العدد 5140 - الأحد 02 أكتوبر 2016م الموافق 01 محرم 1438هـ

«العلاجات» ضد المثلية الجنسية تنتشر في الصين

تشونغتشينغ (الصين) - أ ف ب 

02 أكتوبر 2016

كان يو هو يخشى الافصاح عن مثليته الجنسية لزوجته، لكنه لم يتوقع إدخاله قسرا الى مستشفى للأمراض النفسية بهدف «معالجته» من هذا «المرض»... هذه الحالة ليست معزولة في الصين حيث انتشرت أخيرا علاجات «تصحيح» الميول الجنسية على رغم الملاحقات القضائية ونضال ناشطين كثر.

ووافقت زوجة يو سريعا على الطلاق، غير أن عائلة الشاب رفضت الاستماع الى مبرراته. وقد استعانت بطاقم طبي لزجه في شاحنة صغيرة واقتياده الى مستشفى حيث ربط بحزام الى سرير.

وعلى مدى 19 يوما في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، اضطر يو هو الى تناول مجموعة كبيرة من العقاقير الرامية الى «تصحيح» ميله الجنسي. كما أن موظفين كانوا يهددونه بالضرب في حال رفض تناولها، على ما روى لوكالة فرانس برس.

وأفرج عن الصيني البالغ 32 عاما فقط عندما اتصل صديقه وناشطون بالشرطة في مقاطعة هينان (وسط) حيث موقع المستشفى الذي اودع فيه.

ورفع يو هو دعوى قضائية في هذه القضية وهي الاحدث بين سلسلة قضايا تتعلق بـ»علاجات تحويل» الميول الجنسية.

وسحبت الصين سنة 2001 المثلية الجنسية من قائمتها للأمراض العقلية. وعلى مر السنوات، أصبح «الرفاق» (وهو اللقب الذي يطلق على المثليين في هذا البلد) يلقون تقبلا افضل وخصوصا في أوساط الشباب من سكان المدن.

غير أن المثليين لايزالون موضع تمييز وضغوط عائلية، اذ إن عددا كبيرا من هؤلاء، وهم في احيان كثيرة من الاطفال الوحيدين، يرغمون على الزواج تلبية لتطلعات الاهل في رؤية احفاد لهم.

إخصاء كيميائي

ولاتزال «علاجات التحويل»، رغم عدم استنادها الى اي اسس علمية وافتقارها الى الفعالية، فضلا عن خطورتها بحسب الخبراء، تقدم كحلول من جانب الكثير من العيادات الطبية التي لا تتوانى عن استغلال الأسى الذي يعيشه الشبان المثليون او القلق الكبير لدى عائلاتهم.

وشدد يو على ان «هذا الامر لم يحصل معي فقط ويجب ان يتوقف»، مشيرا الى ضرورة ادانة افراد الطاقم الطبي، اذ إن «المثلية الجنسية ليست جريمة، غير أن ما فعلوه هو كذلك».

وطالب يو باعتذار علني من المستشفى الذي اودع فيه، واعترافا بأن المثلية الجنسية ليست وصمة عار.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2014، اصدرت محكمة في بكين حكم ادانة غير مسبوق في حق عيادة في تشونغتشينغ (جنوب غرب) تقوم بعلاجات من شأنها «الشفاء» من المثلية الجنسية، اذ اعتبر القضاة أن المثلية الجنسية ليست مرضا.

واضطر المستشفى الى دفع تعويضات للشاب يانغ تنغ على خلفية الاضرار النفسية التي لحقت به جراء الصدمات الكهربائية التي تعرض لها، والتي عادة ما توجه الى الاعضاء الجنسية.

لكن على رغم هذه الادانة، تواظب عيادات طبية في مدينة تشونغتشينغ الكبيرة على ممارسات كهذه من دون اي حسيب او رقيب، مع استخدام للصدمات الكهربائية وللقمصان المخصصة للمصابين بأمراض عقلية، اضافة الى حالات العزل وحتى الإخصاء الكيميائي.

ويكلف العلاج من هذا النوع حوالى 20 الف يوان (3 الاف دولار) غير أن التكاليف يمكن ان ترتفع بدرجة كبيرة اذا ما دفع الاطباء في اتجاه الخضوع لـ»علاجات» اضافية وفق مركز للدفاع عن حقوق المثليين في بكين.

وفي تشونغتشينغ، تبلغ كلفة مرحلة علاجية واحدة 4 الاف يوان، وهو ما يوازي تقريبا معدل الدخل الشهري في المدينة.

لا مثليين على التلفزيون

ويواجه الناشطون المدافعون عن المثليين في الصين صعوبات كبرى.

وفي هذا الاطار، يوضح يانغ لوكالة فرانس برس أن «العيادات لا تؤكد عبر الهاتف مضمون عروضها العلاجية وهي تطلب منكم الحضور شخصيا»، لكن «لا شيء آخر تغير».

كذلك فإن موقف السلطات ليس عاملا مساعدا في هذا المجال. فقد اعلنت الحكومة في مارس/ آذار 2016 أن المسلسلات التلفزيونية يجب ان تمنع كل شكل من اشكال «العلاقات الجنسية المخالفة للطبيعة» بينها «العلاقات المثلية والانحرافات والاغتصاب والعنف الجنسي».

ويقول شا شينغ العضو في منظمة غير حكومية في تشونغتشينغ تساعد المثليين الذين يواجهون صعوبات مالية في دفع المستحقات المالية المترتبة عليهم لحساب العيادات إن الشرطة منشغلة اكثر في التصدي للناشطين المدافعين عن المثليين منه للعيادات الضالعة في هذه الممارسات.

ويوضح شا «من الصعب النضال عندما لا تكف الشرطة عن قمع نشاطاتكم وتدعوكم لتناول -فنجان شاي- في مراكزها»، وهي عبارة ملطفة للاشارة الى ضرورة الخضوع للاستجواب.

غير أن ناشطين آخرين يحاولون مقاربة الموضوع من ناحية تربوية. وتقول جويل ياو من مركز مدافع عن المثليين في بكين «نحاول تنوير الاطباء وتعريفهم الى مثليين لإقناعهم بأن المثلية الجنسية ليست مرضا».

العدد 5140 - الأحد 02 أكتوبر 2016م الموافق 01 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً