قال الرئيس الاميركي جورج بوش ان رسالته إلى الامم المتحدة هذا الاسبوع ستكون انه «يتعين علينا ان نعمل معا» في مواجهة العراق، مشيرا إلى انه سيدعو دول العالم في خطاب يلقيه اليوم بالامم المتحدة إلى التضامن في مواجهة الخطر العراقي.
ووافق بوش على المستوى الجديد للتأهب الامني وقال أن الاميركيين يجب أن «يعرفوا أن حكومتهم ستكون في حالة تأهب قصوى لحمايتهم». ونشرت السلطات الاميركية لأول مرة بطاريات مضادة للطائرات حول واشنطن.
وفيما لزم الاميركيون امس الحداد على ضحايا هجمات سبتمبر/ ايلول، شاطر الملايين في مختلف دول العالم الاميركيين حدادهم.
وفي تعليقات ادلى بها اثناء زيارة للسفارة الافغانية في واشنطن قبل يوم من الذكرى السنوية الاولى لهجمات سبتمبر قال بوش انه سيحدد في كلمته امام الامم المتحدة اليوم الخميس «الطريقة التي اعتقد انه يجب علينا ان نمضي بها قدما» لكنه لم يشر إلى انه سيمضي وحده اذا رفض حلفاء الولايات المتحدة الانضمام اليها.
وقال بوش «انني ذاهب الى الامم المتحدة للادلاء بهذه الكلمة لسبب هو انني اعتقد ان هذه مشكلة دولية وانه يتعين علينا ان نعمل معا لمعالجة هذه المشكلة».
وتأتي تعليقات بوش بعد اسبوع من اللقاءات مع زعماء ابدوا قلقا من احاديث الحرب الصادرة عن واشنطن وحثوه على السعي إلى العمل من خلال الامم المتحدة بدلا من التصرف وحده.
وقال مسئول اميركي كبير ان بوش سيعلن في كلمته امام الامم المتحدة ان «النظام الحالي في العراق هو نظام خارج على القانون» بتحديه قرارات الامم المتحدة لاحد عشر عاما وانه سيسعى إلى حشد التأييد للقيام بعمل لانه «يعتقد بشدة ان الخيار الوحيد الذي ليس لدينا هو ألا نفعل شيئا. التراخي ليس خيارا».
وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون سي.بي.اس. الاميركية جدد بوش القول بأن سياسة الولايات المتحدة ما زالت «تغيير النظام الحاكم» في العراق. وقال بوش «انني اتلقى نصائح شتى. وانا اصغي الى تلك النصائح واقدر اهمية المشاورات. وسنتشاور مع اناس كثيرين لكن سياستنا لم تتغير».
كما وافق الرئيس الاميركي جورج بوش على المستوى الجديد للتأهب وقال أن الاميركيين يجب أن «يهتموا بالمحافظة على حياتهم، وأن يتيحوا للوكالات الفيدرالية أداء وظيفتها، إنما يجب فحسب أن يعرفوا أن حكومتهم ستكون في حالة تأهب قصوى لحمايتهم».
ولزم الاميركيون امس دقيقة صمت في الدقيقة نفسها التي اصطدمت بها الطائرة الاولى المخطوفة بأحد برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك قبل سنة ضمن فعاليات كثيرة لاحياء ذكرى اعتداءات سبتمبر وسط تأثر شديد لكن ايضا مع مخاوف من حصول اعتداءات جديدة.
وحضر آلاف الاشخاص وبعضهم اغرورقت عيونهم بالدموع فيما حمل البعض صور مفقودين في حفل احياء ذكرى الاعتداءات في موقع برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بعد سنة على اسوأ هجمات في تاريخ الولايات المتحدة. وكتب على يافطات «لن ننسى ابدا» و«نحن نحب نيويورك».
وفي الوقت نفسه وقف بوش وزوجته لورا مع كل موظفي البيت الابيض دقيقة صمت مماثلة في واشنطن. وجرى تجمع مماثل في شانكسفيل (بنسلفانيا، شمال-شرق) في مكان تحطم الطائرة الرابعة المخطوفة بعد مشادة بين الركاب والخاطفين.
وقد جدد بوش وعده بالانتصار في الحرب على الارهاب وذلك خلال مراسم احياء ذكرى الضحايا في وزارة الدفاع الاميركية التي جرت وسط تدابير امنية مشددة.
ومنذ الفجر، بثت شبكات التلفزة تقارير وشهادات مؤثرة وتعليقات تظهر صور برجي مركز التجارة العالمي والبنتاغون والنيران تتصاعد منها اثر اصطدام الطائرات بها،ونكست الاعلام في انحاء البلاد كافة التي تلقت رسائل تعاطف من العالم اجمع.
وتجرى احتفالات احياء الذكرى وسط تدابير امنية مشددة جدا، وقرر البنتاغون نقل صواريخ ارض- جو الى راجمات نشرت في محيط واشنطن.
وحظر الطيران فوق كل المواقع التي جرت فيها احتفالات احياء الذكرى على مسافة يمكن ان تصل إلى 55 كلم دائريا فيما كانت مقاتلات- قاذفات ومروحيات تقوم بطلعات جوية.
ومنذ يومين، يمضي نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني لياليه في «مكان سري» بسبب مخاطر حصول اعتداءات ضد الولايات المتحدة. وتشيني مكلف بتأمين استمرارية السلطة في حال عجز الرئيس الاميركي عن القيام بذلك.
وفي غمرة إحياء الذكرى الأولى لهجمات سبتمبر بدأت المواكب في نيويورك التي يتقدمها نافخو القرب وقارعو الطبول في التحرك من الاحياء الخارجية للمدينة للتجمع عند الموقع الذي كان يضم مركز التجارة العالمي، وسمح لأسر الضحايا لأول مرة بالسير على موقع جراوند زيرو، الذي ازيلت منه الانقاض الهائلة إلى حد كبير الآن، حيث لقي الكثير من ذويهم حتفهم.
وفي بقية انحاء العالم نظمت العديد من الاحتفالات ايضا لاسيما في آسيا واوروبا.
وقد تقاطرت على واشنطن رسائل الدعم من كل بقاع العالم، من الاراضي الفلسطينية إلى نيجيريا، ومن الاتحاد الاوروبي إلى سورية، ومن التشيك وسلوفاكيا إلى ألمانيا
العدد 6 - الأربعاء 11 سبتمبر 2002م الموافق 04 رجب 1423هـ