العدد 5362 - الجمعة 12 مايو 2017م الموافق 16 شعبان 1438هـ

لولا التغيير ما حصل التطوير

هل الحياة تختار لنا دوراً، أم أننا نحن نختار لأنفسنا أدواراً نحارب بها محددات ولادتنا؟ أي بمعنى آخر هل مولدنا في بيت معين من عرق معين ولون معين في مكان معين الخ، يُسيِّرنا ويُحجِّمنا في مسار حياتنا؟ فمثلاً هل يستطيع الجائع أن يفكر مثل الشبعان، أم أن الجائع يُوجِّه كل تفكيره نحو ماذا يستطيع أن يعمل ليسد جوعه؟ وأما الشبعان فيفكر في أمور أخرى إبداعية جديدة؛ لأن الأكل بالنسبة إليه نوع من الروتين اليومي يؤديه ثلاث مرات في اليوم، فهو لا يحس بجوع ليأكل، بل يأكل وكأنه يؤدي واجباً منزليّاً يوميّاً، كان يقوم به أيام كان في المدرسة. برأيي المتواضع الإنسان يتغير بحسب البيئة والمجتمع الذي يترعرع ويتربى فيه، فمثلاً كيف استطاع رجل أسود اللون في أميركا أن يتطلع لكي يكون رئيساً لها ونجح في تحقيق تطلعاته، بينما في مجتمعاتنا يوعز الإنسان أحداث حياته إلى مسيرات غيبية ليس متوكلاً على الله كما يقال، بل متواكلاً على الله، وهذا ما شجبه ونهى عنه الرسول الكريم (ص) عندما قال للإعرابي، الذي أضاع ناقته لأنه تواكل وتركها ولم يعقلها: «اعقلها ثم توكل «. نحن لا نقلد العالم المتقدم في التصنيع، بل ولأننا دول نفطية لديها المال، يقتصر تقليدنا له في استخدام صناعاته المختلفة الاستهلاكية، ونتملص من تقليد نماذج من حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والمستغلة للوقت بأقصى درجة، والتي أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه اليوم، فهل يا ترى سيأتي اليوم الذي نصل فيه إلى مرحلة تقدمية نتيجة إجراء تغييرات جذرية أم اننا سنستمر في المراوحة في نفس المكان نفسه موعزين كل السلبيات إلى مؤثرات خارجية أقوى من أن نستطيع التغلب عليها؟

عبدالعزيز علي حسين

العدد 5362 - الجمعة 12 مايو 2017م الموافق 16 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:51 ص

      وبعض الناس يرفضون التغيير فعمرهم ما بيطورون ابدا دام هم متمسكين بالعادات والتقاليد البالية ويرفضون تطويرها

اقرأ ايضاً