علل المحللون الرياضيون والنقاد العراقيون أسباب خسارة المنتخب العراقي على يد المنتخب الإماراتي بهدفين دون رد في المباراة التي جرت يوم أمس الأول ضمن الجولة الثالثة للمجموعة الثانية من بطولة كأس الخليج 22 المقامة بالرياض وخروجه من البطولة خالي الوفاض لمجموعة من الأسباب أهمها الخسارة الأولى من المنتخب الكويتي والظلم الذي تعرض له المنتخب العراقي من قبل التحكيم والتي كانت إثارة باقية في عقلية اللاعبين العراقيين على الرغم من المحاولات في تحسن الجانب الذهني والخروج من الصدمة ومن الجانب الآخر لم يتمكن المنتخب العراقي من تقديم نفسه كفريق بطل أمام المنتخب العماني الذي استحوذ على الحصة الأكبر من السيطرة على مجريات اللعب وتشكيل الخطورة الدائمة على الرغم من أن المنتخب العراقي كان المتقدم بالنتيجة بهدف دون رد قبل أن يستعيد المنتخب العماني المبادرة ويهاجم المرمى العراقي بشراسة ويستعيد التوازن ويعادل الكفة.
وأشار فرهاد واحد من المحللين الرياضيين العراقيين إلى أن المؤشر في المستوى الفني العراقي أخذ في التراجع مع غياب اللاعبين العراقيين المحترفين في الخارج ياسر قاسم، وعلي عدنان التي اضطرتهم ظروفهما الاحترافية إلى المغادرة واللعب مع أنديتهم.
ومن الجانب الآخر، علل حسن عيال السبب في التغييرات المتأخرة في صفوف المنتخب العراقي في المباريات الثلاث التي لعبت، إذ غاب التركيز عن المدرب العراقي حكيم شاكر الذي أعطى اللاعب الكويتي فهد العنزي حرية الحركة وتشكيل الخطورة والتهيؤ إلى إقصاء المنتخب العراقي بالضربة القاضية دون مواجهة أكيدة في الوقت القاتل من عمر اللقاء.
وأرجع عبد الكريم سلمان المدرب المساعد للمنتخب العراقي أسباب خروج منتخب بلاده من البطولة الخليجية بعد أن كان المرشح الأقوى بحسب تصريحات حكيم شاكر مدرب المنتخب والجهاز الإداري المرافق إلى الخسارة الأولى أمام المنتخب الكويتي وقلة الخبرة للاعبين العراقيين الذين جلهم من اللاعبين الصغار في السن وإصابة يونس محمود قبل انطلاق البطولة بأيام كان لها تأثير الصدمة على اللاعبين وعلى الجهاز الفني؛ نظرا لما للدور المميز ليونس محمود في إدارة الدفة وتحمل مسئولية القيادة من الداخل، وكشف بأن إستراتيجية العمل تتطلب التغيير في صفوف الفريق وإدخال مهاجمين جدد استعدادا لبطولة أمم آسيا قريبا.
إقالة حكيم شاكر
ومن الجانب الآخر، طالبت الجماهير العراقية بإقالة المدرب حكيم شاكر وتحميله المسئولية عن الخسائر الثلاث في البطولة، منوهين إلى أن التعادل أمام المنتخب العماني بمثابة الخسارة، إذ لم يحسن حكيم شاكر التصرف في تبديلاته الفنية التي لم تأت بجديد وحملت الصحافة العراقية مسئولية الخسارة للجهاز الفني وأضافت بأن الخسارة من المنتخب الإماراتي كانت متوقعة تماما عطفا على مستوى المنتخبين في الجولة ألأولى والثانية إذ تعادل المنتخب الإماراتي في الجولة ألأولى أمام المنتخب العماني وتعادل في الثانية أمام المنتخب الكويتي بعد أن كان المنتخب الإماراتي المتقدم بالنتيجة (2/ صفر) ولكن غياب التركيز والشعور بالنشوة مكنت المنتخب الكويتي من قبل المعادلة.
تحضير لكأس آسيا
وبالعودة إلى المنتخب العراقي فقد صرح رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود بأن بطولة كأس الخليج الثانية والعشرين تدخل ضمن خارطة العمل الفني تحضيرا لبطولة أمم آسيا، ومن المنظور الفني من الصعب أن تفكر في جانبين البطولة الخليجية وبطولة أمم آسيا في وقت واحد وهذه البطولة الخليجية مهمة جدا للمنتخب العراقي لتعرف عن قرب على الأخطاء التي رافقت المنتخب في المباريات الثلاث وأكد على أن الفوز والهزيمة واردة في الرياضة وأشار إلى تمسك الاتحاد العراقي بالجهاز الفني بقيادة حكيم شاكر الذي قدم الكثير لكرة القدم العراقية ولا يمكن أن نحاسبه على خسارة بطولة خليجية كانت مدرجة ضمن السياق العام لإعداد المنتخب إلى الآسيوية.
وأضاف مسعود «لا يعني ذلك إغفال التقييم الميداني الفني والإداري لنتائج المشاركة في البطولة الخليجية ولكننا نحتاج إلى البعض من الوقت لاستعادة الأنفاس والبدء من جديد».
وأضاف عبدالمنعم المحلل الرياضي العراقي إلى اعتماد المنتخب العراقي في مواجهة الإمارات على تكثيف الجانب الدفاعي والتحول السريع نحو الهجوم لكسب أهداف سريعة وتأمين المنطقة الخلفية ولكن التحول إلى الهجوم لم يكن منظما وبالسرعة المطلوب، كما اتسمت الهجمات العراقية بالبطء وسوء التنظيم لذلك جاءت جميع الهجمات ضعيفة وغير مؤثرة.
لم نقدم المستوى المطلوب
ومن جانبه، اعترف أحمد راضي المحلل الرياضي بقناة الجزيرة الرياضية (بي إن سبورت) بأن المنتخب العراقي لم يقدم المستوى المطلوب في المباريات التي لعبت وكان بعيدا عن التوقعات الايجابية التي سبقت البطولة وعلل أحمد راضي أسباب الخسارة بضعف معدلات اللياقة البدنية ومهارة علي مبخوت في مواجهة الدفاعات العراقية في الوقت الذي أشاد طارق لحمادي المحلل الرياضي بالجزيرة الرياضية بقراءة المدرب الإماراتي مهدي علي لإحداث اللقاء.
وكانت الجماهير العراقية حائرة من أداء المنتخب العراقي الذي لم يترك للجماهير الحاضرة الفرصة للتشجيع بعد أن ترك السيطرة للمنتخب الإماراتي وحرم الحضور الجماهيري من الطبلة العراقية والمزمار الذي يظهر بين حين ويختفي.
غياب السفاح مؤثر
ولفت اللاعب العراقي الرائع همام طارق إلى تأثر المنتخب بغياب يونس محمود الملقب بالسفاح وقال: بصراحة افتقدنا يونس محمود وعانينا غياب المهاجم الصريح في المنتخب كما أن الإرهاق والشد العصبي وضغط المباريات قد أثر على أداء اللاعبين، دون أن اقلل من فوز منتخب الإمارات بالمباراة لعبا ونتيجة والتأهل إلى الدور الثاني فقد كانوا المنتخب الأفضل في المباراة الذي يستحق الصعود إلى مربع المقص.
العدد 4459 - الجمعة 21 نوفمبر 2014م الموافق 28 محرم 1436هـ