بين حين وآخر تسمع دعوات إلى التعددية، فإذا المتحدث في كلامه يدفن كل رأي مخالف له في التراب.
ونسمع كلاما عن الموضوعية، فإذا القائل يشوه خلق الله أكثر مما فعلته القنبلة الذرية.
لا أدري، هل أن مكمن الخطأ بين النظرية والتطبيق، أم هي ازدواجية فكرية؟ أم أن قناعاته الفكرية تستدعي أن يكون موقفه هكذا؟ فذلك الشخص الذي كان يدافع بالأمس عن الممارسات الخاطئة ويحاول أن يغطي على (المُخبأ) كي لا تخرج منه روائح العفن، تجده اليوم يدافع عن آلهة الديمقراطية ويكفّر كل من لا يعبدها.
كان بالأمس يزين الواقع الموجود على سوئه، وها هو اليوم يلوّن على مزاجه أفكار وآراء الناس، ويجعل (فلانا) في خانة الكافر بالديمقراطية والمنقلب عليها، و(فلانا آخر) في أعوان بن لادن.
ولا أدري من أين أخذ هذه الألوان؟ وهل هي طبيعية أم أنها أساطير تشبه شيئا من التحريفات الموجودة في (الكتاب المقدس)؟
ربما يكون البعض من هؤلاء قد انتهى دوره في العهد القديم وهو الآن يريد أن يصعد إلى العهد الجديد كي يصنع ويمثل دوره الجديد حسب الطبعة المنقحة الجاذبة للزبائن.
حسن علوي
العدد 18 - الإثنين 23 سبتمبر 2002م الموافق 16 رجب 1423هـ