العدد 5040 - الجمعة 24 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1437هـ

ليلة القدر... هل هي للتواصل مع الله أم مع الناس؟

في هذه الليلة الرمضانية كنت منشغلاً «بالواتس آب» مع أصدقائي نمرح ونسرح حتى سرحت مع سباستيان الذي سمعتم عنه وعن قصته الذي فاز بجوائز ثمينة كثيرة في مسابقة أقامتها سلسلة محلات SATRUN، أي كوكب زحل الألمانية الكترونية في الفيسبوك، حينما فاز بالدخول للمحل الكبير ولمدة 150 ثانية ليأخذ ويجمع كل شيء يجده ويرغب فيه مجاناً من الأجهزة الإلكترونية، من هواتف وموبايلات ولابتوبات وأيبادات وخصوصاً الثلاجة الكبيرة التي عجز وهو يجرها جرّاً إلى خارج المحل ومن أفخم الماركات في نفس المدة المقررة ليجني من فرصته ما خطط له وسط تصفيق وتهليل من الجمهور، والتي بلغت قيمتها أكثر من 29 ألف يورو! ثم ختمتها ساهراً طوال الليل أتابع إحدى مباراة «كأس أوروبا» وأتنقل من قروب إلى آخر عبر الواتس، ناسياً أن هذه الليلة المهمة والجميلة والروحانية هي «ليلة القدر» خصها ربي لنا، وفرصة ذهبية لا تعوض لألتقي بربي واستغلها في التقرب إليه فأشكو همومي، وأطلب منه ان يحقق أحلامي حتى بلغ الليل مبلغه، وأنا هكذا فغارت عيناي وضعفت قواي، وأصبحت لا طاقة لي للوقوف أمام ربي أو أناجيه.

فغفوت غفوة طويلة وحلمت أنني أمشي في طريق خاطئ وعر، مليء بالحجارة والأشواك عن بقية طريق العباد المفروش بالرياحين والورود والزهور ترافقهم فراشات جميلة، وهم يمشون فرحين مستبشرين حاملين جوائز لم أرَ مثلها من قبل، والنور يسعى خلفهم، فأدركت أنهم أدركوا ليلة القدر وهم الموعودون بالجنة والتي هي أكبر وأفضل من هدايا «ساترون» التي جمعها «سابستيان»... إنني حرمت منها وكدتُّ أن أخسر الفرصة الذهبية، ولم أجنِ من هذه الليلة شيئا، والسبب أنني اتبعت شيطاني وتركت ربي، لولا أمي التي أنقذتني في اللحظة الأخيرة من غفوتي ومن كابوسي فهرعت مسرعاً إلى ربي وإلى حصنه فأدركت الجماعة وتمكنت من أداء جميع أعمال ليلة القدر.

أدركت حينها أن كرم الله، هداياه وجوائزه كبيرة، لا عين رأتها، ولا أذن سمعت بها، ومن عجب العجاب أو تخطت عجائب الدنيا السبع وتفوق هدايا وجوائز محلات ساترون بل وأكثر من جميع محلات و(مولات) العالم كله وما تحمله الأرض من كنوزها، وهل كنوز قارون وفرعون قليلة؟ وهل أموال سليمان وقوته وكرامته قليلة... وهل هناك أعظم وأكرم من الله في هداياه وجوائزه في هذا الشهر الكريم، فلنتوجه إلى الله في ليلة القدر ونترك الشيطان ومكائده وحيله وغرائزه.

مهدي خليل

العدد 5040 - الجمعة 24 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً