العدد 2500 - الجمعة 10 يوليو 2009م الموافق 17 رجب 1430هـ

أحمد ديري: والدي منعني من العمل رغم الفرص المتاحة لي

درس التجارة في إنجلترا وعمل مع والده في القرطاسية

الماشي في دهاليز سوق المنامة القديمة، وعلى الرغم من التغييرات التي شابها وعلى الرغم من الحال المزرية التي وصلت إليه حتى فقدت جزءا كبيرا من هويتها، يبقى هناك أثر لبقايا آثار تُنبئ عن وجود ثقافة وكتاب ودفتر.

التقينا بأحد رواد بيع القرطاسية في سوق المنامة القديم الحاج أحمد ديري الذي درس التجارة في انجلترا سنة 1970 وعمل مع والده في السوق، وهو يملك محل لبيع القرطاسية منذ سنة 1985، وقبله كان المحل عبارة عن برادة تبيع مختلف البضائع والأغذية قبل أن يتخصص في القرطاسية تدريجيا، وهي التي اشتراها من السيدعلوي الهاشمي، ومع الحاج أحمد ديري دار بينا هذا الحوار:

* لماذا احتفضت بنفس نظام العرض وهو تكدس الأغراض فوق بعضها البعض، وهذه هي الطريقة التي رأيتها من أيام الصغر؟

- المشكلة الأولى هي كثرة البضاعة وصغر حجم المحل ولا يوجد إلا أنا الموظف الوحيد، ناهيك عن أنني اعتبر وجود البضاعة في المخازن هي نهايتها وبداية نسيانها!

* أرى أن أغلب بضاعتك هي لقرطاسيات قديمة جدا، كنا نستخدمها في الصغر ومازالت موجوده عندك.

- هذا يرجع إلى حجم الكميات الكبيرة جدا التي كنت استوردها في السابق.

* وهل لها زبائن؟

- بالتأكيد، فالمدارس الهندية مثلا لا تزال تطلب قرطاسية معينة مثل المساطر الخشبية والدفاتر بو200 صفحة والجلادات البنية، ناهيك عن استمتاعي ببيع هذه المستلزمات القديمة رغم وجود الأدوات الجديدة أيضا، وتوافر الهواة الذين يبحثون عن هذه الأدوات القديمة.

* فماذا تعني لك مكتبتك؟

- أمضي أغلب وقتي فيها، فلدي أصدقاء كثر يزوروني للتسامر وشرب الشاي، باختصار هي مقصد أحبابي لي.

* فهل لديك كتب أيضا، أم اكتفيت بالقرطاسية؟

- لدي مجموعة كبيرة جدا من الكتب العربية والانجليزية والمراجع العلمية والأدبية والمجلات المختلفة، وكنت في السابق أوفرها لطالبي العلم والبحوث، إلا أن هذه قد انتهت مع توافر الإنترنت والمكتبات الإلكترونية.

* وماذا عن أسعار بضائعك القديمة، فهل تبيعها بنفس السعر أم أصابتها عدوى الغلاء؟

- أبدا... فأبيعها بنفس الأسعار القديمة التي لا تتجاوز الخمسين فلسا لبعض البضائع!

* كونك خريج التجارة من انجلترا، لماذا لم تعمل في أحد المصارف أو الشركات الكبيرة آنذاك كونها فترة تُعد من النوادر وجود كوادر أكاديمية مثلك؟

- بعد وصولي مباشرة من انجلترا في العام 1970 وبدء مساعدة والدي في التجارة الخاصة به، فقد منعني من العمل في تلك الفرص رغم إتاحتها لي.

* لماذا القرطاسية تحديدا؟

- ففي فترة تدرجي التجارية كان عائق تواريخ انتهاء الصلاحية هو أكبر مشكلة أواجهها، وكنت أعتقد بأن القرطاسية هي الوحيدة التي تتجاوز هذه العقبة، ولذلك اتجهت لها وتخصصت فيها.

* هل رجعت لزيارة أوروبا من تخرجك إلى الآن؟

- نعم.

* ماذا رأيتهم... هل تغيروا؟

- الانجليز في فترة الستينيات كانوا يحترمون ولما زرتهم في الثمانينيات فقد تغيروا في أطباعهم ودرجة احترامهم.

* ما هو السبب من وجهة نظرك؟

- العلم، التطور والتكنولوجيا التي أخلّت بالعلاقات، ناهيك عن الحرية الزائدة!

* أرى أن أغلب زبائنك هم من الجالية الهندية... لماذا؟

- بحكم سكنهم القريب وتمركزهم في المنامة «ولا سيما حوالين السوق»، وطلب المدارس الهندية لنوعيات قرطاسية معينة يجبرهم على زيارتي.

* هل هناك عائق للتواصل معهم؟

- لا... فأنا اتقن الانجليزية والهندية بالاضافة الى لغتي العربية.

* ماذا أفرزت الحرية من وجهة نظرك؟

- أفرزت مجتمعا لا تستطيع أن تتحدث مع أحد أو تتناقش معه، ففي السابق كان الاحترام سائدا بدرجة أكبر من الآن.

* ماذا تعلمت من مشوارك التجاري؟

- لكل عمل جهد ونفس، ولكل عمل مزاج وأعصاب، والعمل مع طلبة مدارس وأطفال يحتاج إلى جهد وأعصاب من نوع خاص.

العدد 2500 - الجمعة 10 يوليو 2009م الموافق 17 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً