العدد 4956 - الجمعة 01 أبريل 2016م الموافق 23 جمادى الآخرة 1437هـ

الفنان البحريني محسن التيتون: خزفية لكل منزل هذا ما أطمح إليه

منحوتاته معروضة في تونس وشنغهاي

التيتون: البيئة هي التي تصيغ الفنان
التيتون: البيئة هي التي تصيغ الفنان

زرته في ورشته الفنية الخاصة... بناء فريد يحكي سنوات الموهبة لكل زاوية قصة ولكل نقش طعم من الطين، يملك 8 منحوتات موجودة في متحف البحرين، كما يملك منحوتات في متحف تونس ومتحف شنغهاي في الصين. شكل روايات محسن التيتون بئر من التميز البحريني سُبرت أغوارها في هذا الحوار:

كيف كانت بداياتك الفنية؟

- أبصرت الدنيا على الخشب ورائحته الرائعة وأدوات صناعة السفن فكل من كان حولي له علاقة بالخشب، فوالدي كان نجاراً ومعظم من كان يحيط بي من الناس أيضاً في المهنة نفسها.

ابتدأت في النحت على الخشب وأنا ابن الثامنة، ومن بعدها تعلمت الرسم في المدرسة، أما انطلاقتي الصحيحة مع الفن فعندما التحقت بالمعهد وتخصصت في الفنون التربوية حيث يحتوي المنهج الدراسي للمعهد أربعة مجالات، وهي (الرسم، النجارة، معادن والخزف)، فأنا أتقن الرسم وهوايتي النجارة فتخصصت في مجال جديد وهو الخزف.

بماذا تأثرت في بدايتك؟

- تأثرت بموارد البيئة حيث كانت انطلاقتي، فالبيئة هي التي تصيغ الفنان وأنا ابن منطقة النعيم، وما يميز هذه المنطقة خضرة أشجارها وجمال نخيلها وقربها من المنامة حيث الأسواق والفن والمعارض والحضارة، كما لوجود البحر من جهة أخرى له إلهام خاص لكل فنان بحريني، فهذه العوامل الثلاثة هي ما أثر في مساري الفني.

تراودني معرفة أيهما أسهل وأحب إلى روحك العمل مع الطين أم النقش على الخشب؟

- لكل منهما طعم ومميزات فالخشب كان بداياتي وأولى جوائزي التي حصلت عليها كانت عن أعمالي المنحوتة بالخشب، فكان النحت الخشبي هوايتي لكن عشقي للطين أكثر؛ لأنه سهل في التشكيل، فأصبح النحت الخزفي تخصصي ومصيري، كما أني أؤمن بمقولة «قبل أن تكون خزافاً عليك أن تكون رساماً ونحاتاً» لذلك أعتبر فن الخزف فنّاً شاملاً.

ماهي الأعمال التي قدمتها وتعتبر محطات مميزة في مسيرتك الفنية؟

- لدي العديد من الأعمال التي أعتبرها مميزة في مسيرتي الفنية وهي، «إلى أين يا ولدي»، العمل الحائز جائزة دلمون الاولى وهو عبارة عن النقلة الاولى في بداياتي، كما ان اعمالي مثل اسمع وأرى وأتكلم، صرخة ألم، الندم فهي أعمال تحمل رسالة إنسانية واعتبرها نقلة.

كما لدي نصب تذكارية مثل، نصب فخار عالي، نصب الحروف، فهذه أعمال اعتبرها علامات مميزة، كما أثبتُّ وجودي في معارض أخرى عن النحت الخزفي.

سجل الخط العربي حضوراً بارزاً في تصميم نصب الحروف في دوار مدينة عيسى، ما السبب وراء ذلك؟

- لأنها منطقة تعليمية يوجد بها العديد من المدارس والجامعات ولابد من إيجاد تصميم يمثلها، فتجدون فيه كلمة «اقرأ» وهي أول كلمة نزلت في القرآن، وكلمة «أبجد» التي ترمز إلى بداية تعلم الأبجدية.

كما ان هناك بعض الحروف التي ترمز إلى المراحل الدراسية في البحرين، فالألف والباء يرمزان إلى المرحلة الابتدائية والألف والعين يرمزان إلى المرحلة الاعدادية، والألف والثاء يرمزان إلى المرحلة الثانوية، وأيضا هنالك حرف الجيم الذي يرمز إلى الدراسة الجامعية.

لماذا لا نجد الفنان محسن التيتون كخطاط ليكون فناناً تشكيليّاً متكاملاً؟

- كونك فناناً من الصعب عليك أن تكون شاملاً ومتكاملاً، لكني فكرت في دراسة الخط العربي، لكن تفكيري جاء متأخراً جداً لذلك استخدم الخطوط المناسبة في أعمالي الفنية والتي لها جمالية مثل الخط الثلث والخط الكوفي والخط السنبلي.

ما هي أقرب منحوتة إلى قلبك؟

- عمل «إلى أين يا ولدي»، هو الأقرب إلى قلبي كون والدتي هي من اختارت الخشب الذي أنحت عليه وفاز بالعديد من الجوائز، ومنها جائزة دلمون الأولى وجائزة الكويت وسافرت عدة مناطق، كما أنه موجود في متحف البحرين في الوقت الحالي.

ما الأمور الذي استفدت منها خلال تجربتك في التدريس في المدارس الحكومية؟

- مارست مهنة التدريس في فترة وجيزة لا تتعدى ست سنوات لكني استفدت منها، فطاقاتي وقدراتي كلها برزت في أفكار، وهذه الأفكار تجسدت ونشرت على جميع المدارس من قبل موجه انجليزي في تلك الفترة، كما افادني كثيراً بأفكار والإبداع الفكري لطلابي والمهم في كونك «معلما» ينمي فيك العطاء لطلابك بلا حدود ويدفعك إلى التفكير والتجديد والإبداع.

هل كان التدريس عائقاً أمام أعمالك الفنية؟

- مطلقاً لم يكن التدريس عائقاً أمام أعمالي الفنية، فكوني مدرس خزف فهذا يعني وقت التدريس يكون المجال في صناعة الأعمال الفنية مع طلابي بطريقة عملية وجماعية، ومن بعد الست سنوات في التدريس نقلت إلى مركز الخزف، وهنالك دربت أكثر من 29 سنة ما مكنني من أن تكون لي خبرة واسعة في هذا المجال.

هل تراود الفنان محسن التيتون فكرة إنشاء مدرسة خاصة به لتعليم الخزف في البحرين؟

- لا، إنها فكرة صعبة التنفيذ؛ لانها تحتاج إلى موازنة ضخمة، كما أن العمل بمفردي يغمرني بالراحة والابداع، لكنني أقوم بدورات تعليمية للأسر المنتجة وأيضاً أوظف العمل الانساني في دوراتي التعليمية للصم والمكفوفين؛ لأن ذلك يحسسني بأن عطائي في مكانه المناسب.

ما هو انطباعك عن واقع الفن التشكيلي البحريني اليوم؟

- للأسف الشديد الفن التشكيلي في البحرين بدأ يضعف عن السابق، فالبحرين أكثر دولة خليجية لديها وعي ثقافي، وتمتلك العديد من الفنانين في جميع التخصصات الفنية، وعلى رغم صغر مساحتها فإنها تملك ثلاث جمعيات فنية تحتضن العديد من الفنانين العالميين الذين يتميز كل واحد عن الآخر بأسلوبه وقدراته الفنية، لكن ما لاحظته في السنوات الأخيرة أن عطاء الفنانين البحرينيين قل، واتوقع أن أسباب التراجع تكمن في الظروف وعدم وجود الحوافز.

كيف يمكن في نظرك تحسين وضعية الفنان التشكيلي في البحرين؟

- اعتقد هذا يعتمد على الاعلام البحريني في إلقاء الاضواء على الفنانين في البحرين، فالفنان يبدع أكثر لوجود جمهور يحفزه للعطاء.

إلامَ يطمح الفنان محسن التيتون، وهل لك حلم لم تحققه بعد؟

- لدي شعار «وضع خزفية لكل بيت» أطمح إلى أن تدخل خزفياتي في كل بيت بحريني؛ لأعطي وأنمي ثقافة بما تعنيه الكلمة وأن يتمكن الجميع من القدرة على قراءة العمل الفني وأطمح أيضا إلى وجود خزافين من الجيل الجديد؛ ليكملوا مشوار الذي قضيناه مع قدرتهم على العطاء والتميز في الخزف.

أما عن حلمي فأحلم بمشروع كتاب عن أعمالي الفنية؛ لأن من المؤسف اليوم في المكاتب العربية القليل من الكتب المهتمة بهذا المجال.

العدد 4956 - الجمعة 01 أبريل 2016م الموافق 23 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً