على مساحة 7,500 قدم مربع تقريبا، ارتفع مبنى واسع في سند يحمل وهجا معرفيا وعلميا، هو أحد جامعات البحرين الحديثة التي تواكب التطور المجتمعي، وتعزز من دور التعليم الجامعي في البلاد، هي كلية الخليج الجامعية. اتجهت الكلية إلى فتح الحدود مع الخارج للاستفادة من الخبرات العالمية في مجال التعليم الجامعي، ولترمي بثقل جمود الاتصال والعلاقات بين المؤسسات الأكاديمية إلى منطقة نائية.
وفي حديث خاص لـ «الوسط» أكدت رئيسة كلية الخليج الجامعية، منى الزياني، أهمية وجود تنوع وتعدد في الروافد العلمية على المستوى الجامعي، وأن تواكب هذه الجامعات ركب العلوم الحديثة، وتقديم التعليم الجامعي المميز لمواصلة مسيرة الحركة التعليمية في البلاد.
في بداية الحوار، روت لي قصة أحد الطلبة الخليجيين الذي سمع بافتتاح الجامعة وأراد الالتحاق بها، وكان مترددا يسأل الجهات التعليمية في بلده، إذا ما كانت جامعة لندن معترفا بها وعما إذا كانت شهاداتها مقبولة أم لا... وقالت: «يبدو أن هذا الطالب لا يعلم عما يتحدث...
تأسيس الجامعة
كلية الخليج الجامعية هي احدى الجامعات الجديدة في المملكة، وستنطلق الدراسة فيها بتاريخ 21 سبتمبر/أيلول الجاري، وتقول الزياني عن فكرة التأسيس: «هي موجودة منذ العام 1985م بعد حصولي على درجة الدكتوراه ، حيث وجدت أنه من الواجب علينا أن نقوم بتدشين المؤسسات التعليمية، وجامعات التعليم العالي لخدمة أبناء هذا الوطن، وذلك لاعتبارين، الأول: لكونها تمثل واجهة حضارية وتعليمية للبلد، والثاني: أننا لا نريد لأبنائنا أن يتشتتوا ويعانوا للحصول على تعليم متميز. لم تكن وقتها القوانين مناسبة لإصدار تراخيص انشاء جامعات أهلية، وبفضل وعي وحكمة القيادة الرشيدة في البلاد، تطورت القوانين واستطعت تأسيس هذا المشروع التعليمي الرائد في البحرين والنهوض به، وقد عملت مع جامعات متميزة في أميركا وبريطانيا منذ حوالي سبع سنوات وكثفت الاتصال، واتفقت مع جامعة لندن على أن تمنح شهادتها من البحرين، ويتغير بعد ذلك منحى الدراسة في منطقة الخليج إلى أفق التجديد والمعرفة الشاملة».
لا حاجة إلى السفر
وتكمل: «إن انشاء كلية الخليج الجامعية يأتي نتاج رؤية فاحصة بهدف ضمان تقديم برامج تربوية قيمة وذات معايير عالية من أجل تخريج كوادر وطنية بمقومات شخصية فريدة من نوعها، علاوة على الروح الاجتماعية التي تؤهلهم للعيش أعضاء فاعلين في شتى نواحي الحياة. ومن الآن فصاعدا، لن يضطر أبناؤنا الطلبة البحرينيون منهم أو الخليجيون إلى التغرب وتكبد مشقة السفر والرسوم الجامعية الباهظة. فالجامعة توفر لهم الفرصة للحصول على أعلى الدرجات التعليمية المعترف بها عالميا وهم في وطنهم وبين أهاليهم وأصدقائهم».
الحياة الجامعية
سألتها عن نظام الجامعة والأسس التي تقوم عليها، فأجابت: «قمنا بتوقيع اتفاق مع جامعة لندن وهي جامعة عريقة ومعروفة، تضم 17 كلية جامعية، بأن نقوم بتدريس برامجهم كما هي مقررة هناك وبمساندة مستمرة منهم. ونقوم بالمزاوجة بين النظامين الأميركي والبريطاني، وليتخرج الطالب بشهادتين هما شهادة كلية جامعة الخليج وشهادة جامعة لندن. ثم قمنا باختيار الكادر الأكاديمي للتدريس على أعلى المستويات وبما يحقق أهدافنا لتقديم تعليم جامعي عال يفتح الفضاء للطالب للحصول على وظيفة بسهولة بعد تخرجه أو ليواصل الدراسات العليا».
وتركز التوجس في أنه كيف سيتم التنسيق والمراقبة والإشراف من جامعة لندن مع كلية الخليج الجامعية، وكذلك الحال بالنسبة إلى سير العملية التعليمية وانتظامها... أجابت: «الامتحانات تعقد بإشراف المجلس الثقافي البريطاني، ثم ترسل مباشرة إلى لندن للتصحيح. ولضمان جودة التعليم وثباته تقوم جامعة لندن بعمل زيارات تفقدية للتأكد من كفاءة الهيئة التعليمية وانضباط العملية التعليمية على أكمل وجه ومن ملاءمة القاعة والتجهيزات».
بناء شخصية الطالب
وتحدثت أيضا عن الأهداف التربوية فقالت: «نعمل على بناء شخصية الطالب وتكاملها، وتنمية الروح القيادية لديه طبعا الى جانب المادة الأساسية العلمية. كما نسعى إلى تدعيم الكفاءة في اللغة الإنجليزية والمهارات المطلوبة، ولم نبتعد عن اللغة العربية إذ يوجد مقرران عن اللغة العربية والحضارة الإسلامية يُدّرسان بمنظور جديد. ولأجل ذلك عملنا على توفير مبنى يفي بمتطلبات الحياة الجامعية والجو الصحي للدراسة... واشترطنا عدم زيادة عدد الطلبة على 25 طالبا في الفصل الواحد».
التخصصات الجامعية
تطرح الجامعة في الوقت الحالي برنامجي بكالوريوس العلوم في علوم الحاسوب والمحاسبة وإدارة المصارف. وتقول الزياني: «اخترنا أفضل البرامج لتحقيق متطلبات سوق العمل، وما يواكب التعليم الجامعي الحديث وطرح التخصصات الجديدة التي تعالج فروعا دقيقة في العلوم الأساسية. فتخصص علم الحاسوب يشتمل على أنظمة المعلومات الإدارية وأنظمة معلومات الأعمال وتكنولوجيا المعلومات. وهذه الدرجة العلمية تسلط الضوء على كيفية استخدام الحاسب الآلي في المؤسسات التجارية والإدارية، ولذلك من البدهي أن يتم الجمع بين دراسة أنظمة المعلومات والإدارة، وهي فريدة من نوعها لأنها تتعامل مع مسارات مختلفة في آن واحد. وسنطرح مستقبلا برامج تدريبية متخصصة مكثفة في مجالات تصميم الجرافيك والتجارة الالكترونية وغيرها».
إدارة الأعمال
وتكمل: «أما عن تخصص إدارة الأعمال فهو يشتمل على البكالوريوس في المحاسبة والبكالوريوس في الإدارة المصرفية، ويهدف الأول إلى تثقيف الطالب وتعليمه طبيعة عمل جميع المشروعات التجارية والصناعية، ويتيح له كيفية تصميم النظم المحاسبية الملائمة للمنطقة وكيفية وضع الرقابة وإدارة الشئون المالية الخاصة بها. ويهدف برنامج الإدارة المصرفية إلى تزويد الطالب بمفاهيم جديدة عن السبل التي تعمل عبرها الوسائط والمؤسسات المالية وأساس عمل الأسواق المالية. وسيتم على المدى القريب طرح برامج إدارة التسويق وإدارة منشآت الأعمال».
واختتمت الزياني حديثها بأن الجامعة تحرص على تقديم الأفضل دوما إلى الطلبة، وتعمل على تعزيز التنمية الذاتية لتحقيق التفوق الأكاديمي والاجتماعي
العدد 10 - الأحد 15 سبتمبر 2002م الموافق 08 رجب 1423هـ