وكما لدى الأدب العربي المنظوم عروضه وميزانه الشعري به يعرف وزن البيت وبحره، كذلك للأدب الفارسي المنظوم عروضه وهي مأخوذة من الأدب العربي ورائده الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى سنة 175هـ، ويعتبر شمس الدين محمد بين قيس الرازي المتوفى سنة 628هـ هو خليل الفرس في الدوائر العروضية القديمة، وقد أوصل الكرباسي الدوائر العروضية في الأدب الفارسي إلى 42 دائرة تضم 110 بحراً على غرار التفاعيل الخليلية وقد مثَّل لكل بحر ببيت من الشعر الفارسي من نظمه، وبخاصة في البحور التي ليس لها أمثلة في الأدب الفارسي.
لا يخلو إصدار من مجلدات دائرة المعارف الحسينية من مقدمة أو تقريض لعلم من أعلام الإنسانية، وهذه المرة جاءت من سورية وبقلم الأديب البروفيسور أسعد علي وهو يقرَّض للجزء الأول من المدخل إلى الشعر الفارسي، فيكتب بأسلوبه الأدبي المتشبع عرفاناً واستشراقا: «نفهم مستوى الدين في الشعر الفارسي المتجه شطر الحسين... ومن نوافذ هذا الأفق: نسمع موسيقى الحماسات في الشعر الفارسي المترنَّم والمتقدِّم باسم الحسين... الحسين في هذا الشعر: تاج يُشرِّف حامليه».
فبحور الشعر الفارسي فيها مرافئ للشعر الحسيني، ولذلك يؤمن مرشد الاتحاد العالمي للمؤلفين باللغة العربية خارج الوطن العربي أن: «الإمام الحسين في الشعر الفارسي: يحقق طموح دوائر الشعر وأبحرها»، ثم أن: «دائرة المعارف الحسينية بمئات مجلداتها: تؤكد هذا المؤكَّد... لقد اجتهد صديقنا الشيخ محمد صادق الكرباسي: بحشد جيوش الكلم المتطوِّعة من خير الأمم... لترفع رايات الحسين على أعلى القمم»، مضيفاً بقلمه الذي يقطر أدباً: «ما كشفه الشيخ الكرباسي لقراء المدخل إلى الشعر الفارسي يُشبه الجميل بذاته .. في علم اللغة .. وفي فنِّ الشعر .. وعلم أوزانه».
وكيف لا ترسو سفن البحور الشعرية عند مرافئ النهضة الحسينية والإمام الحسين(ع) هو سفينة النجاة كما يقول جده النبي الأكرم محمد(ص): «إن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام خير ويمن وعز وفخر وبحر علم وذخر» ولذلك يرى البروفيسور أسعد علي أن: «حسين الشعر الفارسي .. كحسين الشعر الهندي .. كحسين الشعر الصيني .. وكحسين الشعر الباكستاني .. وكحسين الشعر العربي»، و»قوافي الشعر الحسيني في الأدب الفارسي تدور مع كل البحور .. لتكون السعادة بهذه السفور، الذي يحقق الحياة بلا موت، بل يحقق السعادة بلا موت .. كما يؤكد خامس كتب أضواء القرآن لخامس أصحاب العباءة»، وعليه فإن «الإمام الحسين على مرايا الحق .. يعني: إمام الإصلاح من أجل الحقوق الإنسانية .. ومن أجل الواجبات الرحمانية».
وفي تقديري أنه إذا كان الأديب الكرباسي قد أماط في مباحث هذا المدخل اللثام وأبان التأثير الكبير الذي تركته العربية على الأدب الفارسي بشقيه المنثور والمنظوم، فإن الكتاب بحد ذاته يمثل إضافة جديدة ومتميزة في الأدبين العربي والفارسي وبرؤية عربية من لدن أديب وعروضي ساقته الحاجة الملحة إلى دراسة الشعر الحسيني في الأدب الفارسي، وبالتالي فإن هذا المدخل بجزئيه يشكل أحد أوجه تأثير الأدب العربي على الأدب الفارسي.
العدد 3496 - الإثنين 02 أبريل 2012م الموافق 11 جمادى الأولى 1433هـ
الكاس والسائل
القالب الشعري شكل يملؤه العسل أو السم.
الشاعرية مضمون
قالب بمضمون فقير يعطي نظما
نثر بمضمون راق يحوي شاعرية
لا بد للشعر من شاعرية وقالب .
العمارة والعروض مضمون مشمول في النسبة الشعرية أتمنى من الستاذ الفاضل الاطلاع عليه: