قال خطيب الجمعة بجامع أبي بكر الصديق في المحرق الشيخ علي مطر، في خطبته أمس إن «نعم الله تبارك وتعالى علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى، وها نحن نتقلب في نعمه سبحانه»، داعيا إلى ضرورة استشعار هذه النعم والمحافظة عليها، إذ «لا يحس ويشعر ويتمنى بل يحن إلى نعمة الأمن ويسعى إليها بكل قوة وطريقة ووسيلة إلا من فقدها، ممن يعيش وسط الفتن والقلاقل والتفجيرات والحروب والقتل».
وأشار مطر إلى أن من النعم «نعمة الإسلام والإيمان وعقيدة التوحيد الصافية النقية، بينما ملايين من بني آدم يعيشون في جاهلية وكفر وشرك، يعبدون الأوثان ويسجدون للأصنام ويعظمون البشر من دون الله، ونعمة الهداية والتوفيق والسداد، وهناك من الناس من يتخبط في الظلالة والجهالة والزيغ والأهواء والبدع، ونعمة الاستقامة والطاعة والعبادة الخالصة لله جل جلاله، وبالمقابل كم هناك من أناس لا يعبدون الله ويرتكبون ماحرمه سبحانه من الفواحش والموبقات، زنى وربى وخمر وغوانٍ وميسر وقمار. فشتان مابين حياة الطاعة وحياة اللهو والغفلة والعربدة والمجون».
وأضاف أن من النعم أيضا «نعمة التمكن من أداء العبادات، بينما غيرك لا يتمكن من سجدة واحدة لله تعالى الذي خلقه وصوره وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة». مستشهدا برواية الرجل الذي مر على شخص مبتلى أعمى مجذوم مقعد به برص، وهو يقول: الحمد لله على نعمه... الحمد لله على نعمه، فقال له الرجل: أي شيء بقي عليك من النعمة تحمد الله عليها؟ فقال له: ارم ببصرك إلى أهل هذه المدينة، فانظر إلى كثرة أهلها وما يعملون، وكانوا يرتكبون المعاصي ولا يعبدون الله تعالى. فقال: أفلا أحمد الله أنه ليس فيها أحد يعرفه غيري.
كما تطرق مطر إلى نعمة الاستقرار والأمن والأمان، بينما أمم ودول تعيش في فوضى وفتن وحروب وقتال. وقال معلقا: «نسأل الله السلامة والعافية». وأشار كذلك إلى «نعمة الصحة والعافية ونعمة السمع والبصر والنطق والحركة ونعمة الطعام الذي تأكلون، والماء الذي تشربون، والبيت الذي تسكنون والسيارة التي تركبون والظل الذي تستظلون».
وتابع «لنقف قليلا مع هذا الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله (ص): «من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا». الله أكبر... يخبرنا ويحدثنا الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه، عن ثلاث نعم إن توافرت للإنسان فكأنما جمعت له كل الدنيا: النعمة الأولى أن من أصبح في يومه آمنا في سربه، أي في نفسه وأهله وبيته وقبيلته وعشيرته وجماعته آمنا على نفسه وعياله وعرضه وماله وممتلكاته إنها نعمة الأمن في الأنفس والأوطان، فلا عيشة هنيئة بعد الإسلام وطاعة الرحمن إلا مع الأمن، ولانماء وتطور واقتصاد قوي إلا مع الأمن، ولا استقرار وتقدم وازدهار إلا بتوافر الأمن، ولا يحس ويشعر ويتمنى بل يحن إلى نعمة الأمن ويسعى إليها بكل قوة وطريقة ووسيلة إلا من فقدها، ممن يعيش وسط الفتن والقلاقل والتفجيرات والحروب والقتل».
وأردف «النعمة الثانية نعمة الصحة والسلامة من العلل، أي يعيش في صحة وعافية سليما من الأمراض والآفات والعلل والأسقام، بينما إخوان له على الأسرة البيضاء، المشلول وفاقد الحس والحركة والوعي، أوالمصاب بأمراض خبيثة عجز عنها الأطباء، نسأل الله لهم الشفاء».
وعن النعمة الثالثة أشار إلى قوله (ص) «عنده قوت يومه»، موضحا «أي عنده من الطعام مايكفيه لوجبتين أوثلاث وجبات، وجبة غداء وعشاء، لا إله إلا الله، قوت يوم واحد يُعد من النعم، ذكر هناك الأمن وهنا الطعام»، وبيّن أن «في هذا الحديث إشارة إلى أن المسلم ينبغي ألا يحمل هم الغد والمستقبل وألا يقلق ولا يخاف، بل يتوكل على الله ويأخذ بالأسباب ويحسن الظن بمولاه وخالقه ورازقه سبحانه ويعيش متفائلا».
وختم خطبته بالقول: «لكي لا تستصغر نعم الله عليك انظر دائما إلى من هو أقل منك في المال والصحة».
العدد 2500 - الجمعة 10 يوليو 2009م الموافق 17 رجب 1430هـ