يا لهول «ما لا تدفعونه».
ما أعجب ثراءكم المستحيل.
ما أكثر ما تدوسونه من إنسان، هل تعلمون أن النخيل أحد الأصدقاء.
حسنا... تمّ تسميم الآبار، تجفيف العيون، خلع النخيل من أصوله، ردم البحر... ولكن الإنسان أصبح أفضل حالا، فبعد الاكتفاء الذاتي... أصبح في عالم الرفاهية.
يا من وجد إنسانا على هذه البسيطة، اشكر نعمة ربك، فها أنت مازلت تستطيع تمييز الإنسان.
كل واحد سيدفع ثمن كل جذر قلع، بأن يكون مكانه في أسرع وقت ممكن.
أمُّنا الصبور، النخلة، حان الوقت كي ترتاحي بعد عناء مليون نخلة، فأغصانك المخلوعة من أصلك قد أطيحت رؤوسها.
كانت عينا مملوءة بالماء العذب، نتقاذف فيها بأجسادنا الغضة، نصبغ روحنا بزرقتها ونتنفس هواء نخلها.
في إحدى المرات كنا جميعا تحت سطح مائها لا نرى غير حمرة ثقيلة... وضاع الزمن.
نص وتصوير: محمود الصفار
العدد 10 - الأحد 15 سبتمبر 2002م الموافق 08 رجب 1423هـ