العدد 5325 - الأربعاء 05 أبريل 2017م الموافق 08 رجب 1438هـ

رفيق دربي

مضى عام على فراقك من يصدق! 6 أبريل/ نيسان هذا اليوم الذي لن أنساه، الخبر الذي نزل على مسمعي مثل الصاعقة، وفاتك كانت مفاجأة للجميع، ودعتك ولم أعلم بأنه آخر وداع بيننا، ودعتك على أمل أن ألتقي بك بعد 4 أيام في دبي لحضور معرض لابنتنا الغالية راوية، وكم كنت حريصاً كل الحرص على حضور هذا المعرض، وبعدها بأيام كنا سنقوم برحلة عائلية إلى لندن، ولا أنسى مدى فرحتك لهذه الرحلة لأنها أول سفرة مع حفيدتنا صوفيا، ورتبت لها بنفسك لكل البرامج التي سنقوم بها. وكم كنت متشوقاً لرؤية أصدقائك هناك؛ ولكن القدر كان أسرع من كل هذه الترتيبات.

وقبلها بأسابيع قمت بدعوة أصدقائك القدامى من بتلكو، وكانت ليلة لا تنسى، استرجعنا فيها الذكريات الحلوة الجميلة، وكم كنت مستغربة من إلحاحك المستمر لاستضافتهم وكأنك تودعهم الوداع الأخير.

كم كنت متصالحاً مع ذاتك ومع الآخرين ومحب الخير للجميع، من منا ينسى مدى إخلاصك وعطائك وتفانيك في العمل، من منا ينسى دورك الحيوي في الكثير من الإنجازات الكبيرة وأهمها خدمات الإنترنيت التي تم طرحها في العام 1995، لن أنسى مدى إلحاحك وإصرارك على طرح هذه الخدمة والتي تعتبر من أهم إنجازات بتلكو، كما كانت لديك الكثير من المشاريع الرائعة في مجال التكنولوجيا التي كنت ترغب في طرحها في مملكة البحرين، كنت تملك رؤية وأفكاراً سابقة لأوانها. ولكن كان القدر أسرع من كل شيء.

اشتياقي لرؤياك يزداد كل يوم، كنت بالنسبة لي الزوج والأب والأخ والصديق، وأشعر دائماً أن روحك معنا، والذي يصبرني على فراقك عندما أرى ابني راوية وعبدالله اللذين يحملان الكثير من صفاتك الحلوة، وعزاؤنا بالأثر الطيب الذي تركته لدى الجميع من أهل وأصدقاء وموظفين، الجميع يذكرك بكل الخير والمحبة، كم كنت تملك قلباً مفعماً بالنقاء وتتمتع بطابع الحيوية والبهجة ومثل ما يقولون ما يحلى المجلس إلا بوجودك.

يسألونني ما أصعب خبر وأصعب موقف؟، ليس هناك أصعب من خبر وفاتك يا زوجي الغالي، وأنا خارج البلد لحضور مؤتمر، وما أصعبه من موقف عندما رأيت ابني عبدالله وهو يحمل نعشك والألم والحسرة على وجهه. عجلة الأيام لن تتوقف، ومسيرة القدر ماضية، أدعو رب العباد أن يصبر والدتك الغالية وأخوتك وأبناءك، ويصبرني على فراقك يا رفيق دربي، وأن يجمعني معك في مقر الرحمة.

زوجتك

نادية الملا

العدد 5325 - الأربعاء 05 أبريل 2017م الموافق 08 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً