العدد 3537 - الأحد 13 مايو 2012م الموافق 22 جمادى الآخرة 1433هـ

ستروس-كان... من مرشح لرئاسة فرنسا إلى متهم بقضايا أخلاقية

قبل عام كان دومينيك ستروس-كان الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية في فرنسا، لكن مرشحاً اشتراكياً آخر سيدخل غداً الثلثاء (15 مايو/أيار 2012) قصر الإليزيه بعد أن دفنت فضيحة ديالو طموحاته إلى الأبد في 14 مايو 2011.

في ذلك اليوم اتهمت عاملة تنظيف تدعى نفيستو ديالو (32 عاماً) المدير العام لصندوق النقد الدولي بالاعتداء عليها جنسياً في جناحه في فندق سوفيتل بنيويورك. وعندها تحركت آلة القضاء الأميركية.

وتثير هذه القضية التي تمزج الجنس والسلطة والمال بين مهاجرة إفريقية وأحد أكثر الرجال نفوذاً في العالم، اهتماماً كبيراً على جانبي الأطلسي.

وستروس-كان الذي نفى هذه الاتهامات، اعتقل ثم وضع في الإقامة الجبرية في نيويورك وأرغم على الاستقالة من منصبه في صندوق النقد الدولي.

وبعد التخلي عن الدعوى الجزائية في 23 أغسطس/ آب، لأن المدعي شكك في صدقية ديالو التي كذبت على المحققين مراراً بشأن تفاصيل عن حياتها عاد ستروس-كان (62 عاماً) إلى فرنسا برفقة زوجته، آن سانكلير التي وقفت إلى جانبه خلال هذه المحنة.

وفي سبتمبر/ أيلول أقر ستروس-كان بأنه أقام علاقة جنسية «غير لائقة» لكنه أكد أنها لم تحصل «لا بالعنف ولا بالإكراه».

ورأى البعض أن الوزير الاشتراكي السابق الذي انتخب نائباً لأول مرة في 1986، سيتجاوز هذه الفضيحة رغم الدعوى المدنية التي رفعتها ديالو ضده في الثامن من أغسطس بتهمة تعرضها «لاعتداء جنسي سادي وعنيف».

وديالو التي لم تستأنف عملها، تطالب بتعويضات لم يحدد مبلغها.

وفي يوليو/ تموز فتحت الصحافية الفرنسية تريستان بانون جبهة قضائية جديدة على ستروس-كان ورفعت دعوى ضده بتهمة محاولة الاغتصاب في 2002. وفي أكتوبر/ تشرين الأول أعلنت المحكمة أن الوقائع سقطت بمرور الزمن لكن النيابة أقرت باحتمال حصول اعتداء جنسي.

وفي موازاة ذلك ظهرت فرضية المؤامرة التي غذتها أوجه عدة غامضة في قضية سوفيتل. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني كتب الصحافي الأميركي، أدوارد أبشتاين مقالات عن هذا الموضوع وكذلك ميشال توبمان كاتب سيرة ستروس-كان الذاتية في فرنسا. لكن لم يكن هناك أي أدلة على ذلك.

إلا أن الأحداث والفضائح لم تتوقف عند هذا الحد بالنسبة إلى ستروس-كان.

وفي مارس/ آذار برزت فضيحة في ليل (شمال) حول شبكة دعارة منظمة معروفة بقضية الكارلتون (باسم فندق فخم في المدينة) أظهرت تورط ستروس-كان مع موظفين كبار في الفندق ورجال أعمال مقربين من الحزب الاشتراكي.

وفي فبراير/ شباط 2012 وضع ستروس-كان في ليل في الحبس على ذمة التحقيق بتهمة «التواطؤ مع شبكة دعارة» على علاقة بهذه القضية من خلال تنظيم أمسيات إباحية في واشنطن مع مومسات.

وفي 26 مارس وضع ستروس-كان في ليل تحت المراقبة القضائية بتهمة «الدعارة المنظمة». وفي حال إدانته قد يتعرض المدير السابق لصندوق النقد الدولي إلى عقوبة السجن 20 سنة وغرامة قيمتها ثلاثة ملايين يورو.

وفي هذه الأثناء تعود فرضية المؤامرة في قضية ديالو إلى الواجهة بين دورتي الانتخابات الرئاسية في فرنسا. وفي مقابلة يتهم ستروس-كان خصومه السياسيين باستغلال قضية سوفيتل لإفشال ترشحه في الانتخابات.

إلا أن الأنباء السيئة لم تتوقف عند هذا الحد بالنسبة إلى ستروس-كان. ففي الأول من مايو رفض القاضي، داغلاس ماكيون من محكمة في نيويورك طلب محامي ستروس-كان حفظ الدعوى المدنية التي رفعتها ديالو ضد موكلهم.

وفي الرابع من مايو في الجانب الآخر من الأطلسي أعلنت نيابة ليل أنها تدرس طلباً بشأن وقائع حول اغتصاب مفترض ارتكب خلال أمسية في واشنطن شارك فيها ستروس-كان. والثلثاء يتسلم فرانسوا هولاند مهامه في قصر الإليزيه في حين يحضر ستروس-كان دفاعه في فرنسا وفي الولايات المتحدة.

العدد 3537 - الأحد 13 مايو 2012م الموافق 22 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً