العدد 5356 - السبت 06 مايو 2017م الموافق 10 شعبان 1438هـ

بحريني مسن يعيش في بيت والده ينشد سكناً مستقلاً وحياة كريمة

حادث المرور الذي وقع في العام 1996 وتوفي فيه  5 من أفراد أسرته الستراوية
حادث المرور الذي وقع في العام 1996 وتوفي فيه 5 من أفراد أسرته الستراوية

لا نعرف ما الذي يمكن قوله ولكن ظروف المعيشة القاسية التي تحاصرني دفعتني لصياغة هذه السطور علني أحصل من وراء محاولاتي هذه المنفعة والمصلحة التي أنشدها في تشخيص حجم المعاناة... بادئ ذي بدء، فأنا مواطن بلغت من العمر عتياً، أعيش تحت ظلال بيت ورثة في منطقة سترة بمعية أبنائي الـ 6... كانت لي سابقاً قضية بإمكان من شهدوا الواقعة أن يرجعوا بذاكرتهم إلى الوراء وما جرى على الحادث المروي الذي حصل في العام 1996، ويتذكرون كل حيثيات الحادث وفقداني لكل أسرتي من زوجتي وابنتي، وأخي وزوجته، وابن آخر، جميعهم قد فقدتهم في ذلك الحادث المروري الذي وقعنا فيه ضحية نتيجة تهور سائق شاحنة آسيوي لم يلتفت إلى إشارة ضوئية حمراء ووقع اصطدام الشاحنة بالسيارة الصغيرة وتحصل فاجعة ويرحل كل من كان داخل السيارة، وجرت مداولات القضية ضد السائق الآسيوي في المحكمة، ووجهت إليه جملة من الاتهامات الذي يعمل لدى شركة شاحنات تابعة لأحد المتنفذين في البلاد، وما أقرته الإدارة العامة للمرور في تقريرها آنذاك كان منصفاً ويدعمنا بعد توجيه اتهامات ضد السائق، عموماً صدر حكم ينصفنا مع مبلغ تعويضي وإن كان ضئيلاً لا يتجاوز 11 ألف دينار على وفاة 5 أفراد من الأسرة، رحلوا في وقت وقوع الحادث، حصلنا في العام 1999 على مبلغ التعويض واستطعنا الانتفاع منه في بناء غرفتين في هذا البيت الورث، كما أنني لا أنكر وقفة أحد كبار المسئولين في الدولة، وقفته المشرفة آنذاك التي قدم كل أوجه المساعدة من باب جبر الخاطر والضرر لما لحق على أسرتي وقدم لي عرضاً لأن اشتري أي منزل أريده كي يقوم بتوقيع شيك محدد فيه مبلغ وثمن المنزل، ولكن لأسف كبير جرى ما جرى بقضاء الله وقدره وتتغير موازين الأمور وتتبدل الأوقات وكنت من ذلك اليوم أحاول أن أوصل صوتي إلى من يعنيه أمري بخصوص ذلك الشيك منذ تلك السنة ولم تفلح محاولاتي على رغم كل الوساطات والمنافد التي طرقتها وقصدتها عوضاً عن الرسائل التي كنت أبعثها وأرفعها، ولكن أنا على يقين بأنها لا تصل إلى هدفها، ولأنها لو وصلت فإنهم لن يخيبوا أمل من لجأ إليهم إطلاقاً، حتى ظللت على إثر ذلك أعيش بالبيت الورث ذاته يحتوي الأب وأبناءه الذين تبقوا مع زوجة ثانية، إضافة إلى الأخ (معاق وأبناؤه) تجشمت وزارة البلديات بهدم البيت وإعادة بنائه ضمن مشروع البيوت الآيلة للسقوط ولكن يبقى بيت ورث يضم كل أفراد الأسرة الكبيرة... حاولت من جهة أخرى أن أطرق باب وزارة الإسكان لكن عمري قد تجاوز السن المسموح بالانتفاع بالخدمات الإسكانية، فسجلت الطلب باسم زوجتي مؤرخ للعام 2010 ولكن لأنه يعتبر بشكل عام حديث العهد، فإن دوري مدرج ضمن قائمة الانتظار وإلى حين يحين موعد تخصيص لي وحدة فهذا موعد في علم الغيب... لا أملك مصدر دخل سوى رأس مالي الوحيد ما تقدمه لي وزارة التنمية من معونة الشئون البالغة 120 ديناراً، إضافة إلى مبلغ 20 ديناراً من المؤسسة الخيرية الملكية، عوضاً عن فاتورة كهرباء البيت التي أخطرتنا هيئة الكهرباء عن خطوة القطع وإعطائنا مهلة شهر فيما أنا لا أعرف كيف السبيل الذي يمكنني من سداد متأخرات فاتورة وصلت إلى آلاف الدنانير، فيما جل دخلي قائم على شئون تصل إلى 120 ديناراً وإعالة أولاد ومسئولية بيت وزوجة... هل لكم أن تتصوروا أية حياة أعيشها... لكل من قرأ مضمون هذه السطور قولوا لي كيف السبيل كي أصل إلى حل لمعضلتي التي أنا واقع فيها؟ من وعود بشراء بيت جديد إلى أن كل شيء قد تلاشى بعد مرور كل هذه السنوات مازلت أعيش تحت ظلال بيت ورثة. ما أختم به الأسطر هو الرحمة الإنسانية... أغيثونا أغاثكم الله وسقاكم من ماء الكوثر.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)

العدد 5356 - السبت 06 مايو 2017م الموافق 10 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:11 ص

      انتظر ٢٠ الى ٢٥ سنة عشان البيت

    • زائر 3 زائر 2 | 6:33 ص

      أنا على يقين بأن رجلك قد وضعت في ماء بارداً عكس من خط هذه السطور ليشرح من خلالها معاناته بعد أن ضاقت الدنياء الوسيعة في وجهه بسبب شظف العيش و ضنكه... واص

    • زائر 1 | 12:35 ص

      الله يرزقة يارب

اقرأ ايضاً