هذه المرة حقائق خطيرة كان يتستر عليها النظام العربي. وعلى كل حال، فقد أثيرت على الساحة السياسية والشعبية عدة اسئلة، وتبلورت مجموعة من الحقائق وطفحت على الساحة مجموعة من المغالطات والتناقضات.

من هنا أجد من الضروري الوقوف بتأن وموضوعية عند بعض تفاعلات هذه القضية وافرازاتها، من أجل وضع الأمور في سياقها الصحيح، والمساهمة في رفع التشويش النظري والتردد العملي، الذي يراد له أن يكون حاكماً في ساحتنا العربية والإسلامية. وذلك عبر الكلمات الآتية:

الكلمة الأولى: يثار أمام عملية المقاومة أنها مغامرة غير محسوبة. والذي ينبغي أن يقال في جواب هذه الإثارة أمران: الأول: من هو الذي من حقه أن يقدر الظروف المناسبة ويدرس آثار العملية ونتائجها؟. هل هو المقاومة التي تلامس الواقع وتعرف تفاصيله، وتواكب التغيرات الإقليمية والعالمية بدقة، وتتوافر على الإخلاص الكبير والحرص الشديد على مصالح الوطن والأمة؟ أم غيرها ممن لا يتوافر على شيء من هذه المواصفات، أو لا أقل بعضها؟. الثاني: ما هي المقاييس والأسس التي على أساسها يحدد كون هذه العملية أو تلك مدروسة ومحسوبة أو ليست كذلك؟ هل هو الخضوع للشرائط التي تفرضها القوى الكبرى في المنطقة؟. هل هو الاستسلام للواقع المرير الذي يراد للأمة أن تتقبله وتنسجم معه؟. هل هو الدخول في الدهاليز المظلمة لمشروعات التسوية التي اعترف حديثاً أمين عام الجامعة العربية أنها جميعها فاشلة؟. هل هو التوسل بالأمم المتحدة ومجلس الأمن لحل قضايانا، ونحن نعلم مسبقاً أن هذه الجهات مجرد أدوات في يد أميركا والقوى الكبرى الظالمة؟. ثم يا ترى ماذا قدمت (المواقف المحسوبة) للأنظمة العربية خلال 50 سنة من عمر القضية الفلسطينية؟.

في الحقيقة نحن لا نعارض أن تكون المواقف مدروسة ومحسوبة، ولكن ما هي قواعد الحساب التي علينا أن نتحرك ضمنها؟. لا يشك أحد أن قواعد الأنظمة السياسية تختلف عن قواعد الشعوب وقواعد حركات المقاومة. وأثبتت الوقائع التاريخية فشل حسابات الأنظمة، ونجاح خيارات الشعوب والمقاومة.

وعملية حزب الله حق طبيعي يدخل في إطار المقاومة المشروعة التي تسعى لاستكمال النصر والتحرير الذي حصل في العام 2000، بتحرير الأسرى، وكذلك مزارع شبعا، وتأمين الحدود اللبنانية من أي اختراق أو اعتداء اسرائيلي من خلال استراتيجية دفاع قوية. حينها فقط يمكن أن يقال ان مهمة المقاومة قد تمت.

وهي عملية مدروسة ومحسوبة بدقة، خصوصاً مع اقترانها بعملية «الوهم المتبدد» التي وقعت في غزة، فإن العمليتين لو قوبلتا بدعم عربي، واستثمرتا في اتجاه الضغط على «إسرائيل» للدخول في عملية تبادل للأسرى شاملة، لأعطتا نتائج مهمة. ولكن ماذا يعمل المجاهدون مع حسابات الأنظمة التي لا نهاية لها، وتخاذلهم الذي لا يقف عند حد؟!.

الكلمة الثانية: إن التفكير في تقديم اللوم لحزب الله على عملياته الجزئية، وتحميله مسئولية الحرب العدوانية الشاملة على لبنان، خطأ فاضح، لأن العملية الجزئية المحدودة لا تبرر بوجه العدوان الشامل، ولا تصلح أن تكون سبباً له. والتدرع بالعملية المذكورة للهجوم الشامل على لبنان، وإدخال هذا الهجوم الشامل تحت مقولة الدفاع عن النفس، أو الرد على فعل المقاومة، ليس مقبولاً عند جميع العقلاء. فالحرب الإسرائيلية على لبنان إذاً عدوان سافر غير مبرر في جميع الأعراف والقوانين. وعلى هذا فترديد (اللوم لحزب الله وتحميله المسئولية) في وسائل الإعلام من قبل بعض القيادات السياسية في النظام العربي يمثل خطيئة كبرى، لأنه تبرير للغطرسة والطغيان الإسرائيليين، وتفهم - غير مقبول - لعدوانها على لبنان.

الكلمة الثالثة: يردد البعض: ان قرار الحرب في أي بلد لا بد أن يكون بيد حكومتها، لا بيد أي جهة أخرى مهما كانت هذه الجهة. وهذا الكلام سليم جداً. ولكنا السؤال والكلمة التي ينبغي أن تقال هنا؛ من الذي قرر الحرب الفعلية، هل حزب الله هو الذي قرر الحرب مع (إسرائيل)، أو أن الحرب فرضت على لبنان حكومة وشعباً ومقاومة؟. من الواضح أن (إسرائيل) هي التي قررت الحرب وفرضتها، ولم يبق أمام المجاهدين إلا الدفاع والمقاومة. والقيام بعملية مقاومة محدودة، لا يعني إعلاناً للحرب كما هو واضح. فترديد المقولة المتقدمة يمثل ظلماً للبنان ومقاومته، ويمثل تبريراً للعدوان الإسرائيلي.

الكلمة الرابعة: يحاول البعض تحييد الشعوب والأمة تجاه قضاياها المصيرية، وذلك من خلال تقديم صورة مشوهة للصراع المقدس مع «إسرائيل» وكأنه صراع بين إيران و«إسرائيل» على مصالح خاصة، أو صراع بين حزب له أجندة غير وطنية (حزب الله) مع «إسرائيل»، أو أنه صراع بين حركات خارجة عن الإجماع العربي (حماس و...) مع «إسرائيل». وهكذا يراد للصراع أن يحجم لكي يسهل للأنظمة التملص من مسئولياتها، ويسهل للقوى الكبرى تمرير مخططاتها في ظل الانقسام والتردد في الأمة.

والكلمة التي لا بد أن تقال؛ هي أن الصراع مع «إسرائيل» وأميركا هو صراع حضاري مقدس، وهو مسئولية الأمة كل الأمة. وما يروج غير ذلك فهو غطاء سياسي لتبرير خذلان المتخاذلين، وتمرير مخططات المستكبرين.

الكلمة الخامسة: «إسرائيل» بحماقتها وغبائها لم تحصر المواجهة مع حزب الله، وإنما أرادتها حرباً شاملة ومواجهة مفتوحة مع لبنان والأمة جمعاء. ومن الواضح أن مقاييس النصر والهزيمة أصبحت أكثر تعقيداً، بل أصبح من المحتم انتصار لبنان ومقاومته والأمة التي وراءه، لأن الشعوب والأمم لا تنهزم ولا تنكسر. والمقاومة التي تمثل إرادة الأمة وكرامتها، والأمة التي تحتضن المقاومة، لا يمكن أن تنهزم، مهما تساقط الشهداء وانتشر الدمار في ربوعها، فإنها منتصرة حتماً جزماً إن شاء الله. قال تعالى: إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم (محمد:7).

والله خير ناصر ومعين

السيد مجيد المشعل


المهزومون بلا معركة!

لن تفيد معهم المعطيات ولن تنفعهم حادثات التأريخ... ولن تحركهم وعود السماء.

هؤلاء جاهزون للهزيمة من أول يوم... ما داموا لا يرون أبعد من أنوفهم... فهم غير قادرين على تذوق معاني الصبر الجميل، ولم يعتادوا على تحمل بعض ألم.

هؤلاء تراهن عليهم آلة التضليل الإعلامية... فهم وقودها بلا منازع... ونفوسهم المنكسرة مطيتها بلا خجل.

هؤلاء لا نتهمهم بسوء نية أو منقلب... إنما هم لما يسمعوا وعدا صادقا... يريدون نصرا الآن الآن... ولا شيء غير الآن... وإلا فهم يائسون محبطون... لا ينفع معهم تذكير ولا يجدي تنفير... ولا استفزاز على الثبات.

نواياهم حسنة... ولا نتهمهم بأكثر... بيد أن حسن نيتهم فاق الحد الآمن... حتى أوقعهم بحال من الضعف لا يقوون معه على الوقوف أياماً قلائل ليروا ما سيحدث.

هم لم يتلقوا قنبلة عنقودية على رؤوسهم... ولم تسقط بيوتهم على عوائلهم وأطفالهم . ولم يسمعوا أمهاتهم وزوجاتهم يئنون تحت الأنقاض... ولم يبحثوا عن لقمة ضائعة يسدون بها ألم جوع... ولم يفقدوا الراحة يوماً... وكل حياتهم راحة... ومع ذلك هم ليسوا مستعدين أن يتلقوا (وعودا صادقة) لا تتحقق بحسب حساباتهم الخاصة... فأقصى ما تتحمله نفسهم من الوعد... ساعة... لا أكثر.

لا تهزهم تلك السيدة الجنوبية التي فقدت كل مقومات الحياة وهي تنادي (نصرالله) بكل فخر وترجوه من بين أنقاض بلدتها وأشلاء أهلها أن يهديها عباءته التي تصبب فيها جهادا... وتفجر خلالها ثورة... ففاحت منها رائحة كرامة.

هي ترجوه أن يهديها إياها كي تحظى بتمريغ نفسها بها... وكي تورثها لأولادها كي لا ينسوا معركة الشرف ولا يفقدوا يوما معنى الكرامة.

هم متوافرون دائما... مستعدون لليأس على طول الخط... والأدهى أن عدواهم ينشرونها... بلا استحياء... وإذا حاول أحد أن يجاهدهم بالصبر... وبالتاريخ... جاهدوه... عل قطيعهم يزيد رقما آخر.

زهير إبراهيم


«قانا جرح لا يندمل»

كم هو فظيع ذلك المنظر، منظر اطفال مزقت أجسادهم وقطعت أوصالهم ودفنوا تحت الأنقاض بصواريخ الحقد الاسرائيلية ومباركة أميركية وتخاذل من المجتمع الدولي وغطاء من الأنظمة العربية لقد هالني ذلك الخبر المفجع والمحزن الكئيب أطفال في عمر الزهور كانوا يحلمون بحياة ملؤها الفرح واللعب وفجأة ومن دون سابق إنذار تحول ذلك الحلم الجميل إلى كابوس فظيع ومريع عندما نزلت صواريخ الحقد الصهيونية على رؤوس أطفال ونساء وشيوخ لتجعلهم ركاماً وتطحن أجسادهم الضعيفة وتسرق بسمة من فم طفلة وطفل بريئين كانا نائمين يحلمان بعالم جميل خالٍ من الحروب والنزاعات لكنهم لم يحلموا أن ذلك الحلم الوردي تحول إلى مجزرة يندى لها الجبين لتوقظ العالم من سبات عميق يغط فيه، لكن هذه الدماء الزكية التي سالت وروت الأرض ستزيد من الصمود والوقوف في وجه العدو الصهيوني المتغطرس، وستريه أن هزيمته قادمة لا محالة والنصر آتٍ آتٍ.


حكايات من المريخ... المديرون الناجحون (4)

العدد 1427 - الأربعاء 02 أغسطس 2006م الموافق 07 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً