قبل أكثر من قرن وتحديدا في سنة 1900م انطلقت الخدمات الصحية الحديثة في البحرين، ففي هذا العام تم افتتاح اول مستشفى حديث في البحرين وفي إمارات الخليج، وهو «مستشفى فكتوريا التذكاري»، والذي كان يقع في منطقة رأس الرمان بجنوب السفارة البريطانية حاليا في المنامة، وكان هذا المستشفى يتبع المعتمدية البريطانية في البحرين التابعة للمقيمية السياسية في الخليج «وكان مقرها في مدينة بوشهر على الساحل الفارسي ثم انتقل مقرها إلى البحرين منذ 1946م» والتابعة للحكومة البريطانية في الهند.

عمل في مستشفى فكتوريا التذكاري بالمنامة ومنذ البداية اطباء وطبيبات اجانب، وكان يتسع لاثني عشر سريرا فقط، وبالاضافة إلى مهامه العلاجية في المستشفى كان اعضاؤه يقومون بحملات تفتيشية على البواخر القادمة في الفرضة للكشف والقضاء على القوارض المسببة للطاعون كالفئران التي ربما تتواجد على ظهر السفن القادمة إلى البحرين من الموانئ الخارجية مثل بومباي والبصرة وبوشهر وغيرها، كما كان اعضاء المستشفى يقومون بحملات تفتيشية على مدن وقرى البحرين لرش «البالوعات» بالمبيدات وهي مهمة اوكلت مع نشوء الادارات الحديثة في البحرين إلى البلدية ثم الصحة.

وبعد 1947م «وهو عام استقلال الهند عن بريطانيا» تبع مستشفى فكتوريا التذكاري لإدارة الصحة العامة وهجر مبناه في العام 1952م بعد بناء عدد من المستشفيات الحكومية (مثل مستشفى النعيم الذي افتتح في 1940م) وهدم مبناه في الستينات من القرن العشرين.

وبغض النظر عن حجمه وشكله وخدماته وجهة إدارته، فإن مستشفى فكتوريا التذكاري يعتبر باكورة المستشفيات في إمارات الخليج العربي وانطلاقة حضارية بارزة في تاريخ البحرين الحديث