مجموعة كبيرة من الأطباء البحرينيين العاطلين يناشدون الحكومة متمثلة بوزيرة الصحة إعادة النظر في موضوع توظيف الأطباء العاطلين من العمل، الذين قاربت مدة تعطلهم على العام، من بعد الانتهاء من سنة الامتياز والحصول على رخصة ممارسة المهنة في مملكة البحرين. هؤلاء الأطباء البحرينيون الذين أنهوا ما يقارب الست إلى سبع سنوات من جهد تعب في سبيل الوصول لليوم الذي يخدمون فيه الوطن، يتمنون أن يجدوا ثمرة تعبهم بالحصول على مصدر رزق كريم يكفيهم ويكفي أسرهم في هذا الزمن الصعب والمرحلة العمرية المتطلبة لفتح بيت وإعالة أسرة، وجدوا الأبواب مغلقة في وجه عطائهم وتطورهم المهني، واصطدموا بعدم توافر الفرص الوظيفية المناسبة لهم في وطنهم، على غرار أقرانهم الذين درسوا معهم في مقاعد الدراسة من جنسيات خليجية وعربية...

لايزال، على اعتبار قلة عدد المستشفيات الحكومية الكبرى التي تتيح فرص التوظيف ببرامج الإقامة التخصصية، هناك عائق كبير أمام توظيف الأطباء العاطلين، فكيف بالحال إذا تعذر توظيف دفعات جديدة في مستشفى السلمانية الطبي وهو أكبر المستشفيات الحكومية بمختلف تخصصاته، ناهيك عن المراكز الصحية (الرعاية الأولية) على طول أراضي الوطن. هذا ما يجعل عدد العاطلين أكبر فأكبر. فكيف إذا أضفت إلى ذلك، تكدس الأعداد المتخرجة والحاصلة على الرخصة من عدة دفعات بفعل عدم توظيف الدفعة الأسبق... وهذا ما يزيد عدد العاطلين ويقلل فرص توظيفهم في المستقبل عند توافر فرص وظيفية.

مع العلم بأن مختلف التخصصات في مستشفى السلمانية الطبي ومراكز الرعاية الصحية الأولية تعاني من نقص قد يكون شديدا في بعض الأقسام، وهي تحتاج لأطباء جدد فعلًا... والأطباء العاطلون يحتاجون لوظائف ومصدر رزق وخبرة في مجال العمل، قد تنقطع مع عدم الممارسة في ظل الأوضاع الراهنة. فلماذا لا نعالج مشكلة نقص الكوادر الطبية في مستشفى السلمانية والمراكز وأيضًا نعالج مشكلة عطالة الأطباء وبذلك ننتهي من المشكلتين معًا؟

وبالنظر إلى حال المستشفيات الخاصة مع كثرتها، إلا أنها غير قادرة على استيعاب الأطباء العاطلين بأعداد كبيرة. أضف إلى ذلك، أن طبيعتها تحتم عليها الميل للأطباء المختصين على غيرهم. وكون العمل في مستشفى خاص يفرض عدم الترقي في السلم الوظيفي؛ كونه غير معتمد من قبل المجلس العربي للاختصاصات الطبية لدخول البوردات. ناهيك عن الشروط الوظيفية المجحفة أحيانًا بحق الطبيب وراتبه الزهيد.

الجدير بالإشارة، أنه في العام الفائت قد بدأ العمل على برنامج تدريبي للأطباء لحل مشكلة الأطباء العاطلين المتكررة. وقد يكون البرنامج على اعتبار حداثته لايزال في طور التقويم والنقد والتحسين. فإن الأطباء العاطلين يفضلون إتاحة برنامج توظيفي لا تدريبي يكفل ويعطي للطبيب حقوقه كاملة.

وفي الختام، نأمل أن يكون لمشكلتنا حل. ويصل صوتنا للمعنيين بحل هذه المشكلة ونجد صدى مبشرا ومشجعا، بفتح أبواب التوظيف في اقرب وقت ممكن إن شاء الله.

مجموعة من الأطباء العاطلين